مجلة فورين آفيرز: حرب الـ12 يوما على إيران تعزز السير على نهج كوريا الشمالية - بوابة الشروق
الأحد 7 سبتمبر 2025 8:53 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

مجلة فورين آفيرز: حرب الـ12 يوما على إيران تعزز السير على نهج كوريا الشمالية

محمد هشام
نشر في: الأحد 7 سبتمبر 2025 - 5:17 م | آخر تحديث: الأحد 7 سبتمبر 2025 - 5:17 م

خلص تحليل نشرته مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية إلى أن الدرس المستفاد الذي تعلمته القوى الطامحة لامتلاك أسلحة نووية من الضربات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية هو اتباع نهج كوريا الشمالية لتحقيق أهدافها.
وأفاد التحليل، الذي أعده كل من فيبين نارانج مدير مركز سياسات الأمن النووي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وبراناي فادي الباحث في المعهد ذاته، بأن نقاشا واسعا دار بين المحللين وأجهزة المخابرات حول مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي والنظام الإيراني في الأشهر التي تلت حرب إسرائيل والولايات المتحدة على إيران في يونيو الماضي، والتي استمرت 12 يوما.

** نهاية التحوط النووي الإيراني

 

وأضاف التحليل أنه لا يزال من غير الواضح مدى صمود البنية التحتية النووية الإيرانية، ومدى سرعة إعادة بنائها، إذا أمكن، لكنه أشار إلى أنه على المستوى الاستراتيجي، لا جدال في تأثير الحرب حيث تظهر تراجع استراتيجية نووية انتهجتها طهران بنجاح في كثير من الأحيان، منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح التحليل أن إيران كانت نموذجا للتحوط النووي، حيث سعت للحصول على المعرفة والتكنولوجيا اللازمة لتسليح برنامجها النووي، لكنها امتنعت عن ذلك لأسباب سياسية، مشيرا إلى أن استراتيجية العتبة النووية تلك نجحت لفترة من الوقت.
ونوه بأنه على الرغم من أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة حاولتا باستمرار في الماضي تأخير البرنامج النووي من خلال عمليات تخريب واغتيالات تستهدف علماء نوويين، لكن أي من الدولتين لم تهاجم علنا المنشآت النووية الإيرانية، مشيرا إلى أنه منذ حرب حرب الـ12 يوما، تداعت هذه الاستراتيجية، فقد ألحقت الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية أضرارا جسيمة بمنشآت رئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان، وشلت هيكل القيادة العسكرية الإيرانية.
واعتبر التحليل الذي نشرته "فورين آفيرز" أن إيران التي استهانة باستعداد واشنطن لدعم العمل العسكري الإسرائيلي والانضمام إلى الحملة نفسها، وجدت نفسها عرضة لهجوم وجودي وجهود لتغيير النظام، مع احتمال أن تكون القنبلة النووية بعيدة المنال، وبات موقفها التفاوضي مع الغرب أضعف من أي وقت مضى.

** صحة استراتيجية كوريا الشمالية

 

ورأى التحليل أن فشل إيران يثبت صحة استراتيجية خصم آخر للولايات المتحدة وهي كوريا الشمالية، موضحا أنه على عكس طهران، تجنبت بيونج يانج إلى حد كبير أي تأخير في تسليح برنامجها النووي، بل أحرزت تقدما مطردا نحو امتلاك قنبلة نووية، واعتمدت على أساليب المراوغة والمماطلة، وصمدت أمام ضغوط دبلوماسية واقتصادية هائلة خلال مسيرتها النووية.
كما أشار إلى أن كوريا الشمالية سارعت إلى تطوير برنامجها النووى عندما انهارت الدبلوماسية، مما جعل نظام كيم جونج أون مستعدا للتعامل مع أي انخراط في المفاوضات بالمستقبل من موقع قوة أكبر.
وتابع: أنه بينما يحاول المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي إعادة تنظيم الصفوف في إيران، يلوح زعيم كوريا الشمالية بامتلاكه إحدى أسرع ترسانات الأسلحة النووية توسعا وتنوعا في العالم، وكذلك لديه شراكات استراتيجية مع بكين وموسكو.
واعتبر التحليل أنه بالنسبة للدول الساعية إلى امتلاك أسلحة نووية، فإن الدروس واضحة بشكل خطير: لا تنتظروا للحصول على القنبلة، وافترضوا أن القوى الكبرى ستهاجم، ولا تثقوا بأن الدبلوماسية في متناول اليد. بمعنى آخر، كونوا مثل كيم لا مثل خامنئي.

** تعزيز سباق التسلح النووي

 

كما رجح التحليل أن يكون لحرب الـ12 يوما نتيجة مهمة أخرى بجانب إعلان نهاية استراتيجية العتبة النووية، وهذه النتيجة تتمثل في أنها ستجعل الدبلوماسية مع الدول الطامحة لامتلاك أسلحة نووية مستقبلا بالغة الصعوبة.
ورأى أنه بالنسبة إلى حالة إيران، قد يتمتع المتشددون الآن بسلطة أكبر داخل النظام ونفوذ أكبر لدى المرشد الأعلى، ويمكنهم تصوير الولايات المتحدة وإسرائيل- اللتين وجهتا ضربة لإيران بينما كان المسئولون الإيرانيون منخرطون في محادثات مع واشنطن-، على أنهما عاجزتان عن إيجاد مسار دبلوماسي للمضي قدما وغير راغبتين فيه.
واعتبر التحليل أنه حتى بعد هذه النكسة الفادحة لإيران، لا يزال التقدم التقني لطهران وقاعدة معارفها، والكميات الهائلة من المواد النووية التي راكمتها سابقا، قائمة على الأرجح.
كما رجح أن تتبع إيران - إذا وجدت فرصة سانحة- نهج كوريا الشمالية، فلن تتوقف حتى تصل إلى القنبلة، منوها بأنه من المفارقات أن العمل العسكري الذي شنته واشنطن ضد البرنامج النووي الإيراني ربما يكون قد سرع وعزز مسيرة الراغبين في امتلاك الأسلحة النووية نحو الوصول إلى القنبلة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك