هل يزيد الصيام المتقطع من خطر الوفاة بأمراض القلب؟ - بوابة الشروق
الإثنين 1 سبتمبر 2025 5:22 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

هل يزيد الصيام المتقطع من خطر الوفاة بأمراض القلب؟

رنا عادل
نشر في: الإثنين 1 سبتمبر 2025 - 11:22 ص | آخر تحديث: الإثنين 1 سبتمبر 2025 - 11:22 ص

لا يُعد الصيام المتقطع مجرد حمية غذائية عابرة، بل تحوّل في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة عالمية. إذ يراه العديد من الناس فكرة بسيطة وجذابة؛ فلا داعي لحساب السعرات الحرارية أو حرمان النفس من الكربوهيدرات، فقط غيّر مواعيد تناول الطعام.

لذلك، وجد هذا النظام ملايين المُريدين حول العالم، ومنهم بعض نجوم هوليوود وشخصيات عامة، حتى رئيس وزراء بريطانيا السابق ريشي سوناك كشف في وقت سابق أنه يبدأ أسبوعه بصيام يستمر 36 ساعة كاملة.

ولكن، وبعد هذه الشعبية الكبيرة، تناول تقرير حديث لـ BBC ظهور نتائج بحثية جديدة تضع علامات استفهام كبيرة حول ما إذا كان هذا النظام الغذائي آمنًا بالفعل على المدى الطويل، خصوصًا فيما يتعلق بصحة القلب.

* دراسة واسعة النطاق تثير الشكوك

في أول دراسة كبيرة من نوعها، حلل باحثون بيانات أكثر من 19 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة على مدى 8 سنوات، وتمت متابعة العادات الغذائية للمشاركين من خلال استبيانات متكررة، ثم جرى ربطها بمعدلات الوفاة وأسبابها.

المفاجأة التي رصدها العلماء أن من يضغطون وجباتهم في فترة زمنية لا تتجاوز 8 ساعات يوميًا، يواجهون خطرًا أعلى بنسبة 135% للوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنةً بمن يوزّعون طعامهم على 12 إلى 14 ساعة يوميًا.

ورغم أن الرابط بين الصيام المتقطع والوفيات بشكل عام لم يكن قويًا أو ثابتًا، إلا أن العلاقة مع وفيات القلب تحديدًا بدت واضحة ومقلقة. والأمر اللافت أن الخطر ظل قائمًا عبر مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، وظهر أكثر حدّة عند المدخنين ومرضى السكري وأصحاب أمراض القلب المزمنة.

* تصريحات الباحثين

الباحث الرئيسي من جامعة شنغهاي جياو تونج للطب، أكّد أن هذه النتائج لا تُثبت علاقة سببية بشكل مباشر، لكنها إشارة مقلقة يجب التوقف عندها؛ فالاتزام بفترة أكل قصيرة تقل عن ثماني ساعات لسنوات، ارتبط بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب، وهذا يتعارض مع التصوّر السائد بأن الصيام المتقطع مفيد للقلب والصحة الأيضية.

* ما بين الفوائد والمخاطر

البروفيسور أنوب ميسرا، أحد أبرز أطباء الغدد الصماء، نشر مقالة مرافقة للدراسة استعرض فيها مزايا وعيوب الصيام المتقطع.

من جهة، تؤكد أبحاث عديدة أنه يساعد على:

1- فقدان الوزن بشكل معتدل.

2- تحسين حساسية الجسم للإنسولين.

3- خفض ضغط الدم.

4- تقليل الدهون الضارة في الدم.

5- الحد من الالتهابات.

ومن جهة أخرى، يشير ميسرا إلى أن النظام قد يسبب:

1- نقص بعض العناصر الغذائية على المدى الطويل.

2- ارتفاع الكوليسترول عند بعض الأشخاص.

3- صداعًا وإرهاقًا وصعوبة في التركيز.

4- نوبات هبوط سكر خطيرة لدى مرضى السكري في حال عدم المتابعة الطبية.

5- فقدان الكتلة العضلية لدى كبار السن والمرضى المزمنين.

* دراسات سابقة مثيرة للجدل

ووفقًا للتقرير، فهذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول الصيام المتقطع. ففي عام 2020، نُشرت دراسة في مجلة JAMA Internal Medicine خلصت إلى أن المشاركين الذين اتبعوا الصيام المتقطع فقدوا وزنًا ضئيلاً فقط، معظمه من الكتلة العضلية لا من الدهون.

بينما رصدت أبحاث أخرى آثارًا جانبية مثل الجوع الشديد، الجفاف، والصداع، وصعوبة الاستمرار على النظام لفترات طويلة.

ومع ذلك، استمرت الدراسات القصيرة المدى في دعم فكرة أن الصيام المتقطع يُساهم في تحسين بعض مؤشرات الصحة الأيضية، مما جعله أكثر جاذبية للباحثين والممارسين. لكن الدراسة الأخيرة، بطابعها الواسع وطول مدتها، تقدم صورة أكثر تعقيدًا وربما أكثر تشاؤمًا.

* رسائل للأطباء والجمهور

ويُشدد الباحثون على أن النتائج لا تعني بالضرورة إلغاء فكرة الصيام المتقطع كليًا، لكنها دعوة لإعادة النظر في تعميمه كخيار آمن للجميع.

ويوصي فريق البحث بضرورة أن يكون تبني هذا النظام مبنيًا على تقييم فردي للحالة الصحية، خاصة لدى مرضى القلب والسكري.

كما أن التركيز على نوعية الطعام أهم بكثير من التركيز على مواعيد تناوله، ومن الأفضل للناس ألا يلتزموا بفترة أكل لا تتجاوز 8 ساعات يوميًا لفترات طويلة، خصوصًا إذا كان الهدف هو الوقاية من أمراض القلب أو إطالة العمر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك