بينما تتمهل الهيئات المنظمة لقطاع الغاز الطبيعى فى إسرائيل فى اتخاذ قرارات بشأن مصير شراكة امتيازات التنقيب فى حقل الغاز البحرى "ليفْيَتان"، بدأ سوق الغاز الإقليمى يتطلع إلى عقد صفقات قد تُفقد حقل "ليفْيَتان" الزخم المطلوب لتطويره. فقد أعلنت مصر والأردن نيتهما توقيع مذكرات تفاهم لاستيراد الغاز من دول أخرى، كما أفيد أن الشركة النروجية (BW Offshore)، التى كان من المفترض أن تزود معدات الإنتاج لحقل «ليفْيَتان» قد علّقت أعمالها وشرعت فى صرف عمال المشروع.
ويذكر أن الشركاء فى حقلَى «تَمار» و«ليفْيَتان» وقّعوا رسائل نيات مع كل من مصر والأردن بخصوص تصدير 235 مليار متر مكعب (BCM) من الغاز الطبيعى على مدى 15 عاما ــ بما يعادل خُمْس الاحتياطى الإسرائيلى من الغاز
وبحسب عميت مور الرئيس التنفيذى لشركة (Eco Energy Financial & Strategic Consulting)، فإن مصر والأردن بحاجة للغاز الطبيعى. ويوجد فى المنطقة مصدر آخر للغاز الطبيعى غير الغاز الإسرائيلى، والعالم لن ينتظر تطوير حقل «ليفْيَتان».
وتؤكد جهات مطلعة فى قطاع الطاقة ومن بينها مور، أنه إذا لم تتوصل الهيئات المنظمة للغاز فى إسرائيل إلى اتفاق قريبا وتأخّر تطوير حقل «ليفْيَتان»، «فسيفقد مكمن الغاز هذا زخمه»، مما يعرّض تطويره مستقبلا للخطر. فإذا تأجّل تطوير الحقل، قد تتوصل «بريتيش غاز» إلى اتفاق مع مصر من أجل تطوير حقول أخرى ضمن أراضيها. وفى مثل هذه الحالة، سيكون على الحكومة الإسرائيلية أن تساعد فى تمويل تطوير حقل «ليفْيَتان».
وصدر عن مكتب رئاسة الحكومة المصرية أن مصر وقعت رسالة نيات بشأن التعاون مع قبرص فى مجال الطاقة. وبحسب المسئولين المصريين، تنوى مصر ويوسى أبو رئيس شركة «ديليك دريلينج» ونيف سارنيه مدير التطوير التجارى فى شركة «نوبل إنرجى»، توقيع رسالة نيات فى غضون ستة أشهر من أجل استيراد الغاز إلى مصر من حقل «أفروديت» [البلوك 12] فى قبرص. وهو الحقل الوحيد الذى اكتشف فى المياه القبرصية حتى الآن، على 125 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى. وهذه كمية صغيرة نسبيا لا تسوّغ تطويره سواء للاستهلاك المحلى أو تصديره على شكل غاز مسال. وتبعا لذلك، فإن الإمكانية الوحيدة المجدية تجاريا هى تصديره مباشرة عبر خط أنابيب إلى دولة مجاورة.
وبالإضافة إلى مصر، يعمل الأردن أيضا بأقصى سرعة. فقد أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردنى أنه من المرجح توقيع رسالة نيات لاستيراد الغاز من حقل «غزة مارين» الواقع على مسافة 35 كيلومترا من ساحل قطاع غزة. ويحتوى هذا المكمن المكتشف عام 2000 على ما يقارب 32 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى. ففى سبتمبر 2014، وقعت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية رسالة نيات مع «نوبل إنرجى» الشركة المشغّلة لحقل «ليفْيَتان»، يقوم بموجبها شركاء حقل «ليفْيَتان» بمدّ الأردن بنحو 45 مليار متر مكعب من الغاز على مدى 15 عاما، بموجب عقد بقيمة 15 مليار دولار. وكان من المفترض البدء بتزويد الأردن بالغاز بمجرد استكمال تطوير حقل «ليفْيَتان». لكن فى الشهر الماضى ونظرا إلى عدم اليقين السائد فى إسرائيل، قال رئيس لجنة الطاقة فى مجلس النواب الأردنى جمال قموة إنه قبل أن تتضح الأمور لن تُبرم أى صفقة.
هِدى كوهين
محللة اقتصادية
جلوبس
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية