نظمت كلية الإعلام والاتصال الجماهيري في الجامعة البريطانية بمصر، مائدة مستديرة حول "النهوض بقيم الخدمة العامة في استراتيجيات الإعلام الوطني بين الأكاديميين وصناع السياسات".

حضر المائدة الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية، والدكتورة ودودة بدران، نائب رئيس الجامعة، والدكتور عادل صالح، عميد كلية الإعلام بالجامعة، ولفيف من خبراء وأساتذة الإعلام والعلوم السياسية من جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.

-الجامعة البريطانية: شراكة مجتمعية ودعم للإعلام الوطني

أكد الدكتور محمد لطفي، في كلمته، أن الجامعة البريطانية أُنشئت بهدف خدمة المجتمع، مشددًا على أنها تمد يد التعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام لتحقيق هذا الهدف المشترك. وأشار إلى تجارب إعلامية ناجحة اعتمدت في استقلاليتها على الدعم المجتمعي، كما هو الحال في تجربة الـ BBC في لندن وغيرها من التجارب الإعلامية في دول أخرى مثل شبكة فينيكس بالصين، التي كان يمتلكها روبرت مردوخ، واكتشفت الحكومة الصينية التوجه الذي تتبناه الشبكة فقرر البنك المركزي الصيني شراء الشبكة حفاظًا على المسئولية المجتمعية.

وقال إن وسائل الإعلام لديها مسئولية مجتمعية، مؤكدا أن المصداقية دائمًا ما تغلف هذه المسئولية، لذلك شهدنا انهيار عدد من الشبكات التلفزيونية بسبب عدم مصداقيتها في نقل الحقيقة للمجتمع. ولفت إلى أن استقلالية الإعلام تضمن له خدمة المجتمع وعدم الانجراف وراء مصالح شخصية، معربًا عن تفاؤله بحرص الكاتب أحمد المسلماني على استقلالية الإعلام الرسمي، ومشيدًا بالخطوات الملموسة التي اتخذها فور توليه مسئولية الهيئة الوطنية للإعلام لتطوير قطاعات ماسبيرو المختلفة.

من جانبها، ذكرت الدكتورة ودودة بدران، أن العلوم الاجتماعية مثل السياسة والاقتصاد والقانون والإعلام والعلوم الإنسانية تشكل الجزء الأصيل في حياة المجتمع، موضحة أن الجامعة البريطانية تسعى جاهدة إلى الاقتراب من قضايا المجتمع إيمانًا منها بدورها في المسئولية التعليمية والمجتمعية، لافتة إلى النهج الذي يتبناه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والذي جمع في دراسته بين الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام.

-قيم وقياسات إعلام الخدمة العامة: رؤية كلية الإعلام

وفي كلمة حملت عنوان "قيم وقياسات إعلام الخدمة العامة"، أكد الدكتور عادل صالح، عميد الكلية، أنه عند التفكير في عقد هذه المائدة، كان هناك حرص على مشاركة الأضلاع الأربعة: مراكز بحثية ودراسات، ومجتمع مدني، ومسئولين. وأشار إلى أن النهضة التنموية تقوم على 3 عناصر هي: التعليم، والإعلام، واللامركزية.

وشدد على أن الكلية لن تتوقف عن مناقشة الحوار والدراسة حول العلاقة بين الإعلام والمجتمع، لافتًا إلى أن الجامعة البريطانية، كمشروع، أنشأها الراحل محمد فريد خميس لتكون بداية لخدمة المجتمع. وأشار إلى أن التأسيس الثاني للجامعة نشهده الآن في الدور الذي تتبناه في الحوار المجتمعي والمشاركات في القضايا التي تمس المجتمع، وتحرص من خلالها على الخروج من قاعات الدرس والتواجد وسط المجتمع لتحقيق أهدافها.

وأكد الدور الذي يلعبه الإعلام في تأسيس الأنظمة السياسية، موضحا أن الكثير منها تنبأ بها الإعلام بل وكان شريكًا أساسيًا لها، مضيفا أن إعلام الخدمة العامة هو ضرورة تنموية سياسية ترتبط بتحقيق نهضة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية.

