حنان - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 8:57 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حنان

نشر فى : الجمعة 17 أغسطس 2018 - 9:25 م | آخر تحديث : الجمعة 17 أغسطس 2018 - 9:25 م

كل ما نهدف إليه من خلال هذه الكتابة هو الاستمتاع بأفلام لا يكاد يعرفها الكثيرون، والحقيقة أن فيلم «حنان» الذى أخرجه كمال سليم، وهو البطولة المطلقة الوحيدة للمطربة فتحية أحمد هو عمل ممتع لمن يشاهده من المتفرجين الذين يعيشون معنا عام 2018.
ليس فقط أنه يضم هذا العدد الكبير من النجوم الذين أمتعونا طوال القرن العشرين، بل أيضا لأنه يكاد يعكس مرحلة باكملها، فنحن أمام المخرج الأقصر عمرا، والأكثر موهبة فى السينما وكان يشعر أنه لن يعيش طويلا فعمل بلا توقف حتى فارقنا وهو فى الثانية والثلاثين، إنه كمال سليم. صاحب أفلام «العزيمة» و«البؤساء» و«شهداء الغرام»، وفى فيلم «حنان» تخلى عن السينما الواقعية التى كان يحبها، وحشر فى الفيلم مجموعة كبيرة من الأغنيات الفردية، غنى فيها الكثير من ألوان الغناء كل من: إبراهيم حمودة، وفتحية أحمد، ومحمد الكحلاوى، وأيضا تحية كاريوكا التى أثبتت أنها نوارة السينما المصرية فى جميع أعمالها، فهى البنت الخفيفة التى تقوم بدور بنت البلد الطيبة، أما البطل الرئيس فهو بشارة واكيم، الذى تخلى عن الأداء الكوميدى وقام بدور حسن رجل الأعمال العصامى الذى يقع بين براثن مراد رجل أعمال آخر فاسد على وشك الإفلاس، وكأن الفاسدين يفقسون أنفسهم عبر العصور، يقومون هنا بتغيير مواصفات مواد البناء لمدرسة تنهار فوق التلاميذ ويموت العشرات منهم ما يؤكد أن السينما ظلت تصدر رسائل تحذير عن الفاسدين، لكنهم يتنامون ويستخدمون الأسلوب نفسه، والعصامى الذى صار مقاولا، يترك زوجته المخلصة التى تحبه كى يتزوج امرأة تعيش «الا فرنكه»، تتكلم الفرنسية، وليس للفضيلة مكانة لديها سوى الرغبة التى لا تنتهى فى الربح.
وقد قام كمال سليم بعمل توازن فى الفيلم الذى حشره بأغنيات كثيرة واستعراضات، والفيلم يعكس انحيازا كمالا سليما للبسطاء الذين يمارسون حياتهم بشرف ونبل، ولم يمنع أن تكون الطبقة المتوسطة أيضا من الشرفاء مثل والد الشاب عزيز (إبراهيم حمودة) الذى يخطب ليلى (أميرة أمير) إنه المقاول الشعبى، وعندما يتم القبض على حسن فإن والد عزيز، ينصح ابنه بفسخ الخطبة، وقد بدت خبرة المخرج ساذجة فى مسألة إخراج الاستعراضات والأغنيات التى تم تصويرها كلها فى أماكن مغلقة، إما ملهى ليلى، أو مقهى، أو بيوت، قد غلب عليها الطابع الفردى.
على المستوى الشخصى فإننى استمتعت بالمشاهدة لسبب يخصنى، وهى أننى أشاهد كل هؤلاء النجوم والنجمات فى قمة نضارتهم وجمالهم، وهم الفنانون الذين لعب الزمن بمصائرهم، وملامحهم وجمالهم، وحسب قانون الحياة فجميعهم بلا استثناء بين يدى رب كريم.

التعليقات