حذر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، اليوم الاثنين، من أن دوامة العنف الراهنة في الشرق الأوسط تدفع باليمن بعيدًا عن السلام المستدام.
وقال جروندبرج في جلسة إحاطة لمجلس الأمن ناقشت تطورات اليمن تابعتها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "على خلفية الحرب في غزة، نشهد تصعيدا مقلقا في الأعمال العدائية بين الحوثيين وإسرائيل، فقد واصل الطرف الأول استهداف إسرائيل بالعديد من الطائرات المسيرة والصواريخ، ما أسفر، بحسب التقارير، عن إصابات بين المدنيين وألحق أضرارا بمطار مدني".
وأضاف: "شهدنا في أغسطس وسبتمبر عدة غارات إسرائيلية استهدفت صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين ، والتي أودت، بحسب التقارير، بحياة العديد من المدنيين، كما أسفرت الضربات بتاريخ 28 أغسطس عن مقتل مسؤولين كبار من الجماعة اليمنية ، ومنهم شخصيات يتحاور معها مكتبي".
وفي السياق، شدد المبعوث الأممي على أنه آن الأوان لوقف هذه الدورة المستمرة من التصعيد.
ونبه جروندبرج إلى أنه إذا جرى النظر إلى اليمن والتعامل مع أوضاعه بشكل رئيسي من زاوية المخاوف الإقليمية، فإن أصوات اليمنيين واحتياجاتهم وتطلعاتهم ستُهمش.
وتابع محذرا: "دوامة العنف الراهنة تدفع باليمن بعيدًا عن عملية سلام يمكن أن تُفضي إلى سلام مستدام وتنمية اقتصادية طويلة الأمد، ونحن بحاجة إلى إعادة توجيه الاهتمام نحو اليمن، مع التركيز على تحدياته الداخلية وإبراز إمكاناته الكبيرة".
وفي صعيد متصل، أشار جروندبرج إلى أن الموجة الأخيرة من الاعتقالات التعسفية التي طالت 22 من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة تُعدّ تصعيدا صارخا من جانب الحوثيين ضد الأمم المتحدة.
وأضاف جروندبرج: "رغم الإفراج مؤخرا عن أحد الموظفين، لا يزال هناك ما يزيد عن 40 موظفا من موظفي الأمم المتحدة رهن الاحتجاز، بالإضافة إلى زميل تُوفي أثناء احتجازه".
ومضى قائلا إن "الأمم المتحدة وجميع موظفيها يعملون وفق مبادئ الحياد والنزاهة واحترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.. هذه الاعتقالات غير المبررة، واقتحام مقار الأمم المتحدة بالقوة، والاستيلاء على ممتلكاتها – في انتهاك للقانون الدولي – تقوّض قدرة الأمم المتحدة على دفع جهود السلام وتقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني".
وأردف: "أقف متضامنا مع زملائنا المحتجزين، وسأواصل العمل جنبا إلى جنب مع أسرة الأمم المتحدة الأوسع من أجل الإفراج عنهم فورا ومن دون قيد أو شرط".
يشار إلى أن اليمن يعاني من حرب بين القوات الحكومية والحوثيين منذ نحو عشر سنوات، فيما تواصل الجماعة المتحالفة مع إيران مواجهاتها مع إسرائيل وتقول إن عملياتها العسكرية دعما لقطاع غزة الفلسطيني.