أطلقت وزارة الأوقاف، خلال الفترة الماضية، حملة "صحح مفاهيمك"، لتصحيح السلوكيات الاجتماعية والمفاهيم الدينية الخاطئة المنتشرة في المجتمع، والتصدي للظواهر الخطيرة التي تهدد الشباب والمجتمع.

الحشيش بين التحريم والحقائق العلمية

في أحدث منشورات الحملة، تناولت الوزارة عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي موضوعًا بعنوان: "هو لازم تغيب عن الوعي تمامًا علشان نقول على الحاجة حرام؟!"، مؤكدةً خطورة الترويج لمفاهيم مغلوطة حول الحشيش، خاصة من يدّعون أنه ليس محرَّمًا لأنه لا يُغيّب العقل مثل الخمر.

وأكدت الحملة أن الحشيش مادة خطيرة تُشوّه الإدراك، وتُسبّب هلاوس واختلالًا في التوازن العصبي، وتؤدي إلى تعطيل التركيز، وتليّف الرئة، وضمور خلايا المخ، ما يجعله مادة مدمّرة لا يمكن وصفها بـ"الخفيفة" أو "الآمنة".

الحكم الشرعي واضح وصريح

أشارت وزارة الأوقاف إلى أن بعض التصريحات التي تُبرر تعاطي الحشيش تحت غطاء الدين تمثل تضليلًا وخطرًا بالغًا، مؤكدةً أن دار الإفتاء المصرية حسمت الأمر: جميع المخدرات بما فيها الحشيش حرام شرعًا، ليس فقط لأنها تُغيّب العقل، ولكن لأنها تُهلك البدن، وتفسد النفس، وتدمّر المجتمع.

واستشهدت الوزارة بقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وبحديث النبي ﷺ: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام" [رواه مسلم]، لتوضيح أن أي مادة تُعطّل العقل أو تُفسده أو تُضيّع الإنسان فهي محرمة، سواء كانت خمرًا أو مخدرًا أو حشيشًا.

تأثير الحشيش على المجتمع والشباب

ونقلت الحملة عن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي تأكيده أن الحشيش ليس مادة "خفيفة" كما يُشاع، إذ يؤثر على إدراك المسافات والزمن، ويُضعف التركيز، ويضاعف خطر تعرض السائقين للحوادث ثلاث مرات عن المعدل الطبيعي. كما أوضح الصندوق أن أكثر من 50% من طالبي العلاج عبر الخط الساخن 16023 مدمنون على الحشيش، ما يعكس خطورته على الصحة العامة والأمن المجتمعي، ويجعل ترويجه جريمة بحق الوطن.

نداء للأسر والشباب

وجهت وزارة الأوقاف رسالة مباشرة لكل الأسر والشباب قائلة:"لا تجعلوا كلمات تُنسب للعلم زورًا تفتح أبواب الضياع، ولا تسمحوا بتشويه حدود الحلال والحرام بكلام غير محسوب. ديننا جاء ليحفظ العقول ويصون المجتمعات، فاحموا أنفسكم وأبناءكم قبل فوات الأوان."

دعاء لحفظ الأبناء

ودعت الوزارة:"اللهم احفظ أبناءنا، واصرف عنهم شياطين الإنس والجن، وأنر قلوبهم بنور الهداية، وبلّغهم طريق السلامة، ونجّهم من دروب الضياع، وقرّ أعين ذويهم بصلاحهم، وبارك في أعمارهم وأعمالهم، واحفظهم بحفظك الذي لا يزول ولا يزول".