الكلام الذى صدر بالأمس عن السفير دان شابيرو، والذى ندد فيه بـحكومة إسرائيل هو كلام نادر ولم يصدر عنه عفو الخاطر، بل مصدره توجيهات من جانب المسئولين عنه. إن مغزى الكلام القاسى الذى جاء بعد يوم على مقتل دفنه مائير من عتينئيل بصورة وحشية، وبعد ساعات قليلة على طعن امرأة حامل فى تكواع، هو أن إدارة أوباما لن تتحمل بعد اليوم انتهاكات حقوق الإنسان من جانب متخذى القرارات فى إسرائيل إزاء الفلسطينيين فى الضفة. فمن زاوية البيت الأبيض: «هذا حقا يكفى».
وراء الانتقادات التى أعرب عنها شابيرو، هناك احتمال أن تكون الولايات المتحدة عمليا انضمت إلى الاتحاد الأوروبى، وأنه يمكن أن تتخذ خطوات مشابهة تفرق فيها بين إسرائيل داخل الخط الأخضر والمناطق المحتلة سنة 1967. وليس من قبيل المبالغة الافتراض أن إسرائيل لن يكون فى إمكانها الاعتماد على الفيتو الأمريكى فى الأمم المتحدة ولا التمتع بالدعم التلقائى الذى اعتادته. وبرغم حرص السفير شابيرو خلال فترة توليه منصبه على عدم نشر الغسيل الوسخ علنا أو الكشف أمام الجمهور عن العداء القائم بين البيت الأبيض ورئيس الحكومة نتنياهو، فإنه يبدو أن شابيرو غير بالأمس توجهه، وكشف عن حقائق كانت حتى الفترة الأخيرة قيد النقاش فى الغرف المغلقة.
***
يضاف رد ديوان، رئيس الحكومة على هذا الكلام إلى مجموعة التصريحات الشعبوية الصادرة عن الأوساط المحيطة بنتنياهو، ومحاولة الربط بين الجريمة البشعة فى عتينئيل وهجوم الطعن فى تكواع وبين الانتقادات الموجهة لسياسة نتنياهو والمواجهة مع الارهاب الفلسطينى، تدل على هستيريا وضياع.
تذكرنا الولايات المتحدة بعد يوم من الاتفاق النووى مع إيران، بأن الوقت حان للمبادرة إلى طرح أفكار جديدة، من أجل حل المواجهة الدموية مع الفلسطينيين. لذا يتعين علينا مطالبة رئيس الحكومة، بأن يقف أمام الإسرائيليين ويرسم لهم أفقا يحمل فى نهايته حلا. لا يمكن الاكتفاء بمجموعة من الردود المعروفة التى يتعهد فيها نتنياهو، بإلقاء القبض على القتلة الذين يهاجموننا. وليس منطقيا مطالبة قادة الجيش والقوى الأمنية، بتقديم حلول لواقع الإرهاب والتهديد الذى نعيش فى كنفه منذ أربعة أشهر، بل يجب توجيه هذه المطالبة إلى رئيس الحكومة وإلى الوزراء شركائه فيها.
معلق سياسى
يديعوت أحرونوت
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية