لا إثبات على تمويل واشنطن لسد النهضة لكن دورها في المشروع معروف
أديس أبابا قدمت دراسة في 2010 لإنشاء 4 سدود ورفضناها وطالبنا الجهات المانحة بوقف التمويل
قال وزير الري الأسبق، الدكتور محمد نصر علام، إن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمويل بلاده سد النهضة الإثيوبي "لا إثبات عليه"، وإن كان دور واشنطن في المشروع معروف.
وقال علام، في تصريحات لـ«الشروق»، إن مكتب استصلاح الأراضي الأمريكي أعد دراسات بين عامي 1956 و1964 لسلسة سدود على النيل الأزرق في إثيوبيا للسيطرة على النهر وإفشال السد العالي، نكاية في الرئيس جمال عبد الناصر والدعم الروسي للمشرع.
ونوّه بأن سد النهضة في الدراسات الأمريكية كان مخططا بسعة 9 مليارات متر مكعب ثم أصبح 14 مليارًا، ثم أعلنت إثيوبيا بشكل مفاجئ عن سد بسعة 74 مليار متر مكعب.
وأضاف أن إثيوبيا قدمت إلى مصر عبر مبادرة حوض النيل عام 2010، وقت توليه الوزارة، دراسة لإنشاء 4 سدود بسعة إجمالي 150 مليار متر مكعب.
وتابع: شكلنا فريقا استشاريا من هندسة القاهرة ووزارة الري، وأجرينا دراسات حول مخطط السدود الإثيوبية، وانتهت إلى أن تأثيرها مدمر، وعرضنا الأمر على الرئيس حسني مبارك، الذي بعث وفدًا من وزارتي الخارجية والري لجميع الدول والجهات المانحة في العالم لوقف التمويل.
وأضاف علام أن الولايات المتحدة شاركت في دراسات سد النهضة وهو أمر معروف، فهل ساعدت لاحقًا في إنشاؤه؟ وأجاب: "بالطبع".
وقال وزير الري الأسبق إن إثيوبيا أعلنت اعتمادها في تمويل السد على التبرعات الشعبية، والصكوك والقروض، وهي تكلفة كبرى وصعبة على بلد مثل إثيوبيا، في ظل وضعها الأمني المهدد باستمرار.
وأشار إلى أن أديس أبابا أعلنت مؤخرا تشغيل 5 توربينات لتوليد الكهرباء، لكن هل تعمل بشكل صحيح؟، مضيفا أن "إثيوبيا ترى دخول التوربينات ليس في صالحها لعدم تمرير المياه إلى مصر".
ويعتقد أن إثيوبيا لا ترغب في التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة، قائلًا: في البداية كان التفاوض على قواعد الملء والتشغيل، وانتهت من الملء، ويبقى التشغيل وإعادة الملء، وهما مهمان بالطبع.
وتابع: دعونا للتفاوض على اتفاقية قانونية ملزمة فرفضوا بحجة أن "السد بتاعنا والمياه بتاعتنا"، ولا يعترفون كذلك بالحصص المائية لمصر والسودان، والمنصوص عليها في اتفاقيات تاريخية وقعت عليها إثيوبيا نفسها.
وفي ديسمبر 2023، أعلنت مصر انتهاء مفاوضات سد النهضة دون التوصل لأي نتائج، مضيفة أنها ستراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل السد.
وأكدت القاهرة، حينها، احتفاظها بحقها المكفول بموجب المواثيق والاتفاقيات الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للضرر.
وكان ترامب قد أشار في تدوينة أمس على منصة "تروث سوشيال" إلى أحقيته في نيل جائزة نوبل للسلام، مستعرضًا جهوده في عدة ملفات، منها الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا.
وأشار إلى أن سد النهضة الضخم الذي بنته إثيوبيا بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل.