الخليج ــ الإمارات عكس السير لتدريس أدبنا - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:48 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخليج ــ الإمارات عكس السير لتدريس أدبنا

نشر فى : الأحد 17 أكتوبر 2021 - 9:15 م | آخر تحديث : الأحد 17 أكتوبر 2021 - 9:15 م
نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب عبداللطيف الزبيدى يرى فيه أهمية اختيار الأوقات والسنوات الدراسية المناسبة لتدريس الأدب والشعر العربى.. نعرض منه ما يلى.

ما هى التمهيدات الضرورية قبل تطوير تدريس العربية وآدابها؟ ثمة حواجز نفسية يجب تجاوزها: نحن أصحاب اللغة وملّاكها، للقدامى حقهم ولنا حقنا. الخليل، سيبويه، الفرّاء، ابن جنى.. لم تكن لديهم صكوك ملكية لغوية فوق ما لفقهاء لغتنا الأفاضل اليوم.
كيف يريد الأستاذ واضع المناهج، أن يدرّس الشعر الجاهلى، لمراهق فى القرن الحادى والعشرين، إبهاماه يخطفان البصر على لوحة مفاتيح الجوال، واللوح الحاسوبى النقال؟ معذرة، الحاسوب اللوحى، كما جاء فى «شرح المعلوماتية على متن البرمجية»، لابن أبى معالج البيانات. أرأيت كيف يسخر صفى الدين الحلى من التقعّر اللغوي؟ تأمل كلمة «تقعّر» وتجذيرها.

قلت للقلم: ما يختلج فى ذهنك جدير بالتفكّر: لم لا نلعب فى المناهج لعبة آلة الزمن؟ فى مقرر الأدب العربى، نمتطى قطارا عكس سير الزمن، من تاريخنا الحديث إلى الأندلس، ثم الدولة العباسية، العهد الأموى، فالأدب الجاهلى، فلا يبلغ الطالب أشعار الجاهليين إلا فى الجامعة. آنذاك يكون له من الإدراك ما يؤهله لاستيعاب ثقافة وذهنية ومنظومة قيم، لا يمكن فهم معطياتها إلا فى إطار أنثروبولوجى، تُدرس فيه بحثا وتحليلا، مكونات طريقة التفكير فى بيئة مختلفة، من خلال منهجية تشمل الأدب، التاريخ، علم النفس الاجتماعى، نسبية الأخلاق والقيم.. ما يحمل القلم أحيانا على تجاوز دماثة التفكير، فيغامر بأن تدريس الأدب فى العالم العربى مدرسيّ جدا، ساذج جدا، كأنه صفحات من «ويكيبيديا».
مأساة فكرية، تدريس من هو خارج لتوه من المراهقة، نماذج من الشعر الجاهلى، كميراث ثقافى يبعث على الفخر أو يؤسس لثقافة هوية أو هوية ثقافية. هذا لا يكون منطقيا ومقبولا بحال، إلاّ إذا رسمنا غايات أخرى لتدريس الأدب الجاهلى بالذات، كالبحث العلمى، وهذا خارج عن نطاق الإعدادية والثانوية. بالمناسبة، ألوان شتى من شعر العصور الإسلامية، هى أدب جاهلى القيم، فى مقدمته الكثير من أشعار المتنبى وأبى تمام ومن تبعهما بتقليد. حين ندرّس هذا الأدب بلا مبالاة غاضّين الطرف، فإننا نشكل عجينة ذهنية على غراره، فالاعتزاز بالقدرة على الظلم، يربّى مستبدين، وكل ظالم هو أول من يقبل ظلم مَن هو أشد ظلما.
لزوم ما يلزم: النتيجة التربوية: ليس الحل غربلة الجذور الثقافية، لكن الحل اختيار الوقت والأسلوب المناسبين للطرح والشرح، ليشاد الصرح.
التعليقات