تعقيدات السياسة لا تنتهى بأحاديثها وتحليلاتها ورهاناتها؛ لاسيما فى بلد مازالت أقدامه تتحسس الخطوة الأولى وتموج الدنيا من حوله بالفوضى العارمة... فلا بأس أن نتنكر لها اليوم قليلا فقط لنسلط الضوء على تجربة شبابية وُلدت عملاقة وسارت بهدوء وروية وتطورت بسرعة ودقة... قبل أن تجذبنا السياسة للدوران فى فلكها مرة أخرى.
من يتقنون الحديث بلغة التفاؤل ولا يعرف قاموس حياتهم إحباط الأمر الواقع والذين يتفقدون الزهرة فى شقوق الجبال ويرقبون الغيث وسط غيوم السماء ؛ هؤلاء يتلقفون أخبار أى إنجاز شبابى بلهفة تفوق لهفة العشاق؛ ويستعينون بها على صحة مذهبهم وصدق حدسهم... نعم يمكننا أن نصنع الفارق... نستطيع أن نزاحم على المقاعد الأولى... بل إن نعتلى خشبة المسرح نفسه لتسمع منا الدنيا وتصفق حماسة وإعجابا.
اقرأ لى دوت كوم؛ فكرة مبتكرة وتنفيذ سهل ممتنع وتطوير مستمر مبدع وروح شبابية خالصة؛ أصبحت فى زمن يسير جزءا لا ينفصم عن روتين حياة الكثيرين وتحديدا هؤلاء الذين يلتصقون بمقاعد قيادة السيارات أوقاتا تفوق أوقات جلوسهم مع عائلاتهم وذويهم.... ولعل هذه كانت الفكرة الرئيسية وراء التطبيق الإلكترونى (اقرأ لى دوت كوم) كما سمعت من المؤسس الصديق.... لن اذكر اسمه ولست أحسبه يبالى بذلك؛ فمجموعته الشبابية كلها نجحت كفريق عمل لا يهتم أصحابه بشىء سوى بالنجاح سويا.
لم تعصف بهم رياح السياسة الهوجاء وعبروا أمواج الاستقطاب العاتية بنجاح حتى رست سفينة عملهم على بر المهنية والموضوعية؛ تحار معها فى توصيفهم وتصنيفهم... ثم تستسلم تماما لمرادهم... هم كما أرادوا لموقعهم (صوت الكلمة).
أعرف أن تجربة الكتب المسموعة ليست جديدة على العالم؛ لكنى أحسب أن فكرة شباب (اقرأ لى دوت كوم) فى تحويل المقال اليومى المقروء إلى مسموع فريدة من نوعها لم يسبقوا لمثلها... ثم هم بعد ذلك ألحقوا بها نشاطا موازيا للكتب المسموعة أرجو له أن يأخذ نفس نجاح الفكرة الأصلية.
المتابع للمناخ الثقافى والتعليمى فى مصر ـ بعيدا عن وزارتى التعليم والثقافة بالطبع ـ سيلمس أى تأثير إيجابى ستحدثه (اقرأ لى دوت كوم) على المدى البعيد... الذى يعرف نمط الحياة اليومية لجيلنا الشاب الذى يضيق ذرعا بقراءة صفحتين من كتاب متوسط الحجم غير متعمق المعانى سيمتن كثيرا لفريق (اقرأ لى دوت كوم).... الذى يتحسر كلما رأى جيلنا يكتب (إنشاء الله) بدلا من (إن شاء الله) بالفصل بين (إن) الناصبة والفعل (شاء) سيحتفى بهذا التطبيق وذلك الموقع وكل هذا الجهد المتكامل أيما احتفاء.... بالمناسبة فصّلت فى الفارق بين كتابة الكلمتين إملائيا خصيصا تقديرا للزميل أو الزميلة من (اقرأ لى دوت كوم) الذى سيقرأ هذه المقالة... ابتسامة.