واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث، السبت، عدوانه على بلدة المغير شرق رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال الناشط في البلدة محمد أبو عليا للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي "دهم أكثر من 30 منزلا بالبلدة، وعبث بمحتوياتها، إلى جانب إلقائه قنبلة غاز مسيل للدموع داخل أحد المنازل، دون التسبب بإصابات".
وأضاف أن جيش الاحتلال "اعتقل عدد من الشبان في البلدة، وسرق أموالا ومصوغات ذهبية خلال عمليات الاقتحام، وصادر عددا من المركبات".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي "منع دخول الصحفيين لتغطية ما يجري في البلدة، وهو يقوم باحتجاز الأهالي الذين يحاولون العودة لمنازلهم، بعد أن منعهم من ذلك منذ يوم الخميس، حيث اضطر كثير منهم للمبيت خارج البلدة".
وبالتوازي مع ذلك، أضاف أبو عليا، أن "جرافات إسرائيلية تقوم بشق طريق استيطاني يمر من داخل أراضي البلدة في المنطقة الشرقية، بعد اقتلاع مئات الأشجار وتجريف الأراضي الزراعية".
والجمعة، ذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية "حكومية"، في بيان، أن "سلطات الاحتلال أصدرت قرارا عسكريا يقضي بإزالة الأشجار على مساحة تصل إلى 297 دونما "الدونم يساوي ألف متر مربع" من أراضي بلدة المغير تحت ذرائع أمنية، خدمة لمشروع الاحتلال والمستوطنين".
وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان، إن "الأمر العسكري الذي حمل الرقم 25/25 يستهدف مساحات شاسعة من أراضي المواطنين في المغير، وصدر بعد إزالة كل الأشجار في المنطقة المحددة، مع أن الأمر العسكري ذاته يمنح المواطنين إمكانية الاعتراض خلال 7 أيام"، بحسب البيان.
وأوضح شعبان، أن "دولة الاحتلال كثفت في الفترة الماضية إصدار أوامر إزالة الأشجار، تحت مسمى اتخاذ الوسائل الأمنية، في مسعى للقضاء على الأشجار في كل الأرض الفلسطينية".
وأشارت الهيئة، إلى أنها "تابعت منذ مطلع 2025 نحو 18 أمراً عسكرياً، تستهدف إزالة الأشجار في مساحة تصل إلى 681 دونمًا من أراضي الفلسطينيين بالضفة".
والجمعة، زعم جهاز الأمن العام "الشاباك"، في بيان مشترك مع الجيش والشرطة الإسرائيليين، اعتقال "منفذ هجوم الخميس بالقرب من المغير".
والخميس، ادعى الجيش الإسرائيلي أن فلسطينيا أطلق النار على مستوطنين قرب بؤرة استيطانية قريبة من المغير، ما أدى إلى اندلاع اشتباك بين الفلسطيني والمستوطنين.
وأضاف أن مستوطنا إسرائيليا أصيب بجروح "طفيفة" خلال الحادث.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقاطع مصورة لعمليات جيش الاحتلال في المغير، أحدها يظهر جنديا يحطم مركبة فلسطينية عبر إلقاء حجارة عليها، وأخرى لعمليات اعتقال وتنكيل، وتجريف واقتلاع لأشجار بالبلدة.
وبموازاة حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1015 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
وحتى الجمعة، خلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و263 شهيدا، و157 ألفا و365 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 274 شخصا، بينهم 113 طفلا.