وأشاد بالتجربة الألمانية في مجال إعلام الخدمة العامة التي بدأت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى حرص كلية الإعلام بالجامعة البريطانية على المشاركة في التحول الذي يشهده إعلام الخدمة العامة حاليًا ممثلًا في الدور الذي تلعبه الهيئة الوطنية للإعلام.

وقال: "نحرص على دعم مفردات هذا الحوار وتحويلها إلى مشروعات تعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام وشركاء آخرين، مما يسهم في بناء نموذج إعلام وطني أكثر شمولًا وقدرة على مواجهة التغييرات، لنجعل من هذه التجربة نقطة انطلاق لحوار وطني مستدام".

المسلماني: خطة رباعية لتطوير ماسبيرو وإطلاق ماسبيرو بلس

وفي المقابل، وجه الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الشكر للجامعة البريطانية على تبنيها لمثل هذا الحوار، مشددًا على أهمية التعاون المرتقب بين "الوطنية للإعلام" والجامعة في مجالات إعلامية مختلفة، من تدريب للطلبة والاستعانة بمحاضرين متخصصين في مجال الإعلام من خلال أكاديمية ماسبيرو.

وأوضح أنه عندما تولى مسئولية الهيئة الوطنية، قرر وضع خطة رباعية تمتد لـ4 سنوات لتطوير ماسبيرو. بدأت بإطلاق حملة لتطوير بعض القنوات مثل القناة الأولى والنيل للأخبار والنيل الدولية، وإعادة بث عدد من القنوات المصرية عبر الكابل في القارة الأمريكية، وإذاعات مثل القرآن الكريم، وإطلاق محطات إذاعية جديدة مثل محطة دراما FM.

وقال: "لدينا تراث درامي ضخم يضم ما يزيد عن 2000 مسلسل إذاعي لكبار النجوم والكتاب والمخرجين، وحاليًا لدينا ما يزيد عن 1000 تلاوة قرآنية نادرة لكبار القراء لم تُذع من قبل، نعمل على رفع جودتها تمهيدًا لإذاعتها عبر شبكة القرآن الكريم". مشيرًا إلى أنه إلى جانب التطوير، شملت الخطة مجال الإنتاج الدرامي، مؤكدا أن هناك أعمالًا تلفزيونية يتم العمل على تجهيزها منها مسلسل عن طلعت حرب وآخر عن حياة الدكتور مجدي يعقوب.

وأعلن المسلماني عن إطلاق منصة "ماسبيرو بلس" لتكون أحد الأذرع الجديدة التي تتماشى مع آليات العصر، لافتًا إلى أن ماسبيرو يمتلك من الإمكانات المادية والبشرية ما يؤهله لأداء إعلام الخدمة العامة بصورة جيدة، حيث يمتلك أذرعًا إنتاجية مثل مدينة الإنتاج الإعلامي بصفته صاحب النصيب الأكبر في أسهمها، وكذلك شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات بخلاف النايل سات و CNE. وأضاف أن القيادات الجديدة داخل المبنى من الشباب ومن أبناء ماسبيرو، مؤكدا أن خطوات الانطلاق نحو تقديم إعلام الخدمة العامة بما يتماشى مع ما نشهده من تغييرات بدأت بالفعل، وأن هناك أكثر من برنامج جديد سوف تخرج للنور خلال الأيام القليلة المقبلة.

نقاشات وتوصيات ختامية

عُقدت حلقة نقاشية أدارتها الدكتورة أماني مسعود، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تحدث خلالها عدد من الخبراء وأساتذة الإعلام حول مفهوم إعلام الخدمة العامة، وطرحوا خلالها رؤاهم حول ما يحتاجه من ضمانات ليقدم خدمة مجتمعية.

وفي ختام المائدة المستديرة، أعلن الدكتور حسن عماد مكاوي، رئيس قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات، التوصيات. وقام الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية، والدكتور عادل صالح، عميد كلية الإعلام والاتصال الجماهيري، بتكريم الكاتب أحمد المسلماني وتسليمه درع الجامعة.