خبراء: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مستمرة.. وعودة وفدي أمريكا وإسرائيل مناورة إعلامية - بوابة الشروق
السبت 26 يوليه 2025 11:20 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

خبراء: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مستمرة.. وعودة وفدي أمريكا وإسرائيل مناورة إعلامية

غزة / الأناضول
نشر في: الجمعة 25 يوليه 2025 - 5:45 م | آخر تحديث: الجمعة 25 يوليه 2025 - 9:33 م

- مصدر مصري: استئناف مفاوضات حماس وإسرائيل الأسبوع المقبل بعد دراسة العرض
- المدهون: واشنطن تحاول انتزاع تنازلات
- عفيفة: رشقة سياسية تستهدف إحراج الوسطاء
- القرا: مناورة إسرائيلية لتسويق الصفقة

يرى محللون سياسيون فلسطينيون أن تصريحات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بشأن إعادة الوفد الأمريكي من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير لحركة "حماس"، تمثل ضغطا سياسيا ومناورة إعلامية تهدف إلى التأثير على المفاوضات الجارية.
وأوضح المحللون، في أحاديث منفصلة للأناضول، أن الخطوة الأمريكية–الإسرائيلية المتمثلة في سحب وفديهما من مفاوضات الدوحة تهدف بالأساس إلى ممارسة ضغط مباشر على حماس لدفعها إلى تقديم تنازلات.

وجاء التصعيد الأمريكي الإسرائيلي بعد إعلان حركة حماس، فجر الخميس، تسليم ردها ورد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار، في أجواء وصفت بـ"الإيجابية"، وسط تسريبات إسرائيلية عقب الرد بشكل مباشر أفادت بإمكانية "البناء على الرد".

لكن تغيرا مفاجئا طرأ في موقفي واشنطن وتل أبيب، تمثل بسحب الوفدين التفاوضيين، والتلميح إلى توسيع العمليات العسكرية في غزة، مع تصاعد الحديث عن "صفقة تبادل جديدة".

وقال ويتكوف، عبر منصة "إكس"، إن "الرد الأخير من حماس يظهر بوضوح عدم وجود رغبة في التوصل إلى وقف إطلاق نار"، على حد زعمه، مضيفا: "سنسحب فريقنا من الدوحة للتشاور، وسنبحث عن خيارات بديلة لإعادة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين بغزة) وتوفير بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة".

وقبل وقت قصير من إعلان ويتكوف، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة "لإجراء مشاورات"، مع تأكيد "تقدير جهود الوسيطين القطري والمصري، والمبعوث الأمريكي ويتكوف".

**المدهون: واشنطن تحاول انتزاع تنازلات

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، اعتبر في حديثه للأناضول، أن تصريحات ويتكوف، "كانت مخيبة للآمال وصادمة، خاصة أنها جاءت عقب أجواء إيجابية أعقبت ردا فلسطينيا مسؤولا".
وقال إن "هذه التصريحات لا تفسر إلا كمحاولة ضغط سياسي مباشر، وربما ابتزاز تفاوضي، خصوصًا في ملف الأسرى".
ولفت المدهون إلى أن "صدور هذا الموقف من مسؤول أمريكي رفيع يعد أمرا خطيرا، ويكشف عن رعونة أمريكية في إدارة ملف حساس، بينما تتواصل جرائم القتل والتجويع بغزة يوميًا".
وأضاف أن "الرد الفلسطيني تضمن مرونة حقيقية، من بينها الاتفاق على مناطق انسحاب الاحتلال، وعدم تكرار نموذج مؤسسة المساعدات الأمريكية التي تسببت في قتل مدنيين".
لكن المدهون اعتبر أن "مطالبة الوفد الفلسطيني بمزيد من الوضوح في ملف الأسرى أزعج الأمريكيين والإسرائيليين، فصدر هذا الرد التصعيدي".
وأكد أن "حماس لم تعتبر تصريحات ويتكوف نهاية للمفاوضات، بل جددت تمسكها بهدنة شاملة تؤدي إلى إنهاء العدوان ورفع الحصار".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة ترغب في إنهاء الحرب وفق شروط إسرائيلية بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بالقوة".

