يشير خبراء الصحة النفسية إلى أن ما يُعرف بـ"اكتئاب الأعياد" يعد ظاهرة شائعة تؤثر على الكثيرين خلال موسم الاحتفالات.
ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها التوتر الناتج عن العلاقات الأسرية، الضغوط المالية، والقلق المتزايد حيال متطلبات الأعياد.
وتقول شيلاج ميرجين، طبيبة نفسية من مركز UW Health بولاية ويسكونسن، لوكالة أسوشيتد برس، إن الأعياد قد تكون أكثر تحديًا لبعض الأشخاص في سنوات معينة مقارنة بالماضي، وتؤكد أهمية إدراك أن هذه المشاعر شائعة وأن الآخرين يواجهون تحديات مماثلة.
-التعامل مع توتر العلاقات الأسرية
تعد التجمعات العائلية جزءًا لا مفر منه خلال الأعياد، لكنها قد تكون مصدرًا للضغط، خاصة في ظل الخلافات السياسية أو الشخصية، وتنصح ميرجين بتحديد حدود واضحة مسبقًا بشأن نوع التفاعل ومدته.
وإذا ظهرت محادثات غير مريحة، يمكن استخدام عبارات مختصرة مثل: "أفضل ألا أناقش السياسة خلال الأعياد." كما تشجع على أخذ فترات راحة أثناء اللقاءات، كالمشي أو القيام بمهمات بسيطة.
-التغلب على الوحدة والحزن
الأعياد قد تزيد من الشعور بالعزلة، خاصة لدى من يعيشون بعيدًا عن عائلاتهم أو فقدوا أشخاصًا أعزاء، وتنصح ميرجين بالبحث عن طرق للتواصل، مثل مكالمات الفيديو أو التطوع المجتمعي، مشيرة إلى أن العطاء يُعد وسيلة فعّالة لتحسين الصحة النفسية.
أما بالنسبة لمن يواجهون الحزن بسبب فقدان أحبائهم، توصي الدكتورة إلين لي، أخصائية الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، بالاحتفاء بذكراهم من خلال زيارة قبورهم أو القيام بنشاطات كانوا يحبونها، مع السماح للنفس بالتعبير عن الحزن بدلاً من كتمانه.
-إدارة الضغوط المالية
الهدايا والتجهيزات الخاصة بالأعياد يمكن أن تسبب ضغوطًا مالية كبيرة، وتنصح ميرجين باللجوء إلى أساليب بسيطة لتخفيف التوتر، مثل مشاهدة الأفلام أو ممارسة الأنشطة المفضلة، ومع ذلك، إذا تصاعدت الضغوط لدرجة التأثير على القدرة على العمل أو العيش بشكل طبيعي، يجب استشارة مختصين نفسيين. وتشير إلى أن الاتصال بالخط الساخن 988 يوفر مساعدة فورية في حالات الطوارئ النفسية.
-توقعات واقعية للأعياد
يشدد الخبراء على ضرورة تبسيط التوقعات بشأن الأعياد وتجنب محاولة تحقيق صورة مثالية كما تُصورها الأفلام.
تنصح لي بالتركيز على الأمور الأهم، سواء كان ذلك قضاء وقت مع العائلة أو الاستمتاع بوجبة مميزة، مشيرة إلى أن الاحتفال البسيط قد يكون كافيًا لتحقيق السعادة.
وتختتم لي حديثها بسؤال مفتوح: "ما هو الجزء الأفضل في الأعياد بالنسبة لك؟" وتؤكد أن الإجابة غالبًا لا تكمن في الهدايا أو الزينة، بل في اللحظات الصغيرة التي تجلب السعادة والراحة.