ما بين الاكتئاب والانتحار.. كيف يصبح النوم أكثر من مجرد راحة؟ - بوابة الشروق
الأحد 17 أغسطس 2025 2:42 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

ما بين الاكتئاب والانتحار.. كيف يصبح النوم أكثر من مجرد راحة؟

سلمى محمد مراد
نشر في: السبت 16 أغسطس 2025 - 11:52 ص | آخر تحديث: السبت 16 أغسطس 2025 - 11:52 ص

بيّنت العديد من الدراسات، أن هناك ارتباطًا مباشرًا بين الاكتئاب والنوم، موضحة أن العلاقة بينهما معقدة ومتداخلة، إذ تؤثر أعراض الاكتئاب على النوم فتجعله مضطربًا، لكن على الصعيد الآخر فاضطرابات النوم قد تؤدي إلى سوء الحالة النفسية بشكل كبير.

ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2005 أن الأرق يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بما يقارب 10 مرات، إضافةً إلى خطر مرتفع لظهور الأفكار والسلوكيات الانتحارية، بحسب موقع "Cura".

- ليس كل الحزن اكتئابًا

لفهم العلاقة بين الاكتئاب والنوم بشكل كامل، من المهم أولاً فهم طبيعة الاكتئاب، فهو ليس مجرد شعور بالإحباط أو قضاء يوم سيئ، بل هو حالة صحية نفسية خطيرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الشخص.

وغالبًا ما يتطلب تدخلًا طبيًا للتعامل معه والتغلب عليه بفعالية، فهو ليس مجرد حالة حزن مؤقتة، بل شعور دائم باليأس يدوم لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات، يتميز بفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق، وغالبًا ما يعاني المصابون بالاكتئاب من فقدان الحافز ويكافحون لإيجاد المتعة في الأشياء التي كانوا يحبونها سابقًا.

- السهر وزيادة خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب

كشفت دراسة نُشرت نتائجها في دورية "PLOS One"، أن الأشخاص الذين يفضلون السهر، والمعروفين باسم "الأنماط الزمنية المسائية"، أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب مقارنةً بأولئك الذين يفضلون الاستيقاظ مبكرًا.

كما تشير الدراسة إلى أن العلاقة بين النمط المسائي والاكتئاب يمكن تفسيرها من خلال عدة آليات نفسية وشخصية؛ إذ يميل الأفراد ذوو التفضيل المسائي إلى امتلاك مستويات أعلى من العصابية، وهي سمة تجعلهم أكثر حساسية للمشاعر السلبية، ما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.

كما أن هؤلاء الأشخاص لديهم تحيّز سلبي في معالجة العواطف، إذ يدركون المواقف بطريقة أكثر تشاؤمًا، ما قد يفاقم الأعراض الاكتئابية.

ويعاني هؤلاء أيضًا من ضعف القدرة على تنظيم المشاعر، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للضغوط النفسية وصعوبة التعامل مع التوتر والانفعالات السلبية، وهي أمور مرتبطة أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

- الأرق أحد العوامل الخفية للانتحار

ويرى الباحثون، أن اضطرابات النوم ليست مجرد ظاهرة مزعجة تؤثر على النشاط اليومي، بل هي عامل خطر مباشر للأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار، كما أن بعض الأعراض المحددة، مثل الأرق والكوابيس، ارتبطت بشكل وثيق بالسلوكيات الانتحارية.

ودفع ذلك العلماء إلى تسليط الضوء على هذه العلاقة المقلقة، فعلى الرغم من أن الانتحار يُعد من أخطر المشكلات الصحية والنفسية في العالم، إلا أن أحد العوامل الخفية التي قد تساهم في تفاقمه هو اضطرابات النوم، وهي مشكلة آخذة في الانتشار عالميًا.

- أرقام صادمة على مستوى العالم

تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 788 ألف شخص فقدوا حياتهم منتحرين عام 2015، أي بمعدل حالة انتحار كل 40 ثانية.

وفي الولايات المتحدة، ارتفع معدل الانتحار بنسبة 19% بين عامي 1999 و2010، إذ قفز من 10.5 إلى 12.4 حالة لكل 100 ألف شخص. وخلال الفترة نفسها.

ولا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة، ففي دراسة شملت ثماني دول، تبيّن أن أكثر من 20% من البالغين في بنجلاديش وجنوب إفريقيا وفيتنام أبلغوا عن سوء جودة النوم، ما يكشف أن المشكلة عالمية.

- استهداف اضطرابات النوم في العلاج قد يكون حلًا

وقُدمت دراسة حديثة في مؤتمر الجمعية الأوروبية للعلاج النفسي العصبي (ECNP) في مدينة ميلانو الإيطالية، ونُشرت في مجلة The World Journal of Biological Psychiatry، اكتشف علماء إيطاليون ارتباطًا بين محاولات الانتحار واضطرابات النوم الشديدة، إذ تسبب مشكلات النوم التهابًا يمكن اكتشافه من خلال فحوصات الدم، وبالتالي قد تقدم طريقة لتوقّع المخاطر للمرضى المعرّضين للخطر بشكل كبير.

ويقول الباحثون إن استهداف اضطرابات النوم، وخصوصًا الأرق، قد يكون نقطة تدخل فعالة في استراتيجيات الوقاية من الانتحار للأفراد المعرّضين لخطر كبير.

ويشدد الباحثون على أهمية انتباه الأطباء في الرعاية الأولية لهذه النتائج، لا سيما أن العديد من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار أو يموتون بسببه يزورون طبيبهم العام لأسباب صحية جسدية قبل حدوث الأزمة، فقد يكون التعرّف المبكر على الأرق وعلاجه خطوة رئيسية في الوقاية من الانتحار والاضطرابات النفسية الأخرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك