التغيير الشامل أو السقوط الشامل - علي محمد فخرو - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:56 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التغيير الشامل أو السقوط الشامل

نشر فى : الأربعاء 19 سبتمبر 2018 - 10:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 19 سبتمبر 2018 - 10:45 م

هناك ثلاثة مشاهد فى الحياة السياسية:
الأول هو بقاء الأحوال السياسية على ما هى عليه دون تغيير أو تجديد أو مراجعة، عند ذلك وكالمياه الآسنة تمتلئ الحياة السياسية بالعفن وتفسد، مما يؤهلها لأن تتراجع إلى الوراء وتصبح حياة لا تطاق، تؤدى إلى الغضب والانفجار والفوضى.
المشهد الثانى هو أن تجرى إصلاحات جزئية منتشرة ومتقطعة، وهذا الأسلوب يصلح للمجتمعات المستقرة وغير المهددة بأخطار خارجية أو داخلية كبرى، وبالتالى تستطيع أن تتحرك سياسيا ببطء دون أن يضار الوطن أو تصاب الأمة بالضعف والعلل.
أما المشهد الثالث فهو أن تجرى تغييرات جذرية كبرى، تختصر الأزمنة وتلاحقها، تقفز فوق القضايا الفرعية الهامشية إلى القضايا المفصلية المصيرية الكبرى، وهذا الأسلوب مطلوب عندما تواجه الأمم والمجتمعات أزمات هائلة تهدد وجودها أو استقرارها الحياتى.
لنطرح السؤال التالى: ما نوع الوضع الوجودى الحالى الذى تعيشه الأمة العربية، بكل مكوناتها، ويعيشه الوطن العربى من أقصى مغربه إلى أقصى مشرقه؟ الجواب بالطبع هو وضع مواجهة الأخطار الوجودية الكبرى، الخارجية والداخلية، المتعاظمة يوميا، المهددة للأمن والاستقلال والاقتصاد والثقافة فى كل بلاد العرب، وبالتالى القادرة، إن لم تواجه وتتدارك، على شل الإرادة والتعود على الاستسلام دون مقاومة.
إزاء هذا المشهد المفجع، هل هناك شك بأننا نحن العرب، جميع العرب، أمام المشهد السياسى الثالث والحاجة الملحة لتبنى الأساليب التغيرية الجذرية الشاملة لمواجهته؟
وفى الحال، وقبل أن ندخل فى أى تفاصيل دعنا نستذكر قول أحدهم من أن الرؤية المستقبلية الصحيحة دون أن يرافقها فعل هى ليست أكثر من حلم، وبالعكس فإن الفعل دون رؤية هو تمضية وإضاعة وقت، بينما تزاوج الرؤية مع الفعل يستطيع تغيير العالم.
وإذن فالتغيير الجذرى العميق يتطلب التحام النظرات الصائبة مع الفعل المستمر المتنامى وهو يتطلب أيضا عدم التراجع أو الحلول الوسط فى معركة الاستقطاب. فالقطب المؤمن أفراده بالضرورة الوجودية المصيرية للوحدة العربية، وبالاستقلال التام للوطن العربى، وبالديمقراطية العادلة الأخلاقية فى السياسة والاقتصاد. وبالعدالة الاجتماعية فى توزيع الثروتين المادية والمعنوية، وبالتجديد الحضارى والثقافى المتجه دوما نحو سمو إنسانية الإنسان، وبضرورة وحتمية انهاء الاستعمار الصهيونى فى أرض فلسطين العربية.

علي محمد فخرو  شغل العديد من المناصب ومنها منصبي وزير الصحة بمملكة البحرين في الفترة من 1971 _ 1982، ووزير التربية والتعليم في الفترة من 1982 _ 1995. وأيضا سفير لمملكة البحرين في فرنسا، بلجيكا، اسبانيا، وسويسرا، ولدي اليونسكو. ورئيس جمعية الهلال الأحمر البحريني سابقا، وعضو سابق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، وعضو سابق للمكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات الوحدة العربية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات فلسطينية. وعضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية المكتوبة والمرئية في دبييشغل حاليا عضو اللجنة الاستشارية للشرق الأوسط بالبنك الدولي، وعضو في لجنة الخبراء لليونسكو حول التربية للجميع، عضو في مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث.
التعليقات