لم يكن عبدالرازق إسماعيل، الشهير بـ"عبده"، صاحب الـ27 عاماً، يعلم أن يوم عمل عادي سيكون الأخير له، وأن شهامته سيدفع ثمنها حياته، بعدما تدخل لفض مشادة بين سيدة وسائق ميكروباص بأحد المواقف في التجمع الخامس.
وقال محمد ابن عم المجني عليه لـ"الشروق": "اليوم كان عادي، عبده صلى معانا الجمعة وبعدها خرج راح الشغل بتاعه كمشرف نظافة في شركة تسويق عقاري بمنطقة التجمع".
وأضاف: " عبدالرازق كان راجع من شغله وعدي على أحد المواقف للركوب والعودة إلى منزله في المعادي، وأثناء انتظاره حدثت مشادة كلامية بين سيدة وسائق ميكروباص حول أولوية الركوب، وتطور الأمر بينهما إلى مضايقات وتحـرش من جانب السائق".
وتابع: "تدخل عبده لفض الخلاف وعاتب السائق، الذي لم لم يتقبل الأمر، واتخانق معه هو وثلاثة أشخاص آخرين، وتطور الأمر إلى اعتداء عنيف من جانب السائق ومن معه، وضربوه بمفك في أذنه من الخلف، و بعصا كوريك على رأسه، ما أدى إلى وفاته في الحال".
وأوضح محمد: " أن الشقيق الأصغر للمجني عليه تلقي مكالمة من أحد الأشخاص يخبره أن عبده تعرض لحادث وتم نقله إلى المستشفى، ولم وصلنا المستشفى اكتشفنا أنه مات".
كما أشار أنه لم يمضي على زواج عبده عاماً، ولديه طفله رضيعة تدعى "تالا" لم يتجاوز عمرها شهراً، مضيفاً أن أسرته تعيش في حالة صدمة بعد الحادث، مطالباً بالقصاص لنجل عمه من المتهمين.
وكان قاضي المعارضات بالقاهرة الجديدة، قرر تجديد حبس سائق ميكروباص 15 يومًا على ذمة التحقيقات في اتهامه بقتل شاب بأداة حادة "مفك".
وكشفت التحقيقات الأولية، أن مشادة كلامية نشبت بين المجني عليه وسائق ميكروباص بسبب تعدي الأخير على سيدة لفظيًا بعد رفضه طلبها بالعودة للخلف أثناء نزولها.
وتابعت التحقيقات، أن الضحية تدخل للدفاع عن السيدة، فتطورت المشادة لمشاجرة أسفرت عن مقتل الشاب متأثرًا بإصابته بطعنة نافذة في الرقبة بأداة حادة "مفك"، بينما أُصيب المتهم بجرح قطعي في الرأس.
وكانت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة، قد تلقت بلاغًا من أحد الأهالي يفيد بنشوب مشاجرة بين شاب وسائق ميكروباص ووجود مصاب ومتوفي.
وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وفاة المجني إثر إصابته بطعنة نافذة، وتم ضبط المتهم والسلاح المستخدم "مفك"، وبمواجهته أقر بارتكابه للواقعة.