**عفيفة: رشقة سياسية تستهدف إحراج الوسطاء

من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، تصريح ويتكوف بأنه "لم يكن بيانا دبلوماسيا عابرا، بل رشقة سياسية محسوبة بدقة في ممرات التفاوض المزدحمة".
وأوضح أن "التصريح فاجأ حتى الوسطاء القطريين والمصريين، ويبدو أنه استخدم لدفع حماس إلى الزاوية واتهامها بسوء النية لانتزاع تنازلات في الجولة النهائية".
وقال عفيفة، إن "التحول المفاجئ يعكس أزمة داخلية في إدارة التفاوض بين إسرائيل والولايات المتحدة، وليس انسدادا حقيقيًا في الردود".
وأضاف: "رد حماس أعاد التأكيد على الثوابت، ورفض منطق الإملاءات، وهو ما أزعج تل أبيب فاضطر الأمريكيون لتغيير لهجتهم لحماية نتنياهو".
وأشار عفيفة، إلى أن "الموقف الأمريكي المفاجئ لا يعني أن حماس قدمت ردا سلبيا، بل يعكس انزعاج واشنطن من رفض الحركة الانصياع للضغوط في لحظة تفاوض حساسة".
وقال: "ما صدر عن حماس يشير إلى رد إيجابي من حيث المبدأ على جوهر المقترح المقدم من الوسطاء، مع تمسك الحركة بمطالب إنسانية وسياسية واضحة".
ورأى عفيفة، أن "التصعيد الإعلامي لم يكن بريئا، بل تكتيك ضغط محسوب لتصوير حماس كمعطلة، بهدف دفع الرأي العام الفلسطيني للضغط عليها داخليا".
كما اعتبره "مقدمة لاتهام الحركة بالعرقلة إن لم تلتزم بالنسخة الأمريكية من المقترح، و أداة ضغط نفسي على الداخل الفلسطيني، خاصة في ظل المعاناة الإنسانية الهائلة، لدفع الشارع نحو ممارسة ضغوط على حماس من أجل القبول بأي عرض مطروح".
وقال: "الحديث المتفائل عن تهدئة لم يكن انعكاسًا لحقيقة المفاوضات، بقدر ما كان جزءًا من لعبة سياسية - إعلامية تهدف إلى حشر المقاومة في الزاوية".

القرا: مناورة إسرائيلية لتسويق الصفقة

أما المحلل السياسي إياد القرا، فاعتبر عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة "مناورة إعلامية هدفها تسويق الصفقة المرتقبة داخل إسرائيل، وليس انسحابا فعليا من المفاوضات".
وقال القرا: "نتنياهو يحاول تقديم الصفقة لجمهوره كإنجاز سياسي وأمني، في وقت وصلت فيه المقاومة إلى الحد الأعلى من المرونة دون التفريط بالثوابت".
وأضاف أن "الكرة الآن في ملعب الاحتلال، وأي مراوغة إضافية قد تعني انهيار المسار التفاوضي وضياع الفرصة الأخيرة لإتمام صفقة تبادل تُنهي الحرب".
وأكد القرا أن "التراجع عن التفاهمات لن يفسر إلا كهروب من الاتفاق، بينما تُظهر المعطيات الميدانية أن المقاومة لا تزال في موقع المبادرة وليس الضعف".

وفي إطار ذلك، قال مصدر مصري، الجمعة، إن المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة "ستستأنف الأسبوع المقبل بعد دراسة عرض الحركة".
جاء ذلك بحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية عن المصدر ذاته دون أن تذكر هويته، بعد ساعات من غموض بشأن مصير المفاوضات عقب إعلان تل أبيب والمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سحب فريقي بلديهما للتشاور، من الدوحة التي تستضيف المفاوضات منذ 6 يوليو الجاري.
وقال المصدر ذاته إن "الوفد الإسرائيلي غادر (الدوحة) بعد تلقيه رد حماس على أن تستأنف المفاوضات مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل بعد دراسة عرض حماس"، دون تفاصيل إضافية.
ومنذ 6 يوليو الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك