أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن هناك أسبابًا مشروعة للتساؤل عن مصير القانون الدولي ومبادئه وميثاق الأمم المتحدة، في ظل ما تشهده غزة من أعمال قتل وجرائم ومجاعة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
وقال عبد العاطي، خلال كلمته في صالون ماسبيرو الثقافي، المذاع عبر شاشة «إكسترا نيوز»، إن «علينا بذل كل الجهد لإعادة التأكيد على أهمية القانون الدولي واحترامه وفرض احترام ميثاق الأمم المتحدة، باعتباره البديل العملي الوحيد لقيام حياة مدنية متحضرة في عالم يسوده شريعة الغابة».
وأضاف أن احترام الرأي العام والمجتمع المدني والديمقراطية عناصر أساسية في هذا المبدأ، مشيرًا إلى أن بعض الدول الغربية التي لطالما قدمت الدروس في حقوق الإنسان والديمقراطية تقف اليوم صامتة أمام الانتهاكات السافرة، بل وصل الأمر إلى تهديد بعض الطلبة والشباب المشاركين في مظاهرات سلمية بالترحيل إذا لم يحملوا جنسيتها، واصفًا ذلك بالأمر شديد الخطورة.
كما شدد وزير الخارجية على دور المصريين في الخارج تجاه وطنهم، قائلًا: «كلنا تعلمنا من هذا الوطن العظيم، والوطن له أفضال علينا، كان لهم دورهم المشهود في الدفاع عن الثورة المصرية في 2013، والآن يضربون أفضل الأمثلة في الوقوف إلى جانب الوطن من خلال التحويلات».
وأوضح عبد العاطي أن تحويلات المصريين بالخارج من العملة الصعبة أصبحت المصدر الأول للدخل القومي المصري من العملة الصعبة، معتبرًا ذلك أمرًا عظيمًا، ومؤكدًا أن الدولة تبني مقاربة جديدة تقوم على تحقيق المكاسب المشتركة للمصريين في الداخل والخارج. وأضاف: «إذا كنا نتحدث عن الوطن فعلينا أن نتحدث أيضًا عن مصالح المصريين في الخارج، وتم طرح مبادرات كثيرة ليستفيدوا ويفيدوا الوطن، من بينها تحويل الأموال وفتح الودائع، وهو ما يخدم مصالحهم مثلما يخدم مصالح الوطن».
وفيما يتعلق بالخدمات القنصلية، كشف وزير الخارجية عن جهود كبيرة للرقمنة وتسهيل الإجراءات، موضحًا أنه جارٍ إنشاء مركز متكامل للخدمات القنصلية بالقرب من ميدان التحرير بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بحيث تصدر كل المعاملات القنصلية من مكان واحد يتبع وزارة الخارجية، بما يتيح تلبية الخدمات خلال أيام إن لم تكن ساعات بدلًا من أسابيع أو أشهر.
وأشار عبد العاطي إلى أن رقمنة العمليات ساهمت بالفعل في تسريع وتيرة العمل، مؤكدًا أن السفارات في الخارج تمثل خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية. واختتم قائلاً: «نبذل جهدًا داخل وزارة الخارجية مع كل الزملاء، وبتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي للعمل على تحسين الأداء وتطويره، لأن هذه المؤسسة مثل أي مؤسسة، لابد من العمل على تحديثها لتتمكن من التعامل مع المتغيرات».