المسرح والتنمية المستدامة.. قراءات أكاديمية عربية حول المسرح والتغيير بالمهرجان التجريبي - بوابة الشروق
الأربعاء 3 سبتمبر 2025 8:12 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

المسرح والتنمية المستدامة.. قراءات أكاديمية عربية حول المسرح والتغيير بالمهرجان التجريبي


نشر في: الأربعاء 3 سبتمبر 2025 - 3:02 م | آخر تحديث: الأربعاء 3 سبتمبر 2025 - 4:30 م

شهد اليوم الثاني من فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والثلاثين، انعقاد جلسة فكرية ضمن المحور المنعقد تحت شعار “المسرح وما بعد العولمة”، بعنوان "المسرح والتنمية المستدامة"، شارك فيها د. يوسف هاشم عباس من (العراق)، ود. زينب لوت من (الجزائر)، ومجدي محفوظ من (مصر)، وأدار الجلسة د. محمد عبد الله البرنس من (مصر).

وفي البداية، افتتح د. محمد عبد الله البرنس أستاذ الأدب والنقد الحديث بكلية دار العلوم جامعة المنيا، الجلسة، مؤكداً أن المسرح أحد الفنون الرفيعة القادرة على تشكيل الوعي الجمعي من خلال اشتباكه بالواقع، موضحًا أنه يسهم في تنمية الأفراد والمجتمعات عبر دمج العوامل البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأضاف البرنس أن المسرح تعبير حي وواقعي عن بيئته، قادر على مواكبة التطورات في ما بعد الحداثة والعولمة، حيث يذيب الحواجز بين الوعي واللاوعي ويحقق الأثر المرجو للتنمية.

- د. يوسف هاشم عباس: المسرح التشاركي وسيلة للتمكين وإيجاد الحلول وتفعيل الجمهور

ومن جانبه، بدأ د. يوسف هاشم عباس، رئيس قسم المسرح بكلية الفنون الجميلة بالعراق، حديثه قائلاً: إن المسرح أداة غير تقليدية للتنمية، وهو أداة مجتمعية بالأساس، موضحًا أن المسرح التشاركي يتيح للجمهور المشاركة المباشرة في صياغة العرض المسرحي، فلا يبقى المتلقي سلبيًا، وأضاف أن هذا النمط من المسرح يسهم في تمكين المهمشين عبر إعادة دمجهم، مستشهدًا بمسرحية "دخان" للمخرج جواد الأسدي، التي جعلت الجمهور جزءًا من العمل فأكسبته حيوية وتفاعلية، ولفت إلى أن المسرح التشاركي لا يكتفي بنقد الواقع، بل يساعد الأفراد على إنتاج الحلول عبر التفاعل والعصف الذهني، مؤكدًا أن هذا المسرح يشكل استراتيجية للتمكين ويسهم في التنمية المستدامة.

- زينب لوت: المسرح فن متجدد يجمع بين الجماليات والتكنولوجيا والطبيعة

فيما بدأت د. زينب لوت المحاضرة بالمدرسة العليا بمستغانم في الجزائر مداخلتها، التي حملت عنوان “العوالم المسرحية وإنسنة القيمة المستدامة”، بالتأكيد على أن المسرح فن متجدد يقوم على الأساليب والمهارات، كما يحمل جماليات من خلال السينوغرافيا والإبهار البصري، وأوضحت أن الصوفية في ثقافتنا تمثل ضربًا من الأداء المسرحي التفاعلي، مؤكدة أن المسرح التشاركي لا يلغي وجود المسرح الرقمي كذلك.

واستعرضت لوت نموذجًا لهذا الأخير بمسرحية “بلا نظارات الحياة أفضل” للكاتب حمزة قريرة، التي اعتمدت على الفيديو كجزء من البناء الدرامي، مشيرة إلى أن الصورة في المسرح تؤدي وظيفة معلوماتية وجمالية في وقت واحد، وأشارت أيضًا إلى تجارب المسرح الصوفي ومسرح الحلقة عند عبد القادر علولة، وصولًا إلى المسرح البيئي أو المسرح الأخضر، الذي يوظف عناصر الطبيعة ويعتمد على الطاقة المتجددة وإعادة التدوير، مستشهدة بعرض "بيئتي حياتي" من السعودية. واختتمت حديثها بالتأكيد على أن المسرح ليس ترفًا ثقافيًا، بل استثمارًا في الإنسان والمستقبل.

- مجدي محفوظ: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي يحيي التراث في صياغة حديثة

أما الكاتب والناقد مجدي محفوظ من مصر، فقد تناول موضوع “المسرح ما بعد العولمة.. مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي نموذجًا”. وقال إنه حاول رصد ملامح الفن المسرحي في مرحلة ما بعد العولمة، مشيرًا إلى أن العودة إلى التراث أصبحت من الملامح البارزة في المشهد المسرحي. وأوضح أن مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، الذي يقام في صحراء الكهيف بالإمارات، أعاد إحياء فنون الصحراء العربية التي كادت أن تندثر، بمشاركة جميع الدول العربية من موريتانيا إلى البحرين، وبمواكبة بحثية من عدد من الأكاديميين العرب، منهم د. جمال ياقوت، د. حسن يوسف، والكاتب عبد الكريم برشيد. وأضاف أن مسرحية "عنترة"، التي كتبها وأخرجها د. جمال ياقوت، كانت نموذجًا لإعادة تقديم التراث في صياغة حديثة.

واختتم محفوظ مداخلته بالإشارة إلى أن الفعل المسرحي متجذر منذ القدم في الصحراء العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج، وأن الجمهور الوافد من مختلف دول العالم يتفاعل مع هذه العروض في فضاءات مفتوحة تشجع على التخييم والاحتفاء الجماعي بالفن، مضيفًا أن المسرح، في مختلف أشكاله وتجلياته، يظل فعلاً إنسانيًا قادرًا على التفاعل مع قضايا الحاضر وصياغة رؤى للمستقبل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك