بعد عودته التاريخية لجدة.. زخم سينمائي في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 8:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد عودته التاريخية لجدة.. زخم سينمائي في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر

خالد محمود
نشر في: الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 - 6:43 م | آخر تحديث: الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 - 6:43 م

أفلام تحلق لمساحة أكبر من الحرية وتمنح أصحابها فرصة الانطلاق
رئيس قسم البرمجة الدولية بالمهرجان: أحاول دائمًا اختيار أفلام تتجاوز الحدود.. ولم أطلب من أى مخرج حذف جزء من أفلامه

يحمل مهرجان البحر الأحمر السينمائى الكثير من الرؤى السينمائية التى تستحق الوقوف أمامها؛ حيث أصبح حدثًا طموحًا كونه أول مهرجان وسوقًا سينمائية متكاملة فى السعودية، وبات أحد المراكز الرئيسية لصناعة السينما فى المنطقة العربية، والترويج لها كمنصة خاصة، بسبب ما يشهده من اتفاقيات على تسويق وتوزيع وصناعة أعمال سينمائية عربية جديدة.

وشهدت الدورة الرابعة من المهرجان حالة زخم سينمائى كبير بعد عودته لمنطقة جدة التاريخية.

ويقول كليم أفتاب، رئيس قسم البرمجة الدولية فى المهرجان: إن الوطن هو الموضوع المناسب لدورة هذا العام؛ حيث يعمل المهرجان بشكل متزايد كمنصة رئيسية للسينما الإفريقية والعربية والآسيوية، وأصبح تأثيره الآن طوال العام من خلال عمل مؤسسة البحر الأحمر السينمائى.

وأوضح: «نحن نركز على ما يمكننا تحقيقه كمؤسسة وليس فقط كمهرجان»، مضيفًا أن 11 من أصل 122 فيلمًا عرضت فى نسخة هذا العام تم تطويرها داخل منظومة البحر الأحمر، بما فى ذلك فيلم الافتتاح «ضى»، وهو إنتاج مشترك سعودى مصرى.

ويؤكد أفتاب، أن المهرجان يحظى بمكانة خاصة على رادار صناع الأفلام الدوليين، مما جعل استضافة العرض الأول لفيلم «نابولى ــ نيويورك» لجابرييل سالفاتوريس، استنادًا إلى سيناريو فيديريكو فيلينى، وكذلك عرض أفلام مثل فيلم الإثارة الديستوبى «40 فدانًا» للمخرج RT Thorne، والذى كان عرضه العالمى الأول فى تورنتو، وفيلم «Familiar Touch» أو لمسة مألوفة لسارة فريدلاند، والذى فاز بثلاث جوائز فى فينيسيا، والذى تم صنعه بالتعاون مع المقيمين والعاملين فى مجال الرعاية فى دار رعاية المسنين فى لوس أنجلوس، راصدًا تجربة الخرف من وجهة نظر هذه المرأة المسنة «الممثلة المسرحية البالغة من العمر 79 عامًا كاثلين شالفانت»، يأخذها ابنها، الذى تخطئه فى اعتباره موعدًا، إلى دار الرعاية التى تعتقد أنها بار فندق. بعد أن كانت طاهية محترفة، تتولى المطبخ فى الصباح، ثم تهرب للذهاب إلى كشك المنتجات، وهى أجزاء من الواقع لا تزال قادرة على استيعابها. انتصارها هو العثور على الحياة التى تستحق العيش حيث هى، كما هى. احتفال بالعقل البشرى، بكل تعقيداته.

وفيلم «Black Dog» كلب أسود للمخرج جوان هو، والذى فاز بجائزة نظرة خاصة بمهرجان كان السينمائى.

وتابع: «تقليديا، كانت الأفلام الضخمة تأتى من الهند ومصر وهوليوود، ومن كوريا، من خلال موسيقى البوب الكورية، وتمكنا من جذب اهتمام الجمهور بأفلام مختلفة، مثل الأفلام النيجيرية «طريق الحرية»، و«أسطورة الملكة المتشردة فى لاجوس»، أو الفيلم الوثائقى المكسيكى «حالة الصمت»؛ حيث أمكننا فتح فرص جديدة للجمهور وصناع الأفلام».

وعندما سُئل أفتاب عما إذا كانت الرقابة تشكل مشكلة فى اختياره للأفلام، أوضح: «لم أطلب قط من أى مخرج حذف جزء من أفلامه فى البرنامج الدولى، أحاول دائمًا اختيار أفلام تتجاوز الحدود، ولكننا نريد أيضًا أن نكون جسرًا بين الثقافات، أتخذ خياراتى بناءً على ما أشعر أنه سيثير حماس الجمهور، بشكل عام، أنا مهتم بعرض الأفلام التى يمكن أن تُعرض أيضًا فى الدوائر التجارية، لكن هذا لا يحد من اختياراتى أبدًا للمشاركة فى الاختيار الرسمى، واستشهد بأمثلة مثل فيلم «لقتل حصان منغولى» من إخراج شياوشوان جيانج الفائز بجائزة أفضل مساهمة فنية، الذى يثير قضايا النزاعات الحدودية بين منغوليا والصين.

كما استشهد بالفيلم الإيرانى «السادسة صباحًا» إخراج مِهران موديرى، الذى يتناول مسألة سيطرة حكم فاشٍ، والفيلم الصينى «صديقى آن ديلى» الذى يدور حول التعامل مع الصدمات، والدراما الاجتماعية البنجلاديشية «سابا» حول حقوق المرأة، وفيلم الرأس الأخضر «هانامى» الذى يدور حول إغراءات الهجرة.

