تكييف الهواء.. برودة منعشة أم مصدر خفي للأمراض؟ هل يؤدي إلى متلازمة المباني المريضة؟ - بوابة الشروق
الأحد 10 أغسطس 2025 11:43 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

تكييف الهواء.. برودة منعشة أم مصدر خفي للأمراض؟ هل يؤدي إلى متلازمة المباني المريضة؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 10 أغسطس 2025 - 7:25 م | آخر تحديث: الأحد 10 أغسطس 2025 - 7:25 م

يُضفي تكييف الهواء شعورًا رائعًا في أيام الصيف الحارة وأثناء موجات الحرارة المرتفعة، فهو يحافظ على درجات حرارة مريحة ويضبط مستوى الرطوبة، مما يجعل البيئة الداخلية مناسبة حتى في أشد الأيام حرارة.

لكن بعض الأشخاص يتجنبون استخدام مكيف الهواء مهما ارتفعت درجة الحرارة في الخارج، خوفًا من إصابتهم بالأمراض.

وتفسر بريمرزون فريستون، أستاذة علم الأحياء الدقيقة بجامعة ليستر، أن هذا الخوف قد يكون في محله، لأن الأمراض قد تتربص بنا فعلًا في أجواء التكييف الباردة.

توضح فريستون في تقرير لها على منصة "ذا كونفيرزيشن" حقيقة "أن المكيفات قد تتسبب في الإصابة بالأمراض"، وتقول: "إذا تعطل نظام تكييف الهواء أو لم تتم صيانته بشكل صحيح، فقد يتلوث بالميكروبات المعدية، مما قد يحول وحدة التكييف إلى مصدر محتمل للعديد من الأمراض المنقولة جوًا، بدءًا من نزلات البرد الشائعة وصولًا إلى الالتهاب الرئوي".

- ما هي المباني المريضة؟

تقدم فريستون مجموعة من الأبحاث كدلائل على حديثها عن علاقة الأمراض بمكيفات الهواء، وتشير إلى ما يعرف بـ"المباني المريضة"، وهي الأعراض التي قد تظهر بعد قضاء فترات طويلة في بيئات مكيفة، وتشمل: الصداع، والدوار، واحتقان الأنف أو سيلانه، والسعال المستمر أو الصفير، وتهيج الجلد أو الطفح الجلدي، وصعوبة التركيز في العمل، والتعب.

عادةً ما تحدث هذه الحالة لدى العاملين في المكاتب، لكنها قد تصيب أي شخص يقضي فترات طويلة في مبانٍ مكيفة، مثل المستشفيات. وتزداد أعراض متلازمة المباني المريضة سوءًا كلما طالت مدة البقاء في المبنى، وتتحسن بعد مغادرته.

ومن بين الأبحاث المذكورة، دراسة هندية أُجريت عام 2023 على 200 بالغ سليم يعملون من ست إلى ثماني ساعات يوميًا على الأقل في مكتب مكيف، و200 بالغ سليم آخرين لا يعملون في مكاتب مكيفة.

ركز البحث على المقارنة بين المجموعتين، وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تعمل في مكاتب مكيفة عانت من أعراض أكثر توافقًا مع متلازمة المباني غير الصحية خلال فترة الدراسة التي استمرت عامين، لا سيما ارتفاع معدل انتشار الحساسية.

والأهم من ذلك، أظهرت الاختبارات السريرية أن من تعرضوا لمكيفات الهواء كانوا يعانون من ضعف في وظائف الرئة، وتغيبوا عن العمل أكثر مقارنةً بالمجموعة الأخرى.

وتُرجع فريستون أحد أسباب متلازمة المباني المريضة إلى تعطل مكيفات الهواء، إذ تقول: "عندما لا تعمل وحدة التكييف بشكل صحيح، قد تُطلق مواد مسببة للحساسية ومواد كيميائية وكائنات دقيقة محمولة جوًا في الهواء، وهو ما كان من المفترض أن تحتجزه في الظروف الطبيعية".

كما أن "مكيفات الهواء المُعطلة قد تُطلق أيضًا أبخرة كيميائية من منظفات المكيفات أو من المواد المبرّدة في هواء المبنى، ومواد كيميائية مثل البنزين والفورمالديهايد والتولوين، وهي مواد سامة قد تهيّج الجهاز التنفسي".

ويمكن لأنظمة تكييف الهواء التي لا تتم صيانتها جيدًا أن تؤوي أيضًا مسببات الأمراض البكتيرية التي قد تسبب التهابات خطيرة، مثل بكتيريا الليجيونيلا الرئوية، المسببة لداء الفيالقة، وهو عدوى رئوية تنتقل عن طريق استنشاق قطرات الماء الملوثة. تميل هذه البكتيريا إلى النمو في البيئات الغنية بالمياه، مثل أحواض المياه الساخنة أو أنظمة التكييف.

وتضيف فريستون أن تراكم الغبار والرطوبة داخل أنظمة التكييف قد يهيئ الظروف لنمو الميكروبات المعدية الأخرى، مثل Aspergillus وPenicillium وCladosporium وRhizopus، والتي تتراكم عادةً داخل المناطق الغنية بالمياه في أنظمة تهوية المستشفيات.

كما أن قضاء فترات طويلة في بيئات منخفضة الرطوبة قد يُجفف الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، مما يؤثر على قدرتها في منع دخول البكتيريا والفطريات إلى الجسم، ويجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بعدوى عميقة في أنسجة الجيوب الأنفية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك