أكد الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن اتفاق شرم الشيخ تضمّن بنودًا غير مسبوقة، أبرزها منع تهجير الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال، حتى الطوعي منها، والنص الصريح على حق العودة للفلسطينيين المهجرين منذ عام 1948، إضافة إلى التأكيد على رفض ضم أو احتلال قطاع غزة مستقبلًا.
وأوضح رشوان، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الاتفاق أقر كذلك مبدأ الإسناد المجتمعي لإدارة غزة بعيدًا عن الفصائل المسلحة، تمهيدًا لتقرير المصير الفلسطيني وتأسيس الدولة المستقلة في المستقبل.
وأضاف أن هذه البنود تمثل اختراقًا سياسيًا حقيقيًا، إذ لم تكن أي حكومة إسرائيلية، وخاصة حكومة نتنياهو، تقبل سابقًا بالتوقيع على اتفاق يتضمن مثل هذه النقاط. وأشار إلى أن ملف سلاح حماس ما يزال من أكثر القضايا حساسية، موضحًا أن إسرائيل تطالب بنزعه بالكامل، فيما تصر الحركة على اعتباره حقًا شرعيًا للمقاومة.
وكشف رشوان عن اقتراح مطروح يقضي بتجميد سلاح حماس لمدة عشر سنوات خلال هدنة طويلة بدلاً من نزعه، باعتباره حلًا وسطًا يضمن التهدئة والاستقرار المؤقت، ويمهد لمرحلة جديدة من التفاوض والبناء السياسي داخل غزة.
وفي سياق متصل، انتقد رشوان ازدواجية المعايير في ملف تبادل رفات الشهداء والأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدًا أن المقاومة التزمت بتسليم نحو 28 رفاتًا لجنود إسرائيليين وفق الاتفاق، بينما لم تسلم إسرائيل سوى قرابة 125 جثمانًا فقط من أصل أكثر من 400 شهيد فلسطيني ملزمة بإعادتهم.
وقال رشوان مستنكرًا: "لماذا تثور كل هذه الضجة حول جثامين الإسرائيليين، بينما لا نسمع كلمة واحدة عن التزام إسرائيل بتسليم رفات الفلسطينيين؟ هل أصبحت الرفات تُقاس بالقيمة؟"، مؤكدًا أن هذا السلوك يضرب القيم الإنسانية في جوهرها، ويجسد ازدواجية واضحة في المعايير تجاه القضية الفلسطينية.