في أعقاب حادث حريق سنترال رمسيس، الذي تسبب في شلل جزئي بشبكات الاتصالات والإنترنت لآلاف المواطنين، برزت الحاجة المُلحّة لوعي رقمي جديد. لم يكن الحريق مجرد أزمة بنية تحتية، بل رسالة قوية تدعو إلى الاستعداد الدائم للانقطاع المفاجئ للخدمات. التقرير التالي يرصد كيف يمكن تجاوز هذه الأزمة اليومية المحتملة بخطط بديلة وأدوات بسيطة.

- الاستعداد المسبق: لا تنتظر اللحظة الحرجة

أول خطوة لمواجهة انقطاع الإنترنت هي الاستعداد المسبق. لا ينبغي انتظار وقوع المشكلة لاكتشاف أن ملفاتك المهمة غير متاحة. تأكد دائمًا من تحميل نسخ محلية من مستندات العمل أو الدراسة، واحتفظ بنسخ ورقية لأرقام هواتفك المهمة. ضع خطة لأعمال يمكنك إنجازها دون اتصال، كترتيب الملفات، مراجعة المهام المؤجلة، أو كتابة مسودات يدوياً.

- بدائل الاتصال: خطط للخطة “ب”

عندما تتوقف شبكة الإنترنت، كما حدث في حادث «سنترال رمسيس»، تصبح وسائل الاتصال البديلة هي طوق النجاة. استخدم الرسائل النصية أو المكالمات التقليدية لإبلاغ الزملاء والمديرين. من الأفضل أيضًا امتلاك شريحة هاتف من شبكة مختلفة لاستخدامها عند الحاجة، أو الاتجاه إلى أماكن توفر اتصالًا مستقراً مثل المقاهي أو مراكز العمل المشترك.

- التخزين السحابي وحده لا يكفي

يظن كثيرون أن التخزين السحابي هو الحل الكامل، لكنه لا يغني عن النسخ المحلية عند انقطاع الإنترنت. ينصح الخبراء باتباع قاعدة "3-2-1": ثلاث نسخ احتياطية، على وسيلتي تخزين مختلفتين، وواحدة منها مفصولة تمامًا عن الإنترنت. بهذه الطريقة تضمن الوصول لبياناتك مهما كانت الظروف.

- التعامل الذكي بعد عودة الإنترنت

حين تعود الشبكة، لا تتسرع في إعادة تشغيل كل أجهزتك دفعة واحدة. تأكد أولاً من استقرار الخدمة، ثم راجع بريدك الإلكتروني والروابط بعناية لتجنب الاحتيال. من الضروري أيضًا تحديث برامج الحماية وفحص الأجهزة لأي نشاط مشبوه قد يكون استُغل خلال الانقطاع.

- استثمار الوقت الضائع: فرصة لا أزمة

انقطاع الإنترنت قد يبدو مصدر إزعاج، لكنه في الواقع فرصة لاستعادة توازن حياتك. يمكنك استغلال الوقت في قراءة كتاب، ممارسة الرياضة، ترتيب أغراضك، أو حتى التواصل الواقعي مع الأسرة. تحويل الأزمة إلى وقت منتج يساعد في تقليل القلق والشعور بفقدان السيطرة.

- لا تنسَ الطوارئ الكهربائية

في بعض الحالات، يتزامن انقطاع الإنترنت مع انقطاع الكهرباء كما حدث قرب منطقة الحريق. لذلك، من الضروري شحن بنك الطاقة مسبقًا، وإغلاق التطبيقات غير الضرورية لتوفير البطارية. يمكنك أيضًا استخدام التطبيقات الخفيفة (Lite) التي تستهلك بيانات وطاقة أقل لتنجز المهام الأساسية بفعالية.

- الدرس المستفاد: لا تجعل الإنترنت وحده يدير يومك

الإنترنت أداة مهمة، لكنه ليس كل شيء. حريق سنترال رمسيس أظهر هشاشة الاعتماد الكلي على الشبكة. الاستعداد المسبق والمرونة في التكيف يمكن أن يحولا الانقطاع من أزمة خانقة إلى مجرد تحدٍ بسيط. والدرس الأهم؟ دع حياتك تدير الإنترنت، لا العكس.