على مشارف وقف إطلاق النار - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الأحد 19 يناير 2025 2:42 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

على مشارف وقف إطلاق النار

نشر فى : السبت 18 يناير 2025 - 7:25 م | آخر تحديث : السبت 18 يناير 2025 - 7:25 م

حتى كتابة هذا المقال، فإن تنفيذ وقف إطلاق النار يفترض أن يدخل حيز التنفيذ، اليوم الأحد.
على كل فقد لعبت القاهرة دورًا محوريًا كان له الفضل فى إخراج الاتفاق إلى حيز التنفيذ، ويعتبر مؤتمر القاهرة الدولى للسلام، الذى حضره ممثلون عن 34 دولة فى 21 أكتوبر 2023 أى بعد حوالى أسبوعين فقط من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة خير دليل على هذا الجهد الكبير لا سيما أنه طرح خلال المؤتمر خريطة طريق متكاملة لحل أزمة غزة والقضية الفلسطينية ككل.
فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، ومصر تبذل كل جهد ممكن لحشد القوى الدولية لوقف إراقة دماء الأطفال والنساء وكبار السن فى القطاع.
ويؤكد المحللون أن مصر هى أول دولة كانت لها رؤية شاملة ليس فقط للتوصل إلى الهدنة، لكن لحل أزمة غزة برمتها، واعتمد الاقتراح المصرى منذ البداية على مبدأ المرحلية والتدرج إدراكًا منها لمدى تعقيد الموقف. فقد طرحت مصر مقترحًا شاملًا من ثلاث مراحل للحل. وأن يتم تنفيذ مجموعة من الخطوات فى كل مرحلة بما يشمل وقف القتال وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات وصولًا إلى البدء فى إعادة الإعمار. واستند المقترح الأمريكى- الذى طرحه الرئيس بايدن خلال العام الماضى لوقف القتال- إلى المقترح المصرى. وذلك، قبل أن تفسده إسرائيل عدة مرات بتدخلاتها وتعديلاتها التى تخدم مصالحها.
وزارة الخارجية المصرية لعبت دورًا كبيرًا على مدى الشهور الماضية فى حشد دول العالم لدعم حقوق الشعب الفلسطينى وحقه فى أرضه، ووقف مساعى إسرائيل لتهجيره. والتذكير بضرورة احترام القانون الدولى والقانون الإنسانى فى التعامل مع غزة. ولعبت مصر دورًا رئيسيًا فى فتح معبر رفح ومعابر أخرى لاستقبال الجرحى والمصابين وتقديم الدعم الإنسانى والطبى للمتضررين من الحرب وقوبلت عدة مرات بالعنف الإسرائيلى الذى وصل لحد الإجرام.
ومع ذلك، عملت مصر على توصيل المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع المحاصرين فعندما سيطرت قوات الاحتلال على الجانب الفلسطينى من معبر رفح رفضت مصر الانصياع لها، وابتكرت سبلًا جديدة لتوصيل المساعدات مثل الإنزال الجوى بالتعاون مع التحالف الدولى الداعم لفلسطين للحيلولة دون تفاقم كارثة الجوع فى القطاع. والتزمت الصرامة والحسم فى مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لكل القوانين، وتصدت لكل ادعاءات قوى الاحتلال الخبيثة، ما يعكس حرصها على دعم الشعب الفلسطينى إنسانيًا وسياسيًا، وحماية قضيته من أى محاولات لتبديدها.
لا يمكن فى هذا الإطار تجاهل دور الدول الوسيطة - قطر والولايات المتحدة - فى السعى للتوصل لاتفاق مرض لإسرائيل وحركة حماس لوقف القتال وإخماد نيران حرب الإبادة الإسرائيلية الوحشية ضد المدنيين فى الأراضى المحتلة. إلا أن إسرائيل عرقلت أى مسعى لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين فى غزة مقابل وقف إطلاق النار ووضع حد للمأساة الإنسانية هناك، إلى أن قرر الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب التدخل، مهددًا بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم ما لم يتم تسليم المحتجزين الإسرائيليين أو ما تبقى منهم قبل حفل تنصيبه الإثنين المقبل.
ليكون هذا التهديد بمثابة عامل فاعل لتحريك المفاوضات التى وصلت إلى طريق مسدود قبل أشهر. وهو ما يثير التساؤلات حول الأسباب التى دفعت كل الأطراف لتقديم تنازلات سريعًا والنظر بجدية إلى أى مقترح لإنهاء المأساة فى غزة. ويبدو أن لكل طرف أسبابه المختلفة.
مصر هى دائمًا رمانة ميزان الأمن فى الشرق الأوسط، وتتمتع بخبرة واسعة فى التفاوض بين إسرائيل والجانب الفلسطينى. وكان لها الفضل فى وقف العديد من الحروب والانتهاكات الإسرائيلية السابقة، ونتمنى أن وقف إطلاق النار يتم ويحترم من جميع الأطراف، فللغزاويين الحق فى الحياة والعودة إلى ديارهم وإعادة إعمار أرضهم، ولا بد أن تقوم إسرائيل بالتعويض المالى لما اقترفوا من تدمير خاصة المستشفيات فهذا أقل من أقل عقاب لها.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات