يشكل الجلد أهمية كبيرة؛ إذ يعتبر خط الدفاع الأول لأجسامنا ضد الميكروبات والجراثيم والفيروسات المختلفة، وعلى الرغم من ذلك قد يؤدي ضعف مناعة الجسم إلى الإصابة بالكثير من الأمراض الجلدية، والتي يعتبرها الكثير من أبسط المشاكل الصحية مقارنة بغيرها من الأمراض الباطنية، ولكن هل يمكن تخيل أن تؤدي مشكلة جلدية إلى انتحار الشخص؟ التقرير التالي يُجيب عن هذا السؤال، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
* دراسة تربط بين أحد أنواع الإكزيما والانتحار
فحص أطباء الجلد في دراسة بحثية جديدة، قُدمت في مؤتمر الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية في باريس، العلاقة بين الإكزيما التأتبية والأفكار الانتحارية لدى أكثر من 30800 بالغ في 27 دولة.
والإكزيما التأتبية، أو التهاب الجلد التأتبي" Atopic Dermatitis" هي حالة جلدية شائعة تسبب بقعًا في الجلد الجاف والمتشقق والحكة، ومن الممكن أن تسبب بثورًا ونزيفًا أثناء تفاقمها، وتعد أكثر أنواع الإكزيما شيوعًا.
وشملت الدراسة أكثر من 15200 شخص مصاب بالحالة، وقارنوها مع 7968 ممن لم يعانوا من المرض.
وقسم مرضى الإكزيما على أساس توقيت تشخيصهم بالمرض، في الطفولة أو المراهقة أو البلوغ، وطُلب من المشاركين بعد ذلك إكمال استبيان يسجل شدة أعراضهم، وتجربتهم مع الوصمة المرتبطة بالجلد، وما إذا كانوا قد عانوا من أي أفكار انتحارية من قبل.
وأظهرت النتائج أن أكثر من 13% من البالغين المصابين بالمرض أفادوا بوجود أفكار انتحارية لديهم، مقارنة بنحو 8.5 % فقط من البالغين غير المصابين بالإكزيما التأتبية، بغض النظر عن ظهور الأعراض.
ووجد الباحثون أيضًا أن اختلاف الأعراض من المتوسطة إلى الشديدة يلعب دورًا كبيرًا في زيادة خطر الأفكار الانتحارية.
وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم المختلفة، مثل الأرق المختلط ، والذي يعني صعوبة النوم والاستمرار فيه، كانوا أكثر عرضة لخطر هذه الأفكار.
* اضطرابات نفسية مصاحبة للإكزيما التأتبية
لفت البروفيسور توني بيولي، استشاري الأمراض الجلدية في مؤسسة بارتس هيلث التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن إلى أن التهاب الجلد التأتبي يشكل عبئًا نفسيًا واجتماعيًا بالنسبة للمرضى وأسرهم، ويقلل المجتمع من تأثيره السلبي على المصابين.
وأضاف أن البالغين والأطفال يواجهون معظم الوقت الوصمة وفقدان الثقة والتنمر، إلى جانب الحرمان من النوم والحكة الشديدة، مما قد يؤثر سلبًا على أدائهم في المدرسة والعمل، مشيرا إلى أنه في حالات التهاب الجلد التأتبي الشديد، يعاني المرضى غالبًا من الاكتئاب والقلق الأفكار الانتحارية.
ويعاني العديد من المصابين بهذه الحالة من القلق الشديد والاكتئاب، إلى جانب التحديات اليومية للتكيف مع المرض، لذا فإن الشباب، وخاصة ممن تقل أعمارهم عن 30 عاما، كانوا أكثر عرضة للأفكار الانتحارية، خاصة مع الأعراض الشديدة للمرض.
* العلاج يسبب مشاكل أخرى
تُعالَج الإكزيما التأتبية عادة بغسولات طبية وكريمات ستيرويدية لتخفيف التورم والاحمرار، وفي الحالات الأكثر شدة، تُعطى أدوية مثبطة للمناعة، مما قد يؤثر سلبًا على المناعة والكبد.