حرارة الصيف تطرق أبواب عقولنا.. كيف تهاجم موجات الحر الدماغ وتغير سلوك الإنسان؟ - بوابة الشروق
الأحد 10 أغسطس 2025 11:47 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

حرارة الصيف تطرق أبواب عقولنا.. كيف تهاجم موجات الحر الدماغ وتغير سلوك الإنسان؟

سوزان سعيد
نشر في: الأحد 10 أغسطس 2025 - 7:22 م | آخر تحديث: الأحد 10 أغسطس 2025 - 7:22 م

يؤثر ارتفاع درجات الحرارة سلبًا على الصحة البدنية والنفسية على حد سواء، وربما ينجم هذا التأثير المزدوج عن الأثر الذي تحدثه درجات الحرارة على وظائف الدماغ المختلفة، بما في ذلك وظائف الحركة والإدراك.

وفقًا لموقع "BBC"، وجد الباحثون أن معدلات الإصابة بالأمراض العصبية ترتفع بارتفاع درجات الحرارة، مثل أمراض الصرع، والسكتة الدماغية، والتهاب الدماغ، والتصلب المتعدد، والصداع النصفي، وغيرها، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات العنف والعصبية والاكتئاب.

على سبيل المثال، خلال موجة الحر الأوروبية عام 2003، كان حوالي 7% من الوفيات الزائدة مرتبطة مباشرة بمشكلات عصبية، وسُجلت أرقام مشابهة خلال موجة الحر التي شهدتها المملكة المتحدة عام 2022.

يستعرض التقرير التالي تأثير موجات الحر على عمل المخ، وما يسببه ذلك من مشاكل صحية متعددة.


- تأثير الحرارة الشديدة على عمل الدماغ

يُعد الدماغ من أكثر أعضاء الجسم استهلاكًا للطاقة للقيام بعمليات التفكير والتذكر والتفاعل، والتي تنتج بدورها قدرًا كبيرًا من الحرارة، مما يؤدي إلى انخفاض كفاءة وظائف المخ والناقلات العصبية، التي تتأثر سلبًا بالارتفاع أو الانخفاض الشديد لدرجة حرارة الدماغ. لذا يعمل الدم المتدفق عبر شبكة الأوعية الدموية على امتصاص الحرارة الزائدة من المخ، لإبقائه في درجة حرارة تمكّنه من القيام بوظائفه بفاعلية.

تتسبب الحرارة المرتفعة أيضًا في تلف خلايا الدماغ وظهور أمراض عصبية مختلفة، بالإضافة إلى تدمير الحاجز الدموي الدماغي، مما يزيد خطر نفاذ السموم أو البكتيريا والفيروسات إلى أنسجة المخ.


- السكتات الدماغية

تؤدي موجات الحر إلى ارتفاع حالات الإصابة بالسكتة الدماغية والوفيات الناتجة عنها، فقد وجدت دراسة اعتمدت على تحليل بيانات وفيات السكتة الدماغية في 25 دولة، أن 10 آلاف حالة وفاة بالسكتة الدماغية من بين سبعة ملايين سنويًا في جميع أنحاء العالم، كانت بسبب الحرارة الشديدة، كما أن هذا الرقم مرشح للزيادة بفعل تغير المناخ والارتفاع المتزايد في درجات الحرارة كل عام.


- مشاكل كبار السن

تشير الأدلة إلى أن معدلات دخول المستشفى والوفيات بين المصابين بالخرف تزداد خلال موجات الحر، وقد يكون أحد الأسباب هو التقدم في العمر، إذ تقل قدرة كبار السن على تنظيم حرارة أجسامهم، كما تؤدي سلوكياتهم الناجمة عن ضعف الإدراك إلى تعرضهم لمخاطر الحرارة الشديدة، مثل عدم التنبه لضرورة شرب الماء بكميات كافية، وعدم إغلاق النوافذ، أو الخروج في أوقات الذروة.


- الولادة المبكرة

بحسب الخبراء، وجدت دراسة حديثة أن الولادات المبكرة زادت بنسبة 26% بسبب زيادة معدلات حدوث الموجات الحارة، ما أدى بدوره إلى حدوث تأخر في النمو العصبي لدى الأطفال، وإعاقات ذهنية.


- زيادة انتشار الفيروسات

مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد انتشار البعوض الناقل للفيروسات المسببة للأمراض العصبية، مثل زيكا، الذي يؤثر على الأجنة ويسبب صغر حجم الرأس، بالإضافة إلى أمراض الشيكونغونيا، وحمى الضنك.


- سلوكيات حادة

يتأثر النشاط الكهربائي لخلايا الأعصاب بسبب موجات الحر، ما يسبب الكثير من السلوكيات الحادة للشخص، بدءًا من المغامرة والجرأة في اتخاذ القرارات، وصولًا إلى الانتحار.


- متلازمة دارفيت

وهي حالة عصبية تشمل شكلًا من أشكال الصرع، وتصيب نحو طفل من بين كل 15 ألف طفل، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال المصابين بهذا المرض غالبًا ما يعانون من إعاقات ذهنية، ومرض التوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إضافة إلى صعوبات في النطق والحركة والأكل والنوم، وتزداد معدلاتها عند ارتفاع درجات الحرارة، وتشمل الأعراض تيبّس عضلات الشخص، وارتجاف الجسم.

للتخفيف من معدل حدوث هذه النوبات، يجب إبقاء الشخص المريض في مكان بارد قدر الإمكان، وتجنب الحرارة الشديدة.


- علاج الأمراض العصبية يتحول إلى مشكلة

تؤثر بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض العصبية على تنظيم الجسم لدرجة الحرارة، مثل العقاقير المستخدمة لعلاج أمراض التصلب المتعدد والفصام، ما يجعل الشخص الذي يتناولها أكثر عرضة لضربات الشمس، وزيادة خطر الوفاة بها.


- الأرق

تؤثر موجات الحر، وخاصة ارتفاع درجات الحرارة في المساء، على النوم، مما يؤثر على الحالة المزاجية للشخص، كما أن معدلات حدوث النوبات الصرعية تزداد مع قلة النوم.


- اختلاف التأثير من شخص لآخر

 

بالرغم من التأثيرات السلبية المتعددة لموجات الحر على الدماغ وتسببها في مشاكل بدنية ونفسية كثيرة، إلا أن هناك أشخاصًا يفضلون فصل الصيف، ويكونون أكثر إنتاجية فيه مقارنة بفصل الشتاء، ما يعني أن أدمغتهم لا تتأثر سلبًا بارتفاع درجات الحرارة مثل غيرهم، وقد يرجع هذا إلى اختلاف جيني لدى الأشخاص القادرين على التعامل بكفاءة مع الحرارة المرتفعة عن غيرهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك