نقاشات فكرية معمقة حول الوعي والذوق المسرحي بالمهرجان القومي للمسرح - بوابة الشروق
الإثنين 14 يوليه 2025 1:51 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

نقاشات فكرية معمقة حول الوعي والذوق المسرحي بالمهرجان القومي للمسرح


نشر في: الإثنين 14 يوليه 2025 - 9:40 ص | آخر تحديث: الإثنين 14 يوليه 2025 - 9:40 ص

- انطلاق المحور الفكري وتحولات الوعي الجمالي

افتُتح المحور الفكري المصاحب لفعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري بجلسات جادة تناقش تحولات الوعي الجمالي وتأثير المؤسسات على الذوق المسرحي.

يُعقد المحور تحت عنوان «تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري»، وانطلقت أولى جلساته بالمجلس الأعلى للثقافة بحضور رئيس المهرجان، الفنان محمد رياض، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن المهرجان يسعى لإحداث حراك مسرحي حقيقي يعيد الجمهور إلى قاعات العرض، معتبرًا أن الجيل الجديد من الشباب سيكون القوة المحركة لهذا التحول.

- التغيرات الاجتماعية وأثرها على أشكال التعبير المسرحي

أدار الدكتور محمد دوير الجلسة الأولى التي تناولت التغيرات الاجتماعية وأثرها على أشكال التعبير المسرحي.

وقدم الدكتور دوير قراءة في تحولات المسرح المصري عبر المراحل المختلفة، انطلاقًا من التأسيس حتى الراهن، مؤكدًا أن طرح سؤال "من نحن؟" هو المدخل الأساسي لفهم موقع المسرح داخل الهوية المصرية، وأن التغيرات الاجتماعية فرضت أنماطًا جديدة من التعبير المسرحي تتماشى مع التحولات في البنية الطبقية والثقافية للمجتمع.

وفي السياق نفسه، قدم الدكتور سيد علي إسماعيل ورقة بعنوان "الوعي الجمالي للمسرح المصري في مائة عام (1868 – 1968)"، تتبعت ملامح النشأة الأولى للمسرح المصري، ذاكرا أن الخديو إسماعيل كان أول من دعم المسرح العربي، وأنه أول حاكم يفرض اللغة العربية كلغة رسمية ويستخدم المسرح لتعزيزها.

استعرض الدكتور إسماعيل مراحل تطور المسرح المحلي والاحترافي، من يوسف وهبي إلى نشأة معهد الفنون المسرحية، معتبرًا أن مرحلة ما بعد 1952 كانت من أزهى عصور المسرح في مصر.

كما قدم الدكتور محمد زعيمة، أستاذ النقد المسرحي بأكاديمية الفنون، مداخلة بعنوان "المسرح والتغير الاجتماعي والسياسي والتكنولوجي".

تحدث فيها عن العلاقة الوثيقة بين المسرح والتحولات المجتمعية، مشيرًا إلى تأثير مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دفع النقاد لمراجعة أدواتهم في التعامل مع العروض الجديدة.

وأكد الدكتور زعيمة أن الطبقة المتوسطة والصاعدة في الستينيات وحتى الثمانينيات كانت العمود الفقري للجمهور المسرحي، وأن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والهجرات الداخلية والخارجية أثرت في شكل المتلقي، وبالتالي في بنية العرض المسرحي.

- التوجه المؤسسي ودوره في تشكيل الذوق المسرحي العام

أدار الكاتب عماد مطاوع الجلسة الثانية التي ناقشت التوجه المؤسسي ودوره في تشكيل الذوق المسرحي العام، وتأثير المؤسسات الثقافية، الرسمية والمستقلة، على تشكيل الذوق العام، وتفاوت الاستراتيجيات وآليات الإنتاج بين هذه الجهات.

قدم المخرج أشرف عزب قراءة في تطور السياسات الثقافية بوزارة الثقافة منذ تأسيسها في الستينيات، مؤكدًا على دور الفكر المؤسسي في توجيه الذوق العام وتعزيز الهوية الوطنية.

وأشار إلى التدهور الذي أصاب فرق الفنون الشعبية مثل فرقة رضا التي تقلص عدد أعضائها من 200 إلى 12 فقط، داعيًا إلى إعادة دعم هذه الفرق بوصفها حاملة للموروث الشعبي.

استعرضت الكاتبة رشا عبد المنعم تجربتها مع البيت الفني للمسرح والمسرح المستقل، مشيرة إلى تحديات كبيرة تواجه البيت الفني مثل المركزية، والروتين الإداري، وتقادم الأدوات، والنقص في الكوادر البشرية. كما أكدت على تفوق الفرق المستقلة من حيث الحرية وكسر التوقعات، وهو ما انعكس على جمالية العروض التجريبية رغم محدودية الموارد.

تحدث المخرج محمد الطايع، مدير نوادي المسرح بهيئة قصور الثقافة، عن فلسفة الإنتاج في الثقافة الجماهيرية، مؤكدًا أن نوادي المسرح هي الأكثر إنتاجًا رغم ضعف الميزانيات، حيث يتم إنتاج نحو 155 إلى 350 عرضًا سنويًا. ولفت إلى أن الهيئة لا تتدخل في نوعية العروض، بل تترك لكل منطقة حرية التعبير بما يتناسب مع طبيعتها الثقافية.

- استمرارية المحور الفكري وتكريم الرموز

يُذكر أن المحور الفكري يتواصل حتى 29 يوليو، ويضم أحد عشر لقاءً فكريًا يناقش قضايا متنوعة مثل تحولات العرض المسرحي، وجماليات الجسد، وأشكال الإنتاج، والخطاب النقدي. وتُعقب هذه اللقاءات ندوات لتكريم رموز المسرح المصري، في تأكيد على تكامل البعد النظري والتطبيقي في هذه الدورة من المهرجان.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك