في ذكرى رحيله.. زكي نجيب محمود فيلسوف العقلانية وتحديث الفكر العربي - بوابة الشروق
الأربعاء 10 سبتمبر 2025 10:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

في ذكرى رحيله.. زكي نجيب محمود فيلسوف العقلانية وتحديث الفكر العربي

محمود عماد
نشر في: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 3:27 م | آخر تحديث: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 3:27 م

تحل اليوم، 8 سبتمبر، ذكرى رحيل المفكر والفيلسوف الكبير زكي نجيب محمود، والذي ولد في 2 من عام 1905، ورحل عن عالمنا في عام 1993، ويعد أحد أبرز رواد الفكر الفلسفي في العالم العربي، في العصر الحديث والمعاصر.

الأسلوب الفكري المميز

ترك زكي نجيب محمود إرثا فكريا واسعا ما زال حاضرا في النقاشات حول النهضة وتحديث الثقافة العربية، تميز محمود بأسلوبه الذي جمع بين العمق الفلسفي واللغة الأدبية الراقية، فاستطاع أن يبسط أعقد القضايا الفلسفية ويجعلها في متناول القارئ العادي، وأن يخرج بالفلسفة من بطون الكتب وأروقة الجامعات لتؤدي دورها في الحياة اليومية، وكان بذلك أحد المفكرين القلائل الذين ربطوا النظرية بالتطبيق، والفلسفة بالواقع.

المسيرة الأكاديمية والمناصب الثقافية

حصل زكي نجيب محمود على درجة الدكتوراه في الفلسفة، وعمل في التدريس الأكاديمي بجامعة القاهرة، كما شغل عددًا من المناصب الثقافية المهمة، منها عمله مستشارا ثقافيا في السفارة المصرية بواشنطن، وعضويته في المجلس القومي للثقافة.

في عام 1965، كلفته وزارة الثقافة بتأسيس مجلة "الفكر المعاصر"، والتي أصبحت منبرا مهمًا لمتابعة التيارات الفكرية والفلسفية العالمية، وظل رئيسا لتحريرها حتى سافر إلى الكويت للعمل في جامعتها عام 1968 كأستاذ للفلسفة لمدة خمس سنوات.

بعد عودته، انضم إلى أسرة تحرير جريدة الأهرام عام 1973، حيث كتب مقاله الأسبوعي الذي كان ينشر كل ثلاثاء، ووصل صداه إلى عدد من الصحف العربية التي أعادت نشره في نفس اليوم.

إسهاماته الفكرية ومؤلفاته

من أبرز أعماله: "الجبر الذاتي"، "رؤية إسلامية"، "تجديد الفكر العربي"، "عالم الفكر"، إلى جانب ثلاثيته الشهيرة التي ضمت سيرته الذاتية: "قصة نفس" (1965)، "قصة عقل" (1984)، و"حصاد السنين" (1991).

تظهر هذه الأعمال مسيرة زكي نجيب محمود الفكرية وتحولاته، بدءا من اهتمامه بالوضعية المنطقية، وصولا إلى رؤيته الخاصة لتجديد الفكر العربي.

سنواته الأخيرة ورحيله

توقف زكي نجيب محمود عن الكتابة في سنواته الأخيرة بعد أن شعر أنه أدى رسالته، ولم يعد لديه جديد يقدمه، وأيضا بسبب ضعف بصره، مكتفيا بما قدمه من إسهامات فكرية كبيرة.

رحل الفيلسوف الكبير عن عالمنا يوم 8 سبتمبر 1993، بعد أن ترك تراثا فلسفيا ونقديا غنيا، ما زال يلهم الباحثين والمفكرين في العالم العربي.


إرثه الفكري وإتاحة أعماله

توفر دار الشروق أعمال زكي نجيب محمود الكاملة، لتكون في متناول القراء والباحثين، وتمثل هذه الأعمال فرصة لإعادة اكتشاف أفكاره التي لا تزال تحتفظ ببريقها، خاصة في ظل النقاشات المعاصرة حول تحديث الثقافة العربية، ودور العقل في تقدم المجتمعات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك