**كأس العالم للأندية بالنسبة للفرق العربية والإفريقية والآسيوية هى خبرات جديدة، بالاحتكاك بمدارس مختلفة، والخروج من حدود دولتها وقارتها إلى حدود أوسع، وبحثا عن انتصارات ترفع راية الكبرياء والمجد، ولكن البطولة بالنسبة للفرق الأوروبية، تعد منجما لتحقيق أرباح مالية تفى باحتياجاتها فى إدارة مشروعها الاحترافى كما أنها دورة ترويجية فى أمريكا الشمالية.. لكن هذه البطولة بها تناقضات وانتقادات.
** تأجلت بداية مباراة صن داونز الإفريقى وأولسون هيونداى الكورى لمدة 30 دقيقة بسبب سوء الأحوال الجوية. وشهدت مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد فى بطولة كأس العالم للأندية، التى أُقيمت فى ملعب روز بول بمدينة باسادينا فى ولاية كاليفورنيا، حالة من الاستياء الكبير بين الجماهير، بسبب سوء التنظيم وغياب أبسط الخدمات الأساسية، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة، وتحديدا عند انطلاق المباراة ظهرا فى طقس تجاوزت حرارته 31 درجة مئوية. ووفقا لجريدة «الجارديان» البريطانية، فإن عددا من المشجعين اضطروا إلى التخلص من عبوات المياه الخاصة بهم قبل دخول الملعب، وواجهوا صعوبة شديدة فى العثور على مصادر للمياه، ما اضطرهم للانتظار فى طوابير استمرت نحو 45 دقيقة أمام نقاط البيع..
** هناك تناقضات واضحة فى مسيرة البطولة بنظامها الجديد، سواء بسبب درجات الحرارة أو التنظيم أو التذاكر وأسعارها وحتى تأثير غياب المهاجرين خوفا من ضبطهم فى المدرجات. لكن التناقض الأكبر هو فارق المستوى بين فرق بعض المباريات، لدرجة أن خافيير تيباس، رئيس رابطة الدورى الإسبانى، قال إنه يرغب فى إلغاء بطولة كأس العالم للأندية، بنظامها الجديد، وعدم إقامة أى نسخ أخرى منها، وقال تيباس، فى تصريحات نشرتها صحيفة «ماركا» الإسبانية : «لابد من إلغاء تلك البطولة»، وأضاف: «لم أشاهد مباراة واحدة والمباريات تبدو مثل دورة صيفية ترفيهية» فلا توجد كرة قدم، وإنما مجرد حماس وجرى بلاهدف.
** يذكر أن مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد حضرها أكثر من 80 ألف متفرج، ومباراة الأهلى وإنتر ميامى حضرها قرابة 61 الف متفرج وبوكا جونيور وبنفيكا حضرها قرابة 56 ألف متفرج لكن مباراة بايرن ميونيخ وأوكلاند التى شهدت 10 أهداف للفريق الألمانى حضرها 20 ألف متفرج فقط!
** وكانت ظاهرة المقاعد الفارغة فى بعض المباريات لافتة للنظر، والمقاعد الفارغة تعنى إيرادات ضعيفة وغياب البهجة والمشهد الكامل لملاعب كرة القدم. وذلك بينما يرى الفيفا أن البطولة هى «أعظم عرض فى تاريخ كرة القدم للأندية»، بمشاركة «أفضل 32 فريقًا فى العالم». وهو الأمر الذى انتقده الاتحاد الأوروبى: كيف تكون البطولة لأفضل 32 فريقا فى العالم وليس بينهم برشلونة وليفربول وأرسنال مثلا؟
** وعودة إلى الجارديان حيث أشارت الصحيفة إلى أن الجماهير فى مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد عانت من الإرهاق داخل الملعب، بينما لجأ آخرون إلى محطات تبريد هربا من الحرارة وسط غياب شبه تام لمحطات مياه إضافية. وذكر أحد المشجعين،، أن ملعب روز بول لم يطبق سياسته المعتادة بالسماح بإدخال عبوات مياه مغلقة، ما زاد من حدة الأزمة، رغم أن الموقع الرسمى للملعب يجيز عادة دخول زجاجات مياه بلاستيكية غير مفتوحة أو زجاجات قابلة لإعادة الاستخدام بشرط أن تكون فارغة. وذكرت الجارديان أن الملعب، الذى بُنى عام 1922، لطالما عُرف بازدحامه الشديد، إلا أن المشهد هذه المرة كان أكثر صعوبة بسبب توقيت المباراة الحرج، وانعدام الظلال فى المدرجات، إلى جانب أن معظم الممرات المحيطة مغطاة بالأسفلت الأسود الذى يزيد من شدة الحرارة. ووصفت إحدى المشجعات حضورها المباراة بأنه «أسوأ قرار فى حياتها»، بينما قالت أخرى: «درجة الحرارة كانت عالية جدا، والحضور يقترب من 90.000، لكن لا مياه، لا تنظيم، وطوابير طويلة بشكل كارثى، حتى إن فرق الإسعاف عجزت عن المرور لنقل المصابين بضربات الشمس. غادرنا فى الشوط الأول لشعورنا بالخطر»..!
** السؤال فى النهاية: هل تنجح بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد؟ هل اختيار أمريكا كان موفقا؟ هل معايير اختيار الفرق كانت دقيقة حتى إن هناك 3 فرق أمريكية مشاركة؟ هل التفكير فى زيادة عدد الفرق إلى 48 فريقا مستقبلا اتجاه مقبول؟ ما هو تأثير إقامة هذه البطولة على انطلاق مواسم الدوريات الأوروبية القادمة؟