نشر موقع foreign policy مقالا للكاتب Robbie Gramer تناول فيه جهود الولايات المتحدة الأمريكية بجانب دول أخرى إفريقية وأوروبية لدحر الجماعات المتطرفة فى منطقة الساحل، وجاء فيه ما يلى:
تستعد إدارة ترامب للإعلان عن منصب مبعوث خاص جديد وفرقة عمل للتعامل مع التهديدات الأمنية فى منطقة الساحل بإفريقيا، ما يعكس قلقًا متزايدًا فى واشنطن بشأن صعود الجماعات المتطرفة فى غرب إفريقيا، بما فى ذلك الجماعات المرتبطة بالدولة الإسلامية.
يأتى هذا الإجراء فى الوقت الذى تنفذ فيه الجماعات المتطرفة هجمات عنيفة على نحو متزايد فى مالى والنيجر وبوركينا فاسو وتنتشر فى الجنوب. حيث يحذر المسئولون والخبراء من أن الجماعات المتطرفة تكتسب قوة على الرغم من العمليات الخاصة التى تقودها الولايات المتحدة باستخدام الطائرات بدون طيار، والجهود الطويلة التى بذلتها البلدان الغربية وحكومات غرب إفريقيا لاستئصال هذه الجماعات.
تستعد الإدارة لتعيين مبعوث خاص يرأس فرقة عمل مؤلفة من مسئولين من وزارة الخارجية، وأجهزة الاستخبارات، ووزارة الدفاع، ووكالات أخرى لتحسين تعامل الولايات المتحدة مع الجماعات المتطرفة فى المنطقة.
وحذر أحد المسئولين من أن هذه الخطوة لم تصبح رسمية بعد، وأنهم لم ينتهوا من تفاصيل الخطة. وقال العديد من المسئولين إن الإدارة بصدد صياغة استراتيجية جديدة لمنطقة الساحل.
وقد صرح محمد صالح عنديف، كبير مبعوثى الأمم المتحدة فى المنطقة، فى وقت سابق من هذا العام: «نقول إننا قد قضينا على الدولة الإسلامية فى العراق، وفى سوريا. هل يسأل الناس هذا السؤال، إلى أين يذهب هؤلاء المتطرفون؟ هناك عاصفة تتجه نحو الساحل!».
تضاعفت موجات عنف الجماعات المتطرفة فى المنطقة منذ عام 2015. فوفقًا لمركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية الذى يتخذ من واشنطن مقرا له كانت هناك 700 هجمة عنيفة فى عام 2019 فقط، بما فى ذلك هجوم كبير ومميت على قاعدة عسكرية فى غرب النيجر هذا الشهر أسفر عن مقتل أكثر من 70 جنديا نيجيريا.
وقال تيبور ناغى، مساعد وزير الخارجية الأمريكى للصحفيين فى مؤتمر صحفى الشهر الماضى: «أعتقد أن (الساحل) هو أصعب وضع يواجهنا الآن فى القارة». «تهديد الإرهاب والتطرف العنيف يتزايد. لم يعد الأمر فى شمال مالى فقط. إنه فى طريقه إلى بوركينا فاسو وبلدان مثل غانا وتوغو وبنين وهم كلهم الآن فى حالة تأهب».
وعندما سئل عما إذا كانت الجهود الدولية المبذولة لمواجهة التهديدات ناجحة، أجاب ناغى: «لا، إنها ليست كذلك. نحن بحاجة إلى مشاركة أكثر قوة بكثير. يجب أن يكون هناك تنسيق أقوى بكثير».
تستغل الجماعات المتطرفة فى الساحل، بما فى ذلك الدولة الإسلامية فى الصحراء الكبرى وأنصار الإسلام وجبهة تحرير ماسينا، المشكلات الاقتصادية والعرقية لكسب موطئ قدم فى المناطق التى تعانى من تلك المشكلات، وبالتالى زيادة التجنيد، مما يؤدى إلى استمرار الأزمة التى تسببت فى إجبار مليون شخص على الفرار من منازلهم فى مالى وغرب النيجر وبوركينا فاسو.
لم تتمكن مجموعة من القوات الدولية ــ بما فى ذلك القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوة عسكرية إقليمية ووحدة من القوات الأمريكية فى النيجر ــ من إضعاف الجماعات الإرهابية.
وقال جود ديفيرمونت، وهو محلل سابق كبير فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وهو الآن مدير برنامج إفريقيا فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، «هذه واحدة من أكثر أعنف المجموعات المتطرفة التى رأيتها فى حياتى المهنية». «إنهم ماهرون فى إيجاد طرق لغرز أنفسهم فى المجتمعات وتجنيد الأفراد مستغلين التوترات العرقية أو الدينية أو الاقتصادية».
وقال ديفرمونت إن الحكومات فى المنطقة، وخاصة مالى، بحاجة إلى العمل على حل المشكلات السياسية والاقتصادية بشكل أفضل، وذلك فى المجتمعات التى تعمل الجماعات المتطرفة على تجنيد سكانها.
تنسق الولايات المتحدة مع الاتحاد الإفريقى والحكومات الإقليمية والحلفاء الأوروبيين ما يعرف باسم «سياسة الساحل». ويقول المسئولون والخبراء إن الحلفاء الأوروبيين دفعوا إدارة ترامب إلى تعيين مبعوث فى منطقة الساحل هذا العام حتى يكون لديهم مسئول واحد للتنسيق معه.
أخبر ويتنى بيرد، نائب مساعد وزير الخارجية لغرب إفريقيا والشئون الأمنية، المشرعين فى جلسة استماع للجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الشهر الماضى أن الإدارة تدرس فكرة تعيين مبعوث خاص لكنها لم تلتزم بهذه الخطوة. «نحن نبحث كل الوسائل الممكنة للمساعدة فى التأثير على الموقف هناك بطريقة إيجابية».
يقال إن للولايات المتحدة حوالى 800 جندى فى النيجر، وأنشأت مؤخرًا قاعدة عسكرية للطائرات بدون طيار فى وسط النيجر. منذ عام 2013، يوجد لدى فرنسا 4500 جندى يتمركزون فى الساحل لدحر التمرد الإسلامى الذى هدد حكومة مالى. وبدعم من الفرنسيين والدوليين، أنشأت خمس دول فى المنطقة ــ بوركينا فاسو وتشاد ومالى وموريتانيا والنيجر ــ ما يسمى قوة الساحل المشتركة لمجموعة الخمس، التى تضم 5000 جندى. وللأمم المتحدة قوة حفظ سلام قوامها 16000 فرد منتشرة فى مالى. وللاتحاد الأوروبى أيضًا مهام تدريب وبناء قدرات فى منطقة الساحل.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على خطط لتعيين مبعوث جديد وفرقة عمل فى منطقة الساحل، ورفض مجلس الأمن القومى كذلك التعليق.
ألقى المتحدث باسم وزارة الخارجية خطابًا حول مشاركة الولايات المتحدة فى منطقة الساحل، قائلا إن الولايات المتحدة «تنسق بشكل وثيق المساعدات» فى المنطقة مع الاتحاد الأوروبى وفرنسا ومانحين آخرين ومجموعة «دول الساحل» الخمس.
وأضاف المتحدث قائلا: «تدعم الولايات المتحدة القوة المشتركة التابعة للمجموعة الخماسية لمنطقة الساحل من خلال مساعدة القطاع الأمنى فى مجموعة «دول الساحل» الخمس. ويركز نهجنا على الملكية المحلية والاستدامة والتنسيق مع الجهات المانحة الأخرى».
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:من هنا