في مشهد وثقته كاميرات مراقبة، اعتقل سلطات الهجرة الأمريكية طالبة الدكتوراة التركية في "جامعة تافتس" بالقرب من بوسطن، روميسا أوزتورك بينما كانت في طريقها للقاء أصدقائها على مأدبة إفطار،وذلك على خلفية معارضتها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
• ضباط ملثمين يعتقلون الطالبة في الطريق
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ستة أشخاص ملثمين، وهم يوقفون الطالبة أوزتورك ويسلبون هاتفها، فيما تم تكبيل يديها واقتيادها إلى أحد السيارات، بينما كانت تصرخ.
ويُسمع في الفيديو أفراد المجموعة التي أوقفت الطالبة وهم يقولون: "نحن الشرطة"، فيما يُسمع صوت رجل يسأل: "لماذا تُخفون وجوهكم؟".
وقال مايكل ماثيس، مهندس برمجيات والذي التقط لحظة الاعتقال: "بدا الأمر وكأنه اختطاف، اقتربوا منها وبدأوا في الإمساك بها ووجوههم مغطاة، كانوا يغطون وجوههم، وسياراتهم لا تحمل علامات مميزة".
وردا على استفسار شبكة "سي.إن إن" الإخبارية الأمريكية حول سبب تغطية الضباط لوجوهم خلال عملية الاعتقال، قال المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية: "عندما يقوم ضباط إنفاذ القانون بتنفيذ العمليات، فإنهم يحددون أنفسهم بوضوح كرجال شرطة بينما يرتدون أقنعة لحماية أنفسهم من أن يكونوا هدفا للمتعاطفين مع الإرهاب المعروفين والمشتبه بهم".
وأضاف المتحدث أنهم يشعرون بخيبة أمل لأن وسائل الإعلام لم تعير نفس القدر من الاهتمام للمحتجين الذين ارتدوا الكمامات خلال مظاهرات الجامعات.
• إلغاء تأشيرة أوزتورك
وقال مقربون من الطالبة أوزتورك لوكالة "رويترز"، إن السلطات ألغت تأشيرتها، وإن هذا "الاحتجاز هو الأول المعروف من إدارة الرئيس دونالد ترامب لطالبة من منطقة بوسطن شاركت في مثل هذا النشاط".
وقال جيران الطالبة إنهم شعروا بالصدمة من