صارت أصوات الفلسطينيين مصدرًا لإلهام الكثير من صناع السينما حول العالم، ولا يكاد يمر مهرجان سينمائي مؤخرًا دون أن يُعرض فيلم مستوحى من حكاياتهم المفعمة بالألم والمعاناة والمحاولة ومقاومة اليأس والموت، وأحدث هذه الأعمال فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية.
سوف يُعرض فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، المرشحة مرتين لجائزة الأوسكار، لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي، المقرر انعقاده في الفترة من 27 أغسطس إلى 9 سبتمبر 2025.
يروي الفيلم الساعات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتي قُتلت بنيران إسرائيلية في يناير 2024 بعد أن علقت في سيارة مع أقاربها القتلى في غزة.
وانتشرت على نطاق واسع صرخاتها المسجلة طلبًا للمساعدة، والتي أطلقتها عبر الإنترنت، وأصبحت رمزًا مؤلمًا لاستهداف إسرائيل للمدنيين في قطاع غزة.
دخل فيلم "صوت هند رجب" قائمة المنافسة على جائزة الأسد الذهبي، الجائزة الكبرى في مهرجان البندقية، وسوف يتنافس الفيلم مع عدد من الأفلام البارزة، منها "فرانكشتاين" للمخرج جييرمو ديل تورو، و*"لا خيار آخر"* للمخرج بارك تشان ووك، و*"بيت الديناميت"* للمخرجة كاثرين بيجلو.
وتقول بن هنية، التي رُشِّح فيلمها الأخير "أربع بنات" لجائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2024، إنها اضطرت إلى تغيير مسارها بالكامل بعد سماع صوت هند لأول مرة.
وقالت في بيان: "كان هناك شيءٌ مُفعمٌ بالطاقة في هذا المشروع، طوال سنواتي كمخرجة أفلام، لم أتخيل قط أنه من الممكن الانتهاء من عمل في 12 شهرًا فقط"، مضيفة: "عندما سمعت صوت هند شعرتُ فورًا بمزيج من العجز والحزن الشديد، ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تهتز تحتي، لم أستطع الاستمرار كما خططتُ".
حصلت بن هنية على التسجيل الصوتي الكامل عبر الهلال الأحمر، وقالت: "كان التسجيل مدته حوالي 70 دقيقة، وكان مُريعًا، وبعد الاستماع إليه، أدركتُ، دون شك، أنه عليّ التخلي عن أي مشروع آخر، كان عليّ صنع هذا الفيلم".
وقالت والدة هند، وسام حمادة، إن بن هنية اتصلت بها بشأن المشروع قبل عام، وفقًا لتصريحات لمجلة ذا ناشيونال.
"رغم الألم وثقل الحزن، شعرتُ أن صوت هند بحاجة إلى أن يُسمع بصوت عالٍ وواضح. بعد عام، نشعر بتأثر كبير لعرض هذا الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي، وكأم، لا شيء سيُشفي جرح فقدان ابنتي، لكن معرفة أن صوتها سيصل إلى جميع أنحاء العالم يمنحني القوة.. شكرًا لكِ كوثر ولكل الفريق على صنع هذا الفيلم."
هذه القصة لا تقتصر على غزة، بل تحكي حزنًا عالميًا، قالت: "السينما قادرة على حفظ الذاكرة، قادرة على مقاومة النسيان، فليُسمع صوت هند رجب.