زلزال الجمعة التكنولوجى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:53 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زلزال الجمعة التكنولوجى

نشر فى : الأحد 21 يوليه 2024 - 6:20 م | آخر تحديث : الأحد 21 يوليه 2024 - 6:20 م

الصديق علاء ثابت رئيس الجالية المصرية فى ألمانيا حجز تذكرة طيران من مطار برلين متجها إلى إسطنبول التركية ومنها إلى الإسكندرية لقضاء العطلة السنوية مع أسرته فى مدينته التى يحبها كثيرا رغم أنه مستقر فى برلين منذ سنوات طويلة.

وصل علاء إلى إسطنبول فجر الجمعة الماضية، لكن من سوء حظه فإن غالبية مطارات العالم أصيبت بالشلل نتيجة عطل تقنى فى أجهزة الكمبيوتر التى تستخدم نظام التشغيل ويندوز الذى تنتجه شركة مايكروسوفت الأمريكية. وبالتالى اضطر علاء ومن معه من الركاب الى البقاء فى المطار فى انتظار حل المشكلة، وبعد ساعات طويلة وبدلا من السفر مباشرة الى الإسكندرية وجد رحلة إلى القاهرة فوصل إليها فجر أمس الأحد ومنها اتجه الى الإسكندرية.

علاء ثابت لم يكن محظوظا.. لكنه لم يكن الوحيد الذى تأثر بهذا العطل، بل هو واحد من ملايين الناس الذين تعطلت مصالحهم وأعمالهم فى هذا اليوم.

 وطبقا لشركة مايكروسوفت فى بيان نشرته أمس الأول السبت فإن ٨٫٥ مليون جهاز تعمل بنظام ويندوز قد تأثرت بهذا العطل وهى تمثل 1% من أجهزة الشركة. والتقديرات المبدئية أن خسائر هذا العطل قد تصل إلى تريليونات الدولارات.

لكن ما هذا العطل  وكيف حدث حتى يصاب العالم تقريبا بالشلل وتتعطل مطارات وبنوك وبورصات ومستشفيات ووسائل نقل وإعلام، بل يصل الأمر إلى معاملات تداول النفط والغاز؟

 الذى حدث أن شركة كراود سترايك الأمريكية المتخصصة فى برامج الحماية الإلكترونية والأمن السيبرانى، وهى متعاقدة مع شركة مايكروسوفت قامت بإرسال تحديث لبرنامج فالكون للحماية من القرصنة، لكنه لم يكن سليما بل متعارضا مع نظام تشغيل ويندوز فى أحد الملفات، والنتيجة أن كل من قام بفتح هذا الملف لإنزال التحديث الجديد، فوجئ بأن  الكمبيوتر الخاص به أصيب بما يسمى «شاشة الموت الزرقاء» أى صار مشلولا، ولم يعد يعمل.

الغريب أن شركة ما يكروسوفت قالت إن الـ٨٫٥ مليون جهاز التى تأثرت بالعطل لا تمثل إلا ١٪ من الأجهزة التى تعمل بهذا النظام، والسؤال الذى راود أذهان كثيرين تابعوا رد الشركة هو: إذا كانت معظم دول العالم قد تأثرت بهذا الشكل، فما الذى كان سيحدث لو كانت نسبة الأجهزة المصابة ٥٠٪ أو ٧٠٪ أو 90% مثلا؟!

ومع أن عددا كبيرا من دول العالم خصوصا فى الغرب قد تأثرت ودفعت ثمنا كبيرا بسبب هذا العطل الذى يصنفه البعض بأنه الأكبر على الإطلاق، فإن الحكومة المصرية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات - التى شكلت خلية أزمة - أعلنت أنها لم تتأثر بهذا العطل، وأن جميع المطارات المصرية عملت بشكل طبيعى.

التفسير هنا يحتمل أكثر من سبب: الأول أن تكون برامج الحماية فى مصر قوية جدا بحيث يمكنها أن تصد أى اختراق. والتفسير الثانى أن كل الوزارات والمؤسسات والهيئات كانت فى إجازة الجمعة الأسبوعية وبالتالى لم تتعرض للإصابة، والتفسير الثالث أن بعض الهيئات والمؤسسات التى تعمل يوم الجمعة، لا تستخدم أجهزة ويندوز أو برنامج الحماية فالكون، والتفسير الرابع أن درجة ارتباطنا بالعالم ضعيفة تكنولوجيا وبالتالى فإن تأثرنا قليل جدا.

والملفت للنظر أن هناك دولا بعينها لم تتأثر مطلقا بزلزال يوم الجمعة التكنولوجى خصوصا روسيا والصين، فى حين أن البعض وكالعادة تحدث عن نظرية المؤامرة الكونية.

مرة أخرى، لماذا لم تتأثر روسيا والصين؟!

لأنها ببساطة لا تستخدم أجهزة تشغيل ويندوز، بل إن الصحف الصينية قالت: «حملة الاكتفاء الذاتى تؤتى ثمارها»، كما اتضح من حادث يوم الجمعة أن روسيا والصين لا تعتمدان على خدمات الشركات الغربية فيما يخص الأمن السيبرانى.

السؤال: ما هى حكاية شركة كراود ستاريك؟ وهل هناك احتمال أن تتوقف أجهزة الكمبيوتر تماما، وإذا حدث ذلك فماذا سيفعل العالم؟

عماد الدين حسين  كاتب صحفي