رواية المسرحية الأخيرة.. يحيى الجمال يناقش عزلة الإنسان المعاصر وقت وباء كورونا - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:52 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

رواية المسرحية الأخيرة.. يحيى الجمال يناقش عزلة الإنسان المعاصر وقت وباء كورونا

محمود عماد
نشر في: الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 7:01 م | آخر تحديث: الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 7:01 م

انتشار فيروس كورونا يمثل لحظة فارقة فى تاريخ البشرية كلها تقريبًا، فيروس صغير غير متوقع يفاجئ العالم كله، يحصد الأرواح، ويفرض عزلة إضافية على الأفراد.

الإغلاق، وتوقف الأعمال والحياة، وأعداد الوفيات المتزايدة، والمستشفيات الممتلئة بالمرضى، والشخصيات العامة والمشهورة التى تساقطت، والأحباء الذين رحلوا صنعوا من كورونا شبحًا يخطف الأرواح، ووحشًا يؤرق الناس، ويعزلهم عن بعضهم أكثر وأكثر.

الإنسان فى عصرنا الحديث محكوم عليه بعزلة فرضتها عليه ظروف العصر من عمل لا ينتهى، ومن مواقع التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا»، فجاء الفيروس ليزيد تلك العزلة فى صمت تام.

من تلك النقطة يؤسس الكاتب يحيى الجمال لبنية أحدث رواياته «المسرحية الأخيرة»، والصادرة عن «دار الشروق»، حيث يستخدم لحظة انتشار كورونا فى مناقشة الصمت الذى وصلت له الحياة العصرية الحالية.

تتناول أحداث الرواية يوسف الطائع الكاتب المسرحى والممثل والمخرج الذى فرض على نفسه عزلة اختيارية لمدة عشرين عامًا، يحاول فيها كتابة مسرحيته الأخيرة، والتى لا يستطيع الانتهاء منها كما يريد.

ينقطع يوسف عن الحياة المسرحية؛ لأنه يشعر بأن المسرح لم يعد له قيمته السابقة فى عالم اليوم، خاصة فى مصر، وهذا بسبب سيطرة المنصات على المشهد، مع صعوبة ذهاب المشاهد العادى الآن لمشاهدة مسرحية خصيصًا.

ينعزل يوسف الطائع فى أحد قرى العين السخنة وحيدًا فى هدوء كبير، حتى تأتى «كورونا» لتعزل العالم كله، وتهدم عزلته هو، حيث يبدأ سكان القرية فى التوافد عليها بعد بداية الإغلاق الذى شمل المدارس، والأشغال كلها، وبعد ذلك النوادى، وكل أشكال التجمعات.

هنا تظهر مجموعة من العلاقات التى تتعقد ووتتشابك بعد ذلك، لتكشف أسرار الماضى، وتصنع مستقبلًا آخر. نبدأ أكثر فى التعرف على حياة يوسف الطائع، حيث نشاهد حياته البوهيمية غير المحكومة بأى قواعد، ونعرف علاقته بسلوى، ثم علاقته بالممثلة إنعام، والتى تصبح علاقة أستاذ بتلميذته.

ثم بعد ذلك نرى حضور سليمان الطائع وعائلته للقرية، سليمان هو الأخ الأكبر ليوسف، وهو الذى يمثل الشخصية المضادة تمامًا ليوسف، هو الأشبه بوالدهما الراحل، لذلك تحمل سليمان أعمال العائلة، وحضرت معه زوجته سامية، وابنتها ثريا، والتى ربطتها علاقة قوية مع عمها يوسف منذ الصغر، بالإضافة إلى أبنائها سامية الصغيرة أو صانى، والتى مع مرور الأحداث تصبح صديقة حقيقية لعم أمها وابنها الآخر.

نعرف من الحوارات التى تدور بين يوسف وسليمان، وبين يوسف وسامية الكبيرة العلاقة المتوترة التى تجمع هذه العائلة لدرجة ألا يتقابلوا لسنوات طويلة.

بعد ذلك يلحق بالقرية حلمى ابن سليمان، والذى كان فى زمن غير هذا تربطه علاقة قوية بعمه يوسف، وكان أكثر فرحًا من هذا الوقت، مع حلمه بأن يكون مثل عمه فى التمثيل المسرحى الذى مارسه على خشبة مسرح الجامعة، لكن الحياة والزواج الذى فشل فيه ورفض والده عبثًا بحياته كثيرًا.

تنشأ بعد ذلك علاقة حب قوية بين حلمى وإنعام، ثم تنتشر «كورونا» أكثر وأكثر حتى تزدحم القرية بالناس، وينهى يوسف مسرحيته الأخيرة، ويعهد بها إلى حلمى وإنعام لتر على أيديهما النور.

يُصاب يوسف بعد ذلك بكورونا بعد أحد الأعمال البطولية، وتسوء حالته بشكل كبير حتى يفارق الحياة، ثم بعد نهاية الإغلاق واستقرار حالة العالم بعد آثار الكورونا يقدم حلمى وإنعام المسرحية، والتى نكتشف منها أن سامية زوجة سليمان كانت حبيبة يوسف الأولى فيما سبق، وأن أخاه قد خطفها منه بعد إحدى المشكلات التى وقع فيها يوسف نتيجة تهوره.

تنجح المسرحية، وتعود الحياة كما كانت، ويعود الجميع إلى حياته، بعد استقرار الأوضاع، وترجع القرية إلى سابق عهدها الهادئ كما عاش فيها يوسف، لكن مع تغيرات كبيرة فى شخصيات الأبطال.

تقدم رواية «المسرحية الأخيرة» عالم الكورونا الذى ساهم فى تغيرات كبيرة فى البنية الأساسية للعالم والإنسان الحالى، وأيضًا فى ولادة عالم آخر أكثر صمتًا وعزلة، على حد وصف الكاتب نفسه.

كما أن الكاتب يقدم ذلك العالم غير المفهوم لفنان من طبقة عليا، والذى يتسبب أسلوب حياته وشخصيته فى خسارته الكثير، وأيضًا يعالج الكاتب المجتمع الغنى الذى تتشابك فيه العلاقات حتى تنهار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك