الفتة.. من موائد الفراعنة إلى طبق الأعياد في مصر الحديثة - بوابة الشروق
السبت 7 يونيو 2025 5:12 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الفتة.. من موائد الفراعنة إلى طبق الأعياد في مصر الحديثة

أدهم السيد
نشر في: الجمعة 6 يونيو 2025 - 5:27 م | آخر تحديث: الجمعة 6 يونيو 2025 - 5:27 م

تمتزج ألوان الأرز والطماطم الحمراء بقطع اللحم المنظمة، وأسفلها طبقة من الخبز المفتوت، ليشكل هذا المزيج طبق الفتة الذي يُعد من الأكلات الرسمية المرتبطة بعيد الأضحى في مصر، وتحمل هذه الوجبة جذورًا تاريخية عميقة تمتد من موائد ملوك الفراعنة إلى طقوس قريش في ضيافة الحجاج، وصولًا إلى العهد الفاطمي والعثماني.

وتستعرض "الشروق"، نقلًا عن مواقع "سي إن إن"، و"ميدل إيست آي"، ومدونة "البخاري"، أبرز الروايات المتداولة حول تاريخ الفتة وكيفية تحضيرها بوصفها طبقًا شعبيًا له أبعاد ثقافية ودينية.

جذور فرعونية

تشير النقوش الفرعونية في معبد سوبيك بسيناء إلى أن أقدم وصفات الطعام الشبيهة بالفتة كانت تتضمن خروفًا محشيًا بالثوم والبُرغل والبصل، مع بعض الخبز المفتوت. ويُعتقد أن هذه الوجبة كانت من الأطعمة الراقية في قصور الملوك الفراعنة، نظرًا لاحتوائها على اللحم والخبز، وهما من العناصر الغذائية المهمة لدى قدماء المصريين.

أول من فته هاشم جد الرسول صلى الله عليه وسلم

بحسب الروايات المتوارثة، فإن هاشم بن عبد مناف، جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يُعد أول من أعدّ وصفة الفتة في الجزيرة العربية، حين حمل الخبز على ظهور الإبل من غزة إلى مكة أثناء مجاعة قريش، وهناك ذبح الإبل وفتّ الخبز وسكب عليه اللحم والمرق، فأُطلق عليه لقب "هاشم" لأنه هشّم الخبز، وصار ذلك الطبق من طقوس الضيافة للحجاج في مكة.

مدحها الرسول صلى الله عليه وسلم

كما ورد في الحديث النبوي الشريف ذكر طعام "الثريد"، وهي الوصفة الأصلية للفتة، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» (رواه البخاري)، وهو ما يعكس قيمة تلك الوجبة في الثقافة الغذائية العربية.

ازدهار فاطمي

شهدت الفتة تطورًا لافتًا في مصر خلال العهد الفاطمي، حين ارتبطت بطقوس عيد الأضحى. فكان الخليفة الفاطمي يؤدي صلاة العيد، ثم يخرج بموكب يرتدي فيه الثوب الأحمر، وينحر الأضاحي في المنحر عند الدرب الأصفر، ويتم توزيع اللحوم في أطباق من الخبز المفتوت مع المرق واللحم، ويعلوها الأرز المصري. ورغم أن الوصفة حينها كانت بسيطة وخالية من البهارات، فإنها شكّلت الأساس لوصفة الفتة المصرية المعروفة اليوم، والمختلفة عن الفتة الشامية أو الثريد العربي.

كذلك تطبخ الفتة المصرية

تتميّز الفتة المصرية بطبقاتها المتنوعة التي تمنحها مظهرًا جذابًا وطعمًا غنيًا، كما أنها سهلة التحضير. تبدأ بتحميص الخبز المفتوت في السمن حتى يكتسب اللون الذهبي، في حين تُحضّر شوربة اللحمة بغلي اللحم مع البصل والفلفل الأسود والحبهان، ثم تُضاف إليها "التقلية" التي تتكوّن من الثوم المحمّص مع الخل والطماطم. يُرتب الطبق بوضع الخبز في الأسفل، يليه الشوربة والتقلية، ثم الأرز، وأخيرًا قطع اللحم على الوجه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك