لماذا يختلف إحساسنا بالحرارة والبرودة؟ العلم يفسر تفضيلاتنا للفصول - بوابة الشروق
الإثنين 11 أغسطس 2025 4:31 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

لماذا يختلف إحساسنا بالحرارة والبرودة؟ العلم يفسر تفضيلاتنا للفصول

رنا عادل
نشر في: الجمعة 8 أغسطس 2025 - 5:18 م | آخر تحديث: الجمعة 8 أغسطس 2025 - 5:21 م

قد تشير درجات الحرارة في نشرات الطقس إلى رقم ثابت، لكن الشعور بها يختلف من شخص لآخر، فقد تبدو الحرارة معتدلة بالنسبة لأحدهم، لكنها خانقة لآخر، وربما باردة لثالث. هذا التباين في الإحساس ليس مجرد شعور عابر أو مبالغة في التقدير، بل هو نتيجة لعوامل بيولوجية وجسدية ونفسية معقدة.

وفي هذا التقرير، نستعرض الأسباب العلمية التي تفسر اختلاف الشعور بالحرارة من شخص لآخر، وذلك استنادًا إلى المعلومات المنشورة في عدد من المواقع الطبية المتخصصة.

اختلاف البنية الجسدية… كيف تؤثر الدهون والعضلات على الإحساس بالجو؟

واحدة من أهم التفسيرات لهذا الاختلاف تعود إلى تكوين الجسم، فالأشخاص ذوو الأجسام النحيفة، الذين لا يملكون نسبة عالية من الدهون تحت الجلد، غالبًا ما يشعرون بالبرد أكثر، لأن الدهون تعمل كغطاء يحتفظ بالحرارة. في المقابل، الأشخاص ذوو الكتلة العضلية الكبيرة أو نسبة دهون أعلى، يكون لديهم قدرة أكبر على الاحتفاظ بالحرارة، وقد يشعرون بالحر بسهولة لأن الجسم ينتج حرارة أكثر ولا يفقدها بسرعة.

التعرق واختلاف الإحساس بالحر

يختلف معدل التعرق من شخص لآخر حسب عدد الغدد العرقية ونشاطها، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على شعور الفرد بالحرارة. فالأشخاص الذين يتعرقون بسرعة أو بكثرة قد يشعرون بالحر بشكل أكبر، لأن أجسامهم تحاول تبريد نفسها بشكل أسرع. كما تلعب طبيعة الجلد، مثل سمكه ونوع البشرة، دورًا في تنظيم حرارة الجسم، وبعض الحالات الجلدية كفرط التعرق تجعل الإحساس بالجو أكثر حدة، حتى في درجات حرارة عادية.

معدل الأيض (الحرق)… كلما زاد زادت حرارة جسمك

الجسم لا يعتمد فقط على الجو الخارجي، بل يخلق حرارة داخلية ناتجة عن عملية "الأيض" أو التمثيل الغذائي. من لديهم معدلات أيض عالية، مثل الشباب والرياضيين، يشعرون بالدفء أسرع لأن أجسامهم تحرق الطاقة باستمرار وتولد حرارة.

بينما من يعانون من بطء في الأيض، مثل كبار السن أو من لديهم مشاكل في الغدة الدرقية، قد يظلون يشعرون بالبرد حتى في جو حار نسبيًا.

الهرمونات وتنظيم حرارة الجسم من الداخل

الغدة الدرقية تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم حرارة الجسم، فإذا كانت تعمل بنشاط زائد، قد يشعر الشخص بالحر حتى في أجواء معتدلة، أما إذا كانت كسولة أو تعاني من قصور، فسيكون الشخص أكثر عرضة للشعور بالبرد حتى في الصيف، بسبب بطء العمليات الحيوية في الجسم.

فقر الدم… حين لا يصل الدفء إلى أطرافك

فقر الدم أو الأنيميا حالة شائعة تجعل الدم غير قادر على نقل كمية كافية من الأكسجين، وبالتالي تقل قدرة الجسم على توليد أو توزيع الحرارة. وهذا يفسر لماذا يشعر كثير من المصابين بفقر الدم بالبرد بسهولة، وخاصة في اليدين والقدمين، رغم أن حرارة الجو قد تكون مرتفعة.

النساء غالبًا أكثر حساسية للبرد

تشير دراسات طبية إلى أن النساء في المتوسط أكثر شعورًا بالبرد مقارنة بالرجال، وهذا يعود إلى عوامل مثل قلة الكتلة العضلية، وبطء الدورة الدموية في الأطراف، وكذلك الاختلافات الهرمونية المرتبطة بدورة الحيض أو الحمل. وعلى النقيض، فإن الرجال عادة ما يملكون عضلات أكثر، وهو ما يجعل أجسامهم تولد حرارة أسرع وتفقدها ببطء.

هل يشعر كبار السن بالبرد أكثر من غيرهم؟

التقدم في العمر يرتبط بتغيرات في الجسم تقلل من الإحساس بالحرارة؛ فالأيض يتباطأ، ما يعني حرارة داخلية أقل، كما أن الدورة الدموية تصبح أضعف، مما يؤدي إلى شعور مزمن بالبرودة حتى في فصول الصيف.

متلازمات خاصة… عندما يكون البرد مؤلمًا

بعض الأشخاص يعانون من حالات خاصة مثل متلازمة رينود، وهي حالة تنقبض فيها الأوعية الدموية في الأصابع عند التعرض للبرد، ما يسبب شعورًا شديدًا بالبرودة أو حتى الألم في اليدين والقدمين. وحتى لو كانت الغرفة دافئة، فإن هؤلاء الأشخاص يشعرون وكأن أطرافهم في ثلاجة.

بعض الأمراض المزمنة تزيد الشعور بالحر

بعض الأمراض تقلل من قدرة الجسم على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة؛ فمرضى الأعصاب ومرضى السكري غالبًا ما يشعرون بالحر الشديد، مما يؤثر على عملية التعرق وتنظيم حرارة الجسم. كما تسهم السمنة في احتفاظ الجسم بالحرارة لفترة أطول، في حين يعاني مرضى القلب من الشعور بالإجهاد والحرارة بشكل أسرع، بسبب ضعف الدورة الدموية، مما يصعب على الجسم عملية التبريد.

كيف يؤثر الدماغ في الإحساس؟

العامل النفسي لا يجب تجاهله، فمثلًا التوتر أو القلق أو الاكتئاب يمكن أن يزيد من حساسية الجسم للبرد أو الحرارة. بعض الأشخاص تنتابهم مشاعر سلبية في الأجواء الباردة أو الممطرة، بينما يعاني آخرون من التوتر والعصبية في الطقس الحار. وحتى الذكريات والعواطف المرتبطة بفصول معينة قد تؤثر على تفضيلاتنا. فمثلًا، من عانى في طفولته من برد الشتاء قد يرتبط عنده هذا الفصل بعدم الارتياح، فيشعر بالبرد أكثر من الطبيعي فيه.

التكيف المناخي… ما تعتاد عليه يغير إحساسك

على سبيل المثال، من نشأ في بيئة حارة يصبح جسمه مهيأ للتعامل مع الحرارة العالية، ولا يشعر بها بنفس الانزعاج الذي قد يشعر به شخص قادم من بلد بارد. والعكس صحيح أيضًا، إذ يبدو الجو الحار خانقًا جدًا للقادمين من بيئات باردة، وهذا ما يعرف بالتكيف المناخي، وهو عامل حاسم في كيفية تعامل الجسم مع الجو المحيط.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك