تعرف على جهاز المخابرات الأوكراني الذي كان وراء الهجوم على أسطول القاذفات الروسي - بوابة الشروق
الجمعة 6 يونيو 2025 6:42 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تعرف على جهاز المخابرات الأوكراني الذي كان وراء الهجوم على أسطول القاذفات الروسي

هدير عادل
نشر في: الخميس 5 يونيو 2025 - 12:37 م | آخر تحديث: الخميس 5 يونيو 2025 - 12:37 م

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الخميس، تقريرًا تحدثت فيه عن وكالة المخابرات الأوكرانية التي تقف وراء الضربة المذهلة على أسطول القاذفات الروسية، مشيرة إلى أن جهاز الأمن الأوكراني شن بعض من أكثر الهجمات إثارة في الحرب.

**عملية مذهلة وتحول ثوري

وذكرت "وول ستريت جورنال" أنه مع الهجوم المدمر بالطائرات بدون طيار على أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسي، نفذ جهاز الأمن الأوكراني هذا النوع من العمليات المذهلة التي لطالما غذت غموض وكالات التجسس الكبرى مثل الموساد الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أن جهاز الأمن الأوكراني تحول خلال الحرب الممتدة منذ ثلاثة أعوام إلى رأس حربة أوكرانية "بعد عقود من وصفه بالفاسد المليء بالخونة والأكثر تركيزًا على مطاردة الخصوم السياسية من التهديدات الأمنية".

وتحت قيادة رئيس الجهاز فاسيل ماليوك، نقلت الوكالة القتال إلى روسيا بقتل الخونة المزعومين والضباط العسكريين الروس، جنبا إلى جنب مع استخدام الطائرات بدون طيار التفجيرات بعيدة المدى التي استهدفت مصانع الإنتاج العسكري ومرافق النفط الروسية.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، أحدثت الوكالة كذلك ثورة في الحرب البحرية من خلال نشر الطائرات بدون طيار البحرية التي أجبرت أسطول البحر الأسود الروسي على التخلي إلى حد كبير عن ميناءه الرئيسي في شبه جزيرة القرم.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الهجوم الذي نفذه جهاز الأمن الأوكراني بطائرات بدون طيار، يوم الأحد، وأطلق عليه اسم "عملية شبكة العنكبوت"، جرى التخطيط له على مدار 18 شهرًا وألحق أضرارًا بـ41 طائرة حربية روسية في أربع مطارات في عمق روسيا.

ونشر جهاز الأمن الأوكراني لقطات جديدة التقطتها الطائرات بدون طيار، يوم الأربعاء، أظهرت عشرات الطائرات بدون طيار تستهدف الطائرات في 4 مطارات روسية.

وهبطت الطائرات بدون طيار على طائرتين من طراز "آيه-50" السوفيتية، التي تقدم تحذيرات مبكرة بتهديدات محتملة فضلًا عن القيادة والتحكم بساحة المعركة.

ولم يتضح ما إذا كان هناك انفجار من كل طائرة، حيث إن تفجير الطائرات بدون طيار ينهي بث الفيديو.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، يثبت الفيديو الجديد أن الضربة تسببت في أضرار أكبر مما تم الكشف عنه في وقت سابق عبر صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي تم نشرها عبر الإنترنت. كما تظهر أن العشرات من الطائرات الحربية تعرضت للهجوم، وإن لم تؤكد إلحاق أضرار بجميع الطائرات الـ41 التي يقول جهاز الأمن الأوكراني إنها استهدفت في العملية.

وقال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشئون الشرق الأوسط، ميك مولروي، إن "عملية شبكة العنكبوت ستسجل باعتبارها واحدة من أكثر مهام العمليات الخاصة المستندة على المعلومات المخابراتية فعالية في التاريخ".

واعتبر مولروي أن "التطوير السري لمنصة للقيام بذلك، وإمكانية الحفاظ على الأمن التشغيلي لحمايتها، والمهارة والخبرة اللازمتين للتنفيذ، أمرًا استثنائيًا".

**خطة دقيقة

وبحسب "وول ستريت جورنال"، هرب عملاء جهاز الأمن الأوكراني أجزاء خاصة بالطائرات بدون طيار الأوكرانية إلى روسيا، ثم جمعوها معا في موقع سري قبل إرسالها إلى القواعد الجوية مخبأة في حاويات خشبية على ظهر شاحنات.

وقال أحد مسئولي إنفاذ القانون في أوكرانيا إن كييف تتبعت تحركات الطائرات الروسية قبل العملية لزيادة فرص نجاحها عندما نشرها إلى عدة مطارات.

وتظهر صور الأقمار الصناعية حركة قاذفات "توبوليف تو-95"، وهي طائرات من الحقبة السوفيتية لعبت دورًا حيويًا في المعارك الصاروخية بعيدة المدى الروسية في الأيام التي سبقت الهجوم.

ويوم الأحد، وبينما كانت الشاحنات قريبة من المطارات الروسية الأربعة، جرى فتح أسقفها عن بعد، وخرجت الطائرات بدون طيار الـ117، وانطلقت نحو أهدافها.
وقال مسئول في جهاز الأمن الأوكراني إن الطيارين وجهوا الطائرات بدون طيار يدويًا لكن الذكاء الاصطناعي تدخل عندما فقدت بعض الطائرات إشاراتها، موجها تلقائيا الطائرات بدون طيار لضرب أهدافها على طول المسارات مسبقة التخطيط، وذلك في إشارة إلى ريادة الوكالة في التقدم التكنولوجي.

**كيف تحول جهاز الأمن الأوكراني؟

"وبعدما غزت روسيا شبه جزيرة القرم وسيطرت عليها"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، وإرسالها سرا قوات شبه عسكرية إلى شرق أوكرانيا عام 2014، انشق عشرات الضباط من جهاز الأمن الأوكراني إلى روسيا. وبعد ذلك، واصلت روسيا تجنيد الجواسيس داخل الوكالة.

وفي يوليو 2022، أقال زيلينسكي رئيس الجهاز - آنذاك – صديقه منذ الطفولة إيفان باكانوف، ليحل ماليوك محله، حيث قاد عمليات اجتثاث عملاء روسيا.

وتحت قيادة مليوك، سرعان ما أصبح جهاز الأمن الأوكراني وكالة مخيفة وإبداعية استهدفت المرافق العسكرية الروسية والمعدات والجيش، وشخصيات موالية للحرب في سلسلة هجمات جريئة.

ومع عدم كفاية العتاد والقوى البشرية في مواجهة آلة الحرب الروسية، اعتمدت أوكرانيا على جهاز الأمن الأوكراني لإيجاد سبل لتوجيه ضربات في عمق روسيا باستخدام الطائرات بدون طيار بعيدة المدى والعمليات السرية.

وعمل جهاز الأمن الأوكراني باستمرار على زيادة مدى طائراته المفخخة، التي تستهدف الآن بانتظام الجيش الروسي والمرافق الصناعية داخل روسيا.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، نجح جهاز الأمن في تنفيذ عمليات اغتيال جريئة على الأراضي الروسية؛ حيث استخدم سكوتر متفجرا لاغتيال جنرال روسي في موسكو، وقنبلة مخفية داخل تمثال صغير لاستهداف مدن حرب روسي في سان بطرسبورج.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك