قدر الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حجم الاستثمارات الصينية التراكمية بالمنطقة الاقتصادية الصينية المصرية «تيدا» الواقعة بمنطقة قناة السويس بما يتجاوز 3 مليارات دولار وتوفر ما يقارب 10 آلاف فرصة عمل مباشرة والتى أضحت منصة صناعية عالمية تحتضن أكثر من 185 شركة .
وحسب طلعت جرى الاتفاق مؤخرًا على توسعة المنطقة بإضافة قرابة 3 كيلومترات مربعة جديدة باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار لتهيأ لاستقبال صناعات أكثر تقدمًا فى مجالات الطاقة الجديدة والمواد المتقدمة، وتضم المنطقة بالفعل مصانع لإنتاج الكابلات والمواسير العملاقة والأجهزة المنزلية بلغت نسبة المكون المحلى فى بعضها أكثر من 70%، لتصبح المنطقة عنوانًا للتكامل الصناعى الحقيقى، وقاطرة لربط الإنتاج المصرى بالأسواق الإقليمية المحيطة، كما يشمل التعاون مشاركة فاعلة من الشركات الصينية فى العديد من المشروعات القومية الكبرى مثل بناء حى المال والأعمال فى العاصمة الإدارية الجديدة، وأبراج العلمين وانشاء القطار الكهربائى السريع.
أناب مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الأسبوع الماضى، عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، للمشاركة فى الحفل الذى أقامته سفارة الصين بالقاهرة بمناسبة العيد الوطنى الصينى الـ76 وتقديم التهنئة نيابة عن الحكومة المصرية، وذلك بحضور لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة.
واكد طلعت أن البلدين لديهما حضارتان عريقتان شكلتا وعى الإنسانية وأسهمتا فى نهضتها العلمية والفنية والأدبية والاقتصادية؛ مضيفًا أنه من أعظم القيم التى تأسست عليها حضارتى البلدين هو إيمان الشعبين الراسخ بقيمة العمل والإعلاء من شأنه، والتى ما زالت هى القيمة الحاكمة والمحرك الرئيسى فى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
تعمقت العلاقة ووفقًا لطلعت بين البلدين من خلال العقد الماضى، وامتد نطاقها بين الملفات الدبلوماسية والعقود التجارية والمرامى الثقافية منعكسة فى توافق رؤى الرئيس الصينى شى جين بينج، والرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو الأمر الذى يتجلى فى عدد لقاءات القمة والمشاركات فى الفعاليات الدولية التى بلغ عددها 10 لقاءات خلال العقد الماضى، وشملت دعوة مصر كضيف شرف فى احتفالات الصين بعيد النصر فى عام 2015، ومشاركة القوات المسلحة المصرية فى العروض العسكرية المهيبة فى بكين، وكذلك زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج للقاهرة فى عام 2016 وتأكيد مصر على دعمها لمبادرة الحزام والطريق والتى شملت التعاون فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتنمية البشرية والتدريب والذكاء الاصطناعى والصناعة إحياء لطريق الحرير التاريخى.
وأضاف طلعت أن التعاون بين الصين ومصر على صعيد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شهد زخمًا مستمرًا امتد ليشمل إنشاء مصانع لكابلات الألياف الضوئية والهواتف المحمولة وإنشاء مراكز للبيانات وإطلاق السحب الحوسبية وبناء منظومات الذكاء الاصطناعى للتعرف على اللغات، فضلًا عن الشراكة فى تطوير البنية التحتية الرقمية، وتنفيذ برامج بناء القدرات الرقمية فى جميع أنحاء الدولة، وإقامة معامل تقنية تسهم فى إعداد أجيال مصر الرقمية.
وشهد 2024 ذروة جديدة للتعاون الصينى المصرى فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حسب طلعت لما شهدته من خطوات وثابة فى تعميق الشراكة الثرية بين البلدين من خلال توقيع 5 مذكرات تفاهم، لإنشاء 3 مصانع لتصنيع 4 ملايين كيلومتر من كابلات الألياف الضوئية ومعدات الاتصال، كما تضمنت رؤية لتعميق الاستثمارات فى مصر من خلال إنشاء صندوق استثمارى تكنولوجى بحجم 300 مليون دولار، كما ركزت الشراكة على مجالات بناء القدرات الرقمية والتوظيف من خلال إقامة الشركات الصينية 3 مراكز، لتصدير خدمات التعهيد بطاقة تبلغ 800 فرصة عمل فى مجالات تصميم الدوائر الإلكترونية وتطوير البرمجيات والبحث والتطوير فى شبكات الألياف الضوئية وتكنولوجيا التحول الأخضر، وتوفير 4 مراكز ومعامل لبناء قدرات أكثر من 3 آلاف متخصص.