واستطرد: «بالنسبة لى، فإن الفيلم الذى يجسد تمامًا الفروق الدقيقة المرتبطة باختيار هذا العام هو الفيلم الأفغانى «أغنية سيما» للمخرجة رويا سادات، كما يوضح. «لأنه يقول إن حقوق المرأة ربما تطورت بشكل أكبر فى ظل النظام الروسى، وأن التدخل الجيوسياسى الأمريكى أدى فى الواقع إلى تراجع حقوقها».

ويرى أفتاب أن الأفلام من إفريقيا وآسيا والعالم العربى تشكل مجالات رئيسية محتملة لنمو السينما، سواء من حيث النجاح فى المهرجانات أو شباك التذاكر.

واختتم: «أشعر أن بعض الأعمال التى يقوم بها البحر الأحمر، وخاصة فى إفريقيا، وما نتطلع إلى القيام به فى آسيا، يوفر منصة للأصوات التى ستقدم نظرة بديلة للعالم، وأعتقد أن هذا سوف يصبح أكثر إثارة للاهتمام مع مرور السنين».

وفيما يخص اختيارات المهرجان لهذا العام، فإن ما يقرب من نصف الأفلام إما عروض عالمية أو دولية أولى من 80 دولة، حيث تشمل هذه الدول دولة الرأس الأخضر الواقعة فى غرب إفريقيا، والتى يمثلها فيلم الواقعية السحرية «هانامى» للمخرجة دينيس فرنانديز، وبنجلاديش مع فيلم «سابا» للمخرج مقصود حسين، والذى يدور حول امرأة شابة هى الراعى الوحيد لأمها المصابة بالشلل النصفى فى دكا.

وضمت الأفلام الستة عشر التى عرضت إقليميا فى مسابقة البحر الأحمر فيلم «إلى أرض مجهولة» للمخرج الدنماركى الفلسطينى مهدى فليفل، والذى عُرض فى أسبوعى المخرجين فى كان، الفائز بجائزة اليسر الفضية كأفضل فيلم وفاز بطله محمود بكرى على جائزة أفضل ممثل.

وفيلم «الطريق الأحمر» للمخرج التونسى لطفى عاشور، والذى يصور نفسية مجروحة لراعى شاب، وفيلم «عائشة» للمخرج التونسى مهدى برصاوى، والدراما الساخرة الجريئة «صيفى» التى تتناول خطبًا دينية محظورة من إخراج وائل أبو منصور.

وتشكل الأفلام من المملكة العربية السعودية نمطًا جديدًا بمهرجان البحر الأحمر، والتى تضم خمسة أفلام عرضت لأول مرة عالميًا، واستكشفت التغيرات المجتمعية فى المملكة.

ومن الأمثلة على ذلك فيلم «هوبال»، الدراما الرمزية الجديدة للمخرج السعودى عبد العزيز الشلاحى الفائز بجائزة الجمهور، ويتتبع الفيلم عائلة بدوية أجبر أفرادها من قبل رب الأسرة على العيش فى عزلة فى الصحراء بسبب الخوف من مرض معدٍ خلال تسعينيات القرن العشرين عندما بدأت السعودية فى الانفتاح على العالم الخارجى.

ومن بين الأعمال الدرامية الاجتماعية السعودية الأخرى فى هذا القسم «سائقى وأنا»، وهو أول عمل للمخرجة السعودية عهد كامل التى تدربت فى نيويورك.
ويحكى الفيلم قصة سلمى - فتاة سعودية شابة ومتميزة ومتمردة - وسائقها الإفريقى قمر، الذى ترك عائلته وانتقل إلى جدة لكسب لقمة العيش.

فيما تدور أحداث الفيلم فى ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، ويرى «سائقى وأنا» أن الاثنين «يشكلان صداقة غير متوقعة يتم اختبارها عندما تبدأ فى قيادة السيارة» أوائل التسعينيات، فتتوالى سلسلة من الأحداث التى تهز أساس الأسرة ويجدونها فى صراع بين الحياة والموت.
كما أن هناك أيضًا الساخر الاجتماعى «ليل نهار»، من إخراج المخرج عبد العزيز المزينى.

وفيلم الدراما الكوميدية «الصف الأمامى» للمخرج الجزائرى مرزاق علواش، والذى يدور حول نزاع يندلع بين الأمهات اللائى يتنافسن على أفضل مكان على الشاطئ؛ وفيلم «عبده وسنية» للمخرج المصرى عمر بكرى، وهو فيلم صامت بالأبيض والأسود عن زوجين مصريين يهاجران إلى مدينة نيويورك بحثًا عن علاج للعقم دون أن يكون لديهما أى فكرة عن الحياة الأمريكية الحديثة.

من جهتها، صرحت شيڤانى بانديا مالهوترا، المديرة الإدارية لمؤسسة البحر الأحمر السينمائية المنظمة للحدث، بأن المهرجان كان من المفترض دائمًا أن يقام فى منطقة جدة التاريخية، وقد فعل ذلك فى نسخته الافتتاحية، ولكن فقط كهيكل مؤقت، بينما تم تشييد ساحة ثقافية، كما تُعرف بها خمس دور سينما وقاعة كبيرة تستضيف عروضًا متتالية من الصباح الباكر إلى وقت متأخر من الليل.

وتضيف مالهوترا: «سيوفر المكان الجديد فهمًا أفضل لما يريده الجمهور السعودى بعد سبع سنوات من رفع الحظر الدينى على السينما حسبما ذكرت لـ«فارايتى»».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك