إعداد/أيمن طارق أبو العلا
كتب أنتونى كوردسمان، أستاذ كرسى بيرك الاستراتيجى بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، مقالا نُشر على الموقع الالكترونى للمركز، يحاول فيه تذكير الولايات المتحدة بهدفها الاساسى، وبعدم الانشغال كثيرًا بالأسلحة الكيماوية بسوريا.
بدأ الكاتب بتوجيه النقد لإدارة أوباما والكونجرس الأمريكى، الذين فقدوا هدفهم الاساسى فى سوريا، وأصبحوا يركزون فقط على الاسلحة الكيماوية، الامر الذى أنساهم ضرورة وضع حد لنهاية الحرب الاهلية فى سوريا. ويضيف الكاتب، إن الحرب فى سوريا بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة يدفع ثمنها المواطنون الابرياء، حيث إن اعداد القتلى تصل الى 117.000 واعداد اللاجئين تصل إلى 2.000.000 مليون شخص طبقا لأجهزة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى 4.250.000 شخص فقدوا وظائفهم ومنازلهم وتعليمهم. وهذا طبقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين UNHCR.
●●●
يرى الكاتب أن الفشل فى العثور على حل سياسى لإنهاء الازمة السورية أدى إلى تعميق العنف بين الجانبين وإدخال عناصر جديدة فى الصراع، مع ارتكاب جرائم لا يمكن للفرد تخيلها، مشيرا إلى ان مفوضية الامم المتحدة لابد وان تقوم بعمل تحقيق مع جميع اطراف الصراع السورى بسبب انتهاكاتهم لقواعد القانون الدولى.
ويؤكد الكاتب ضرورة وقف القتال والعودة للمفاوضات من أجل تسوية سياسية، حيث إن الحل العسكرى يزيد معاناة المدنيين، ويجعل التسوية السياسية شئيا بعيد المنال، وإن الولايات المتحدة تحتاج إلى التركيز على مصالحها الاستراتيجية التى ترتبط بخطر انتشار الاسلحة الكيميائية أو نقل المواد الكيميائية السورية، التى ستؤدى إلى تحولات حاسمة فى التوازنات الإقليمية، وهذا ما سوف يؤثر على مصالح الولايات المتحدة الرئيسية. وترتبط المصالح الاستراتيجية الأمريكية الحقيقية بتأثير الحرب الأهلية على جيران سوريا، أو تنامى دور إيران وحزب الله فى سوريا، والضغط على العراق للانضمام إلى إيران وسوريا إذا ظلت سوريا تعتمد على إيران. وعليه، فإن المصالح الاستراتيجية الأساسية للولايات المتحدة ترتبط بقدرتها على تعزيز الجهود العسكرية النووية وغيرها الصادرة من ايران، لردع أى صراع يؤثر على تدفق صادرات النفط فى الخليج والاقتصاد العالمي.
●●●
وفى النهاية يدعو الكاتب الرئيس والكونجرس الامريكى إلى التركيز على مساعدة المعارضة مع استمرار المفاوضات لكى تضع حدا لإنهاء الصراع، من خلال استراتيجية تعتمد على ثلاثة محاور:
• إجبار الأسد والقادة العسكريين المؤيدين له، على الرحيل أو تقديمهم إلى المحاكمة دون القيام بأى نوع من عمليات تطهير عرقيات معينة. وهو ما يعنى الحفاظ على العلويين ذوى التوجه المعتدل والمسئولين من السنة والضباط والأقليات الأخرى على البقاء فى أماكنهم والمشاركة فى الحياة السياسية السورية.
• أن تضم المفاوضات المعارضة غير المتطرفين أو الإرهابيين، وأن تذهب القوة المهيمنة إلى فصائل المعارضة ذات التوجه المعتدل، وعدم اشتمالها على أى عنصر أجنبى مرتبط بتنظيم القاعدة.
• خروج 5000 متطوع من حزب الله، والحرس الثورى بإيران، وقوة القدس وثلاثة مراكز تدريب الميليشيات العلوية. وهو ما يعنى القيام بكل ما هو ممكن لوقف عمليات نقل الأسلحة الإيرانية والروسية إلى سوريا، وبعد ذلك وقف جميع مصادر الأسلحة والأموال إلى أى فصيل مسلح آخر من الحكومة الجديدة.
●●●
ويرى الكاتب، أنه وفقا لهذه الاهداف، فإن استراتيجية الولايات المتحدة تتمثل فى توفير عمليات نقل الأسلحة للمعارضة السورية بتنسيق مع حلفائها، مما يحقق الهدف المرجو منها.
ويجب أن تتأكد الولايات المتحدة أن هذا الدعم لن تحصل عليه المعارضة المتطرفة. ومن ناحية أخرى، يضيف الكاتب أنه يتوجب على الولايات المتحدة التنسيق مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لضمان حصول المعارضة على الأموال والأسلحة، ولا يذهب أى شيء إلى أولئك الذين ينكرون حقوق العلويين والأقليات، وأن يوضع لأى أسلحة متقدمة مثل المضادة للدبابات الموجهة وصواريخ الدفاع الجوى ضوابط خاصة. كما ينبغى زيادة دعم الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والدول العربية الصديقة الأخرى، للمعارضة المعتدلة.
ويطلب الكاتب من الولايات المتحدة أن تضغط على الجامعة العربية والدول العربية الرئيسية إلى أخذ زمام المبادرة فى الضغط من أجل هذه المفاوضات. وينبغى لها أن تعمل عن كثب مع حلفائنا الأوروبيين للمساعدة فى تحقيق هذه الأهداف. وعلى صعيد آخر، تسعى الولايات المتحدة لضم روسيا فى مثل هذا الجهد، مما يجعل من الواضح أن الولايات المتحدة لن تحاول استبعاد روسيا من لعب دور فى سوريا.
●●●
لا توجد ضمانات بأن جهد الولايات المتحدة يمكن ان يعمل على تحقيق الامن والاستقرار فى سوريا، أو أن الولايات المتحدة يمكن ان تحصل على كل ما تريد. ولكن الولايات المتحدة تحتاج لتظهر للعالم أن لديها خططا واستراتيجيات واقعية، وأنه يمكن التركيز على الأولويات الاستراتيجية الحقيقية من كل من الولايات المتحدة وحلفائها.