اعتذار: نشرت المقالة عن طريق الخطأ ضمن مقالات الزميل وائل قنديل بتاريخ 27 يناير 2010
وحدث مالم يتمناه كثيرون وستلتقى مصر والجزائر كرويا مرة أخرى فى الدور قبل النهائى لبطولة الأمم الأفريقية فى أنجولا غدا الخميس.
شخصيا مثل مصريين كثيرين تمنيت ألّا نواجه الجزائر مرة أخرى هذه الأيام بعد الذكريات المؤلمة لمباراة أم درمان فى 18 نوفمبر الماضى، حتى لا تزداد المشاعر العدائية ين الشعبين اشتعالا.
أعرف أن كثيرين من المصريين لا يشغلهم أن ينهزموا كرويا من الكاميرون أو بنين لكنه «يشعرون بالعار» إذا انهزموا من الجزائر.. نفس الأمر لكثير من الجزائريين، لا يتأثرون إذا انهزموا من مالاوى بالثلاثة، لكنهم يدعون الله ليل نهار ألّا ينهزموا من مصر ولو بنصف هدف!
اليوم ليس مناسبا لتوصيف وشرح سبب هذه الحالة، لأن كثيرين تحدثوا بإسهاب عن هذا المرض النفسى المستعصى الذى يصيب غالبية العرب، الذين يلعنون بعضهم البعض صباحا، ويتحدثون عن الوحدة والعمل العربى المشترك ليلا!
مباراة الغد قد تشكل فرصة نادرة وهدية غير منتظرة لإصلاح ما أفسده الجهلاء فى الفترة الماضية، والبرهنة على أننا نستطيع أن نستفيد من الأخطاء.
وفى هذا الصدد هناك مجمو عة من المقترحات العملية التى قد تشيع مناخا يصالح المصريين والجزائريين.
فى البداية علينا أن نتفق من جديد أن مواجهة الغد هى مباراة فى كرة القدم، وعندما انهزمنا فى أم درمان، لم تتغير خريطة الكون أو يقل حجم اتساع ثقب الأوزون، كما لم يتوقف الفساد، ومخطط التوريث.
ثانيا: أتمنى أن يتعانق لاعبو الفريقين فى بداية المباراة، وأن يبذلوا كل جهودهم لعدم النرفزة والتعصب حتى لا ينتقل ذلك لخارج الملعب.
ثالثا: علينا أن نحافظ على المشجعين المصريين فى أنجولا إذا وجدوا، لأنه يكفى أن يقوم مأجور أو من يريد الصيد فى الماء العكر، بالاعتداء على مشجع مصرى أو جزائرى ويتم اتهام الطرف الآخر، فتشتعل الأزمة من جديد.
رابعا: على السادة مالكى الصحف والقنوات الفضائية ورؤساء ومسئولى التحرير عدم إفساح المجال أمام المتعصبين والجهلاء وأخماس الموهوبين، للحديث عن هذه المباراة وليت الحكومة تستخدم قانون الطوارئ فعلا هذه الأيام وتعتقل كل هؤلاء مؤقتا حتى تنتهى المباراة.
خامسا: أتمنى ألا يبادر الفنانون والمطربون وحميع طالبى الشهرة بالسفر إلى أنجولا، ولو سافر بعضهم فليكن ذلك بصورة فردية، ويكفى ما سببوه لنا من فضائح فى شوارع وأزقة الخرطوم.
سادسا: أتعشم أن يراجع الاشقاء فى الجزائر موقفهم بصورة جذرية ويوقفوا إعلام الفتنة الذى لعب دورا رئيسيا فى الكارثة الماضية، وأن تبادر الحكومة وإعلامها بتهدئة الأجواء ووقف الحديث عن الجسر الجوى إلى أنجولا على غرار ماحدث فى ام درمان.
أخيرا.. هل تتذكرون أننا قد اتخذنا قرارا بمقاطعة اللقاءات الكروية مع الجزائر.. ماذا حدث هل تراجعنا أم أن الأمر كان مجرد ممارسة للعشوائية؟!
فى كل الأحوال.. هل فكر أحدنا أننا سنلتقى مع الجزائر بمثل هذه السرعة.. لو كنا قد فعلنا.. ماكنا قد أوغلنا فى العداوة إلى هذه الدرجة.. وما كنا نحن أو هم قد قطعنا ونسفنا الكثير من الجسور.
أحلم أن يذهب الرئيسيان حسنى مبارك وعبدالعزيز بوتفليقة إلى أنجولا لمشاهدة المباراة والجلوس معا والسلام على الفريقين وتهنئة الفائز لنجرب الحلم مرة.. بدلا من الكوابيس التى نعيشها.