تظاهر آلاف الأشخاص في أنحاء واشنطن العاصمة، أمس السبت، في واحدة من أكبر المظاهرات ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضع شرطة العاصمة تحت السيطرة الفيدرالية ونشر قوات الحرس الوطني في واشنطن.
ووراء لافتة حمراء كُتب عليها باللغتين الإنجليزية والإسبانية "أوقفوا احتلال واشنطن العاصمة"، سار المتظاهرون لمسافة تزيد على ميلين من حديقة ميريديان هيل إلى ساحة الحرية بالقرب من البيت الأبيض، احتجاجا على الأسبوع الرابع من دوريات قوات الحرس الوطني والعملاء الفيدراليين في شوارع العاصمة، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وربما كانت احتجاجات "كلنا واشنطن العاصمة" - التي نظمها دعاة محليون للحكم الذاتي والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية - هي المظاهرة الأكثر تنظيمًا حتى الآن ضد تدخل ترامب الفيدرالي في واشنطن.
من جهته، قال جوشوا أرمستيد، نائب رئيس اتحاد لعمال خدمات الطعام والضيافة وأحد الشركاء المنظمين للمسيرة: إنه يريد "القوات الفيدرالية والحرس الوطني وإدارة مكافحة المخدرات ووكالة الهجرة والجمارك خارج المدينة"، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأضاف أرمستيد: "سيحدث ذلك في ديترويت. وسيحدث مجددا في لوس أنجلوس، وسيحدث في فيلادلفيا"، وتابع: "هذا هجوم ليس فقط على واشنطن، بل على البلاد بأسرها والمواطنين والمقيمين".
كما صرح مارك فيتزباتريك، الدبلوماسي الأمريكي السابق والمقيم في العاصمة منذ نحو 10 سنوات، لوكالة "أسوشيتد برس" بأنه قلق بشأن "الطابع الاستبدادي" الذي تتعامل به الإدارة الأمريكية مع العاصمة.
وكان الرئيس الأمريكي قد برر نشر الحرس الوطني، الشهر الماضي، بأنه وسيلة للتصدي للجريمة والتشرد في المدينة، على الرغم من أن مسئولي المدينة أشاروا إلى أن جرائم العنف أقل مما كانت عليه خلال فترة ولاية ترامب الأولى.
واستهدف ترامب واشنطن العاصمة بعد نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس في وقت سابق من هذا الصيف، في الوقت الذي كثفت فيه الإدارة جهودها في إنفاذ قوانين الهجرة وحاولت قمع الاحتجاجات ضدها، ثم توجه البيت الأبيض إلى واشنطن، التي أتاحت لترامب فرصة فريدة لفرض أجندته الصارمة في مكافحة الجريمة نظرا لتبعيتها للحكومة الفيدرالية.
وأثار وجود ضباط مسلحين في شوارع واشنطن حالة من التوتر ومظاهرات استمرت لأسابيع، لا سيما في أحياء العاصمة.
ومن المقرر أن ينتهي إعلان ترامب لحالة الطوارئ لتولي مسئولية شرطة العاصمة يوم الأربعاء.
ومن المرجح أن يبقى بعض الوجود الفيدرالي في العاصمة بعد انتهاء حملة الثلاثين يوما، إذ من المتوقع أن توافق إدارة ترامب على تمديد نشر الحرس الوطني حتى ديسمبر المقبل، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".