صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون، رواية "ظلال في المنفى" للكاتب وليد عودة.
تأخذنا الرواية في رحلة مع "سارة" التي تبحث عن ذاتها وهويتها في عالم يتشظى على إيقاع المنفى والذكريات، حيث تتتبع سارة حقيقة تتوارى كلما اقتربت منها، وتسكنها أسئلة لا تهدأ، وتلاحقها همسات من عالم ربما اخترعته لتنجو أو لتتذكر ما لا يُحتمل تذكره.
"ظلال في المنفى" ليست مجرد رواية عن الحرب، بل هي رواية شاعرية وفلسفية ومشحونة بالتوتر النفسي، تسائل الحقيقة والهوية والوطن، وتكتب فلسطين في كوابيسنا وأحلامنا وهشاشتنا العميقة.
من أجواء الرواية نقرأ:
"سارة.. أنا أعلم. أعلم منذ البداية أنكم شخصيات على الورق. أنتِ، سمر، والديك.. كلكم أبناء هذا النص. من الطبيعي ألَّا تعرفوا ما لم يُكتب لكم".
رفع عينيه إليها ببطء، وأكمل:
"لكنكِ وحدكِ كنتِ مختلفة. لا أدري كيف، لكنك كنتِ تمسكين بالقلم. تُملينَ عليَّ الأحداث بكل ثقة. تتصرَّفين بِحُريّة اقتنصتها ولم أمنحك إياها".
تأمَّلته طويلاً، ثم همست كما لو أنها تحاور نفسها:
"صَدَّقتكَ ذات مرة. آمنت أنني بَطَلَتُكَ، أنك الكاتب الأوحد. وربما لذلك كان من الممكن أن أغفر لوالديَّ جهلهما. لم تكتب لهما ماضياً. لكن.. جاء الدكتور عادل وكلامه العلمي المنمق فأفسد عليَّ خيالي قبل أن يسقط هو الآخر في دوامة الوهم. لكن، إن لم تكن أنت من كتب الدكتور عادل، فمن فعل؟ أيكون عقلي؟ خيالي؟ وهل يصحُّ أن أخلق أنا ما هو خارج سلطتك؟ أن أكتب شخصيات لا تعرف عنها ولا تظهر في روايتك؟".