شهدت مدينة بوسطن الأمريكية، يوم الخميس الماضي، الحفل السنوي الخامس والثلاثين لجوائز "إيج نوبل" (Ig Nobel)، أبرز الجوائز العلمية في العالم، والتي تمنح للأبحاث التي تجعل الناس يضحكون أولا ثم يفكرون، وكان محور الجوائز هذا العام هو الهضم، بحضور نحو 1000 متفرج.
- معلومات عن الجائزة
بحسب موقع "Research Horizons"، ومنذ عام 1991، تحتفي جوائز "إيج نوبل" بالأبحاث العلمية غير التقليدية التي تثير الضحك أولا ثم تدفع إلى التفكير، وقد ابتكرها الكاتب والباحث الأمريكي مارك أبراهامز محرر مجلة حوليات الأبحاث غير المحتملة.
ومع مرور السنوات، أصبحت هذه الجوائز من أبرز الفعاليات العلمية الساخرة في العالم، وتُقام مراسمها سنويًا بمدينة بوسطن الأمريكية، داخل متحف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بحضور حشد من الباحثين والجمهور، وأحيانًا بعض الحاصلين على جوائز نوبل الحقيقية.
والهدف منها ليس السخرية من العلم، بل تقديم طريقة مرحة لتسليط الضوء على غرائب البحث العلمي، وتشجيع الفضول العلمي.
- بيتزا للسحالي
بحسب وكالة "الأسوشيتد برس"، نال فريق من نيجيريا وتوجو وإيطاليا وفرنسا، جائزة التغذية، عن دراسة طريفة حول ما إذا كانت بعض السحالي تفضل أنواعًا معينة من البيتزا.
- ثوم في الحليب
فازت جولي مينيلا عالمة النفس الحيوي في مركز مونيل للحواس الكيميائية بفيلادلفيا، بجائزة طب الأطفال؛ لاكتشافها أن مشاعر الرضيع تتأثر عندما تتناول أمه الثوم أثناء الحمل والرضاعة، وأظهر الأطفال استجابة إيجابية لنكهته.
- صلصة المكرونة المتكتلة
جائزة الكيمياء كانت من نصيب علماء من معهد ماكس بلانك في ألمانيا، كشفوا عن سبب تكتل صلصة المكرونة، في محاولة لفهم هذه الظاهرة الشائعة التي تواجه عشاق الباستا.
- أبقار بخطوط حمار وحشي
أما جائزة البيولوجيا، فذهبت إلى علماء أحياء يابانيين، جربوا طلاء الأبقار بخطوط سوداء وبيضاء شبيهة بالحمار الوحشي، ولاحظوا أن هذه الحيلة تقلل من تجمع الذباب حولها.
- الكحول والخفافيش
في فئة الطيران، فاز فريق دولي من ضمنه فرانسيسكو سانشيز من كولومبيا، بجائزة عن دراسة تأثير الكحول على الخفافيش الثملة، وخلصوا إلى أن الكحول يُضعف مهاراتها في الطيران واستخدام الصدى لتحديد المواقع.
- أظافر وسجلات عمرها عقود
في فرع الأدب، كرم العالم الأمريكي الراحل ويليام بين، بعدما دون بدقة معدل نمو أحد أظافره لمدة 35 عامًا متواصلة، في مثال نادر على الصبر العلمي الممزوج بالطرافة، بحسب مجلة ساينس العلمية.
- الكحول بين الفكاهة واللغات
أما جائزة السلام، فذهبت إلى الباحثين الألمانيين فريتز رينر وجيسيكا فيرتمان؛ لاكتشافهما أن الكحول قد يحسن أحيانًا من القدرة على التحدث باللغات الأجنبية.
وقال رينر، إن الفكرة ولدت خلال جلسة مشروبات في مؤتمر بفيينا، بينما أكدت فيرتمان، أنهما لا يشجعان تعاطي الكحول، بل أرادا إثارة الضحك والتفكير معًا.
- رفوف الأحذية والروائح الكريهة
ذهبت جائزة الهندسة، إلى المصمم الصناعي الهندي فيكاش كومار، عن تصميمه رفوفًا للأحذية تقلل من انبعاث الروائح الكريهة، من خلال دراسة العلاقة بين رائحة الأحذية وتصميم أماكن تخزينها.
- الإطراء والنرجسية
كما فاز عالم النفس البولندي مارسين زاجينكوفسكي، من جامعة وارسو، بجائزة علم النفس؛ لاكتشافه أن إخبار الناس بذكائهم يعزز نرجسيتهم، في دراسة توضح كيف يمكن للكلمات البسيطة أن تُغذي الغرور.
- تفلون والشبع
ومن الجوائز الغريبة أيضًا، جائزة عن بحث يدرس تأثير تناول مادة التفلون على الشعور بالشبع، ضمن محور الهضم لهذا العام.
- غياب يطغى على الضحك في حفل هذا العام
ووفقا للمجلة، رغم روح الدعابة التي تطبع هذه الجوائز عادة، إلا أن نسخة هذا العام افتقدت حضور نحو نصف الفائزين بسبب قيود التأشيرات الأمريكية، وارتفاع تكاليف السفر، والاضطرابات الدولية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والعدوان الإسرائيلي على غزة بين إسرائيل وحماس.
وعبر مارك أبراهامز مؤسس الجائزة، عن أسفه، قائلًا إن الأمر كان مؤلمًا، لكنه قال إن الأولوية تبقى لسلامة الباحثين.
وأعلن خططا لإقامة فعاليات بديلة في لندن وبرلين وطوكيو؛ ليتمكن الفائزون الغائبون من الاحتفال لاحقًا.