أكد الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن الدولة المصرية لم تتوقف يومًا عن أداء دورها المحوري في القضية الفلسطينية، رغم تعقيد الصراع في المنطقة وتشابك مصالح الأطراف المختلفة، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة كان فاضحًا وواضحًا أمام العالم أجمع، وأن القاهرة تعاملت معه منذ لحظاته الأولى بمسؤولية سياسية وإنسانية.
وأوضح رشوان، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن مصر تحركت على مسارين متوازيين، الأول سياسي تمثل في رفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع، والتأكيد المستمر على حل الدولتين كخيار وحيد يضمن الاستقرار في المنطقة، والثاني إنساني من خلال جهود مكثفة لتخفيف المعاناة داخل قطاع غزة وإدخال المساعدات ووقف نزيف الدم.
وأضاف أن القاهرة نجحت مرتين في التوسط لوقف إطلاق النار، الأولى في نوفمبر 2023، والثانية في يناير 2025، لكنها لم تعتبر ذلك نهاية الجهود، بل بداية لمسار دبلوماسي طويل، مشيرًا إلى أن اتفاق شرم الشيخ الذي جاء في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل نقطة تحول مهمة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبيّن رشوان أن هذا الاتفاق يُعد أول اتفاق من نوعه يوقّع بضمان دولي من أربع قوى كبرى هي الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وبحضور أكثر من ثلاثين زعيمًا وقائدًا عالميًا، مما منحه بعدًا إلزاميًا ومعنويًا لم يكن متوفرًا في أي اتفاق سابق. وأوضح أن وجود هذه الأطراف الدولية في عملية الضمان يعكس إدراكًا عالميًا بأن الصراع لم يعد شأنًا إقليميًا فقط، بل قضية تمس استقرار العالم بأسره.
وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن القاهرة لعبت دورًا محوريًا في صياغة بنود الاتفاق وضمان أن تكون القضية الفلسطينية في جوهره، وليس مجرد ملحق تفاوضي، مؤكدًا أن مصر تدرك من خبرتها الطويلة منذ عام 1948 أن إسرائيل كثيرًا ما خرقت الاتفاقات السابقة، ولذلك تواصل جهودها السياسية والإنسانية لضمان التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق وعدم الالتفاف عليها.
واختتم رشوان تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستظل ثابتة في موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية المشروعة، مؤمنة بأن السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وبضمان أمن كل شعوب المنطقة.