مع زيارة الرئيس السيسي لمدريد.. كيف ساندت إسبانيا القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب في غزة؟ - بوابة الشروق
الجمعة 21 فبراير 2025 8:54 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مع زيارة الرئيس السيسي لمدريد.. كيف ساندت إسبانيا القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب في غزة؟

محمد حسين
نشر في: الثلاثاء 18 فبراير 2025 - 1:31 م | آخر تحديث: الأربعاء 19 فبراير 2025 - 11:52 ص

يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى العاصمة الإسبانية مدريد في زيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا، وذلك في إطار تعزيز التعاون المشترك وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي في وقت تتصدر فيه مواقف صد ورفض مخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتصفية قضيتهم وإهدار حقوقهم التاريخية والإنسانية، المشهد العالمي.

وتشترك إسبانيا مع مصر في تبني الموقف الرافض للتهجير؛ حيث عبر عنه رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بتأكيده على رفض بلاده لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددًا على أن إسبانيا لن تسمح بتنفيذه.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في بداية الأسبوع الجاري، في فعالية لحزب "العمال الاشتراكي" بمدينة سان سباستيان شمالي إسبانيا، حيث دعا إلى احترام القانون الدولي في غزة، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم.

وأكد سانشيز، ضرورة تمكين الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش في أجواء يسودها السلام والانسجام والأمان، مشيرًا إلى أن "أي عملية عقارية لن تكون قادرة على إخفاء الفظائع والجرائم ضد الإنسانية التي شهدتها غزة خلال السنوات الأخيرة".

ومنذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023، أخذت إسبانيا مسارا داعما للقضية والحق الفلسطيني واتضح ذلك من مواقف متعددة نستعرضها في التقرير التالي:

- الاعتراف بفلسطين

وخلال العدوان الأخير، بدأت إسبانيا بقيادة رئيس وزرائها بيدرو سانشيز، اتخاذ خطوات عملية لدعم القضية الفلسطينية، مُعززةً جهودها للاعتراف الدولي بدولة فلسطين؛ وخلال زيارته لمعبر رفح في 24 نوفمبر 2023، برفقة نظيره البلجيكي الذي تترأس بلاده مجلس الاتحاد الأوروبي، دعا سانشيز إلى اعتراف المجتمع الدولي، بما في ذلك إسرائيل، بدولة فلسطين.

كما أدان بشدة استهداف المدنيين في قطاع غزة، واصفًا ذلك بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، مؤكدًا ضرورة تبني إسرائيل "نهجًا شاملًا" لحل النزاع، يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وأثارت هذه التصريحات غضب الاحتلال الإسرائيلي، الذي استدعى على إثرها السفير الإسباني، في مؤشر على تصاعد الخلافات الدبلوماسية بين البلدين.

في إطار جهوده لحشد الدعم الأوروبي، عمل سانشيز على دفع الدول الأوروبية نحو الاعتراف الجماعي بفلسطين؛ ففي أبريل 2024، زار أيرلندا والنرويج، وأسفرت الزيارة عن توقيع إعلان مشترك مع النرويج، التي تُعد إحدى القوى الفاعلة تاريخيًا في تسوية الصراع، حيث أعربت الدولتان عن "استعدادهما" للاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الذي يسهم ذلك في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتوجت تلك التحركات في 28 مايو 2024، أعلنت إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة، ففي كملة ألقاها رئيس الوزراء الإسباني بمدريد، أعلن أن اعتماد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتماشى مع القرارات الأممية وغير موجه ضد أي طرف، قائلا إن اعتراف بلاده بدولة فلسطينية مستقلة خطوة تاريخية تتيح للفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق السلام.

وأضاف أن إسبانيا لن تعترف بأي تغيير لحدود عام 1967 دون اتفاق الإسرائيليين والفلسطينيين على ذلك، مشددا على أن المسار الوحيد للسلام هو حل الدولتين.

ودعا رئيس الوزراء الإسباني إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في القطاع، ذاكرا أن الأولوية الآن هي وضع حد للأزمة غير المسبوقة في غزة، داعيا إلى فتح المعابر.

وردا على تصريحات سانشيز، قال وزير الخارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن رئيس وزراء إسبانيا "متواطئ في التحريض على قتل الشعب اليهودي باعترافه بدولة فلسطينية".

من جهتها، قالت يولاندا دياز، نائبة رئيس الوزراء الإسباني، إن المهم الآن وقف إطلاق النار في غزة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب ووقف الإبادة الجماعية.

- من النهر إلى البحر

وبعد نحو أسبوع من خطوة الاعتراف الرسمي، قالت يولاندا دياز، نائبة رئيس الوزراء الإسباني، إن تحرك بلادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية مجرد بداية، مردفة: "فلسطين ستكون حرة من النهر إلى البحر"، ليعتبر الاحتلال ذلك التصريح هو دعوة مباشرة لإزالة إسرائيل.

- مدرجات الملاعب: فلسطين حرة

ورفعت الجماهير في مدرجات الملاعب الإسبانية شعرات مساندة للشعب والقضية الفلسطينية، حيث أطلقت جماهير فريق برشلونة الإسباني هتافات مؤيدة لفلسطين خلال مباراة في الدوري الأوروبي لكرة السلة كان أحد طرفيها فريقًا إسرائيليًا. وتغلب برشلونة على مكابي تل أبيب بنتيجة 100 - 71، فيما هتفت جماهير النادي الكتالوني "الحرية لفلسطين"، مطالبين بوضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب يوميًا في حق الشعب الفلسطيني.

سلطت صحيفة "بينتي مينوتوس" الإسبانية الضوء على الدعم الذي قدمته جماهير نادي أوساسونا للفلسطينيين وقطاع غزة، خلال مباراة فريقهم أمام غرناطة في افتتاح الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.

وأظهرت جماهير أوساسونا تضامنها مع الشعب الفلسطيني من خلال رفع الأعلام الفلسطينية في مدرجات ملعب "أل سادار"، تعبيرًا عن دعمهم لضحايا العدوان الإسرائيلي. واعتبرت الصحيفة هذه المبادرة شكلاً من أشكال المساندة لأهالي غزة في مواجهة القصف والغارات التي يشنها جيش الاحتلال.

- السبعينات.. استقبال عرفات وغضب الجاليات اليهودية

ويمتد الدعم الإسباني لما يقارب النصف قرن؛ في انتخابات عام 1977، انتهج رئيس الحكومة الإسبانية أدولفو سواريث سياسة خارجية تدعم حقوق الشعوب، حيث دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 وأيّد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وفي 13 سبتمبر 1979، أصبح سواريث أول رئيس حكومة أوروبي يستقبل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، رغم بعض الاعتراضات من الجاليات اليهودية في مدريد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك