تشيلسي ضغط وركض وربح اللقب! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 15 يوليه 2025 1:34 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

تشيلسي ضغط وركض وربح اللقب!

نشر فى : الإثنين 14 يوليه 2025 - 8:05 م | آخر تحديث : الإثنين 14 يوليه 2025 - 8:05 م

** باريس سان جيرمان لا يعطى لمنافسيه فرصة، يهاجم بقوة، ويهاجم بسرعة، ويضغط، ويركض. وهذا مافعله تشيلسى فى باريس سامن جيرمان. لم يمنحه فرصة حرمانه من الفرصة. فهاجم تشيلسى بجنون، وضغط، وضغط، وضغط. فأصاب باريس بالعجز فى التصرف. وفى الوقت نفسه كان بطل أوروبا يتوقع أن يدافع تشيلسى ويتراجع ولا يغامر استنادًا على هالة من التوقعات التى رسمت فى الخيال باعتبار أن كرة القدم لها قواعد ثابتة، ومنها أن المرشح يكون أقرب إلى الفوز.. لكن كرة القدم حين تلعب على هذا المستوى المرتفع لا تنفع معها تلك النظريات البليدة، خاصة أن المباراة مع فريق من أفضل الفرق الإنجليزية هذا الموسم، ويضم لاعبين صغار السن ومتوسط عمره 24 سنة، بما يعنى القدرة على الجرى وبذل الجهد البدنى.

 

** بدا باريس سان جيرمان هذا الموسم فريقًا لا يُضاهى، فريقًا غيّر المفاهيم، لكن أبطال أوروبا لم يتمكنوا من التغلب على روبرت سانشيز حارس مرمى تشيلسى، ولم يكن هذا ما توقعه باريس سان جيرمان، أو أى فريق آخر، والواقع أنهم فقدوا السيطرة على المباراة. لقد توج تشيلسى بطلًا لكأس العالم للأندية فى عشر دقائق فقط من واقع الأداء والضغط وامتلاك الكرة وتهديد المرمى الباريسى. وعند الدقيقة 30 كان واضحًا أن الفريق الإنجليزى بطل كأس المؤتمر الأوروبى فى طريقه إلى اللقب.
** كانت خطة تشيلسى واضحة، سرعة فى الضغط، دون مغامرة بضغط لا طائل من ورائه، مثل أن يتقدم مهاجمو الفريق نحو منطقة جزاء باريس فى كل مرة، بحسابات المساحة والمسافة البسيطة، فهل يمكن الركض وإيقاف وإرباك البناء الهجومى للفريق الباريسى أم يجب الانتظار حتى يكون الضغط مربكًا فعليًا بحسابات المسافة والمساحة فى الركض: سرعة فى الالتحام، وسرعة فى إرسال الكرة إلى المساحة خلف باريس سان جيرمان، بدءًا من سانشيز مباشرة من منطقته.. ما هذه الدقة فى التمريرة الطويلة، وكيف تكررت وحققت نفس النتيجة هدفين؟
** مرت تمريرة سانشيز القطرية إلى اليمين، حيث لم يُحسن نونو مينديز، الذى تعرض للضرب، تقدير قفزته. فجأةً، انطلق مالو جوستو، فُتح أمامه مجال على الجناح، فانطلق نحو منطقة الجزاء، مُستعدًا للتسديد. تصدى لوكاس بيرالدو للمحاولة الأولى، لكن جوستو استعاد الكرة ومررها إلى بالمر الذى سددها ببراعة فى أسفل الشباك. ولاحظ أن بالمر لا يسدد نحو المرمى (وخلاص)، لكنه يرى الزاوية ويوجه كرته نحوها. وفعل ذلك فى المرتين. فكانت التسديدة التى سجّل بها الهدف الثانى بعد ثمانى دقائق متطابقة تقريبًا. قادمًا من الجهة اليمنى، رأى بالمر جوستو ينطلق أمامه. وهكذا..
** ربح تشيلسى 114 مليون دولار كجائزة للبطولة، يعوض به نفقاته ويؤسس لقواعد اللعب المالى النظيف. وكان النادى قد دفع بالفعل غرامة بقيمة 36 مليون دولار، بسبب مخالفات مالية، فيما أنفق أكثر من 100 مليون جنيه إسترلينى على تعاقدات، مثل جواو بيدرو وجيمى جيتينز وليام ديلاب. إلا أن هذا اللقب العالمى سيمنح تشيلسى قوة وشخصية، وهو ما سوف يؤثر على أداء الفريق فى سباق البريمييرليج.
** ويبقى أنه بحسابات الأرباح المالية، فقد حققت كأس العالم للأندية نجاحًا لم يتوقعه الكثيرون، بعد أن أعلن إنفاتينو أن البطولة حققت أرباحًا مالية قدرها 2 مليار و100 مليون دولار، وهو رقم خرافى بالتأكيد أسقط كل الانتقادات التى وجهت إلى كأس العالم للأندية بنظامها الجديد.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.