مشوهة وبلا أسماء.. كيف يتعرف الطب الشرعي بغزة على جثث الأسرى؟ - بوابة الشروق
الأحد 19 أكتوبر 2025 12:07 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

مشوهة وبلا أسماء.. كيف يتعرف الطب الشرعي بغزة على جثث الأسرى؟

غزة - الأناضول
نشر في: السبت 18 أكتوبر 2025 - 9:37 م | آخر تحديث: السبت 18 أكتوبر 2025 - 9:37 م

- الجثامين تصل مجهولة الهوية فيما تبذل السلطات الصحية بغزة جهودا مضنية للتعرف عليها يدويا عبر الفحص الظاهري، واستدعاء عائلات المفقودين لمطابقة العلامات الخارجية مثل ملامح الوجه والطول والبنية وآثار الإصابات وأحيانا بقايا الملابس
- لتسهيل التعرف على الجثامين أطلقت وزارة الصحة رابطا إلكترونيا يتضمن صورا منتقاة "تراعي كرامة المتوفى ولا تمس خصوصيته" بهدف منح الأهالي فرصة التعرف على ذويهم عن بُعد قبل انتقالهم إلى المستشفيات

 

بأدوات بدائية وإمكانات محدودة ونقص حاد بالتجهيزات، تعمل طواقم الطب الشرعي بقطاع غزة على فحص جثامين عشرات الفلسطينيين والتعرف عليهم، بعدما تسلمتهم وزارة الصحة من إسرائيل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر دون أسماء.

هذه الجثامين تصل مجهولة الهوية، فيما تبذل السلطات الصحية بغزة جهودا مضنية للتعرف عليها يدويا عبر الفحص الظاهري، واستدعاء عائلات المفقودين لمطابقة العلامات الخارجية كملامح الوجه، والطول والبنية، وآثار الإصابات، وبقايا الملابس إن وجدت.

ومنذ الثلاثاء، تسلمت وزارة الصحة في قطاع غزة، على 4 دفعات، نحو 135 جثمانا كان آخرهم السبت، بواقع 15 جثمانا، وذلك بموجب صفقة التبادل.

وتأتي صفقة التبادل ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري.

** وسائل يدوية بدائية

ولتسهيل التعرف على الجثامين، أطلقت وزارة الصحة رابطا إلكترونيا يتضمن صورا منتقاة "تراعي كرامة المتوفى ولا تمس خصوصيته"، بهدف منح الأهالي فرصة التعرف على ذويهم عن بُعد قبل انتقالهم إلى المستشفيات.

داخل مستشفى ناصر الطبي في خان يونس جنوبي القطاع، عرضت الوزارة جثمانا أمام الطواقم الطبية ووسائل الإعلام، وقد بدت عليه آثار تعذيب.

وقال رئيس إدارة جثامين الشهداء بوزارة الصحة في غزة أحمد ضهير، إن هذا الجثمان بدت عليه آثار "تقييد من الخلف عند منطقتي الكاحل والمعصم، مع كدمات واضحة وقطع في الإصبع الأيسر"، مشيرا إلى أن "بعض الجثث وصلت عارية تماما من الملابس".

على طاولة فحص، كان الجثمان مسجى "وعليه آثار تقييد واضحة وتقشر في الجلد في مواضع الربط، مع كدمات متعددة في أنحاء الجسد، ما يوحي بتعرض صاحبه لضغط أو تعذيب قبل الوفاة"، حسب الطبيب.

وخلال الفحص الذي واكبه مراسل الأناضول، لاحظ الأطباء وجود رباطين مشدودين بقوة حول العينين، وضعا على ما يبدو لمنع الأسير من الرؤية أثناء الاحتجاز، وفق ما تم وصفه وظهر بالمقطع المصور.

وكان الرباطان مشدودين بعنف لدرجة تركت أثرا عميقا على الوجه، وضغطا واضحا على عظام الحاجبين والوجنتين، حيث اضطر أحد أفراد الطاقم إلى استخدام مقص لفك الرباط بعد أن تعذر إزالته باليد بسبب شدة إحكامه، بحسب المصدر ذاته.

وأوضح ضهير خلال الفحص البدائي، أن "الفحص لا يتجاوز المشاهدة الخارجية والتصوير بسبب تجمد الجثامين ونقص الإمكانيات الفنية للتشريح الجراحي".

** جثامين بلا أسماء

وفي مؤتمر صحفي عقب عرض الجثة، قال ضهير: "وصلتنا 135 جثة على 4 دفعات ضمن صفقة التبادل".

وأضاف أن الطواقم "اكتفت بالفحص الظاهري والتوثيق الفوتوغرافي بسبب غياب القدرة الفنية على التشريح نتيجة تجمد الجثث وقلة الثلاجات المخصصة للحفظ".

وأشار إلى أن الوزارة رفعت صور الجثامين على رابط إلكتروني مخصص ليتعرف الأهالي على ذويهم.

ضهير جدد تأكيد الوزارة أن إسرائيل لم تسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر قوائم بأسماء أو هويات الجثامين، باستثناء 6 أسماء فقط تبين خطأ أحدها.

ولفت إلى أن "هناك جثثا وصلت عليها آثار إطلاق نار في الصدر والرأس، وأخرى تحمل شظايا وكسورا في الجمجمة والأطراف"، إضافة إلى حالات متحللة وأخرى متجمدة "ما يعقد عملية الفحص والتوثيق".

ووفق المتحدث، فإن طاقم الطب الشرعي المكون من 16 شخصا فقط يعملون دون توفر مختبرات DNA أو أجهزة فحص متقدمة، مؤكدا أن إسرائيل أرسلت نتائج فحوصات وراثية لـ90 جثة، لكن الوزارة عاجزة عن تأكيدها لغياب المختبرات اللازمة.

ضهير أشار إلى أنه "بسبب عدم توفر ثلاجات كافية، سيتم خلال أيام دفن الجثامين في مقابر المجهولين مع الاحتفاظ بالصور تحسبا لأي عملية توثيق أو مطابقة مستقبلية".

وفي إطار اتفاق وقف إطلاق النار، أفرجت حماس منذ الاثنين الماضي، عن 20 أسيرا إسرائيليا حيا، كما سلمت جثامين 11 من بين 28 معظمهم إسرائيليون، وقالت إنها تحتاج وقتا ومعدات متطورة وآليات ثقيلة لإخراج بقية الجثامين.

فيما تقول إسرائيل إن العدد المتبقي 18، إذ ادعت الأربعاء أن إحدى الجثث المتسلمة لا تتطابق مع أي من أسراها، كما تقول إن بين الجثامين العائدة جثة لمواطن نيبالي.

ووفق إفادة سابقة لهيئة البث العبرية، تسلم تل أبيب مقابل كل جثة إسرائيلي تتسلمها 15 جثمانا فلسطينيا.

ويأتي اتفاق وقف النار في إطار خطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقوم إلى جانب وقف الحرب، على انسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع سلاح "حماس".

وارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بدعم أمريكي، خلفت 68 ألفا و116 شهيدا، و170 ألفا و200 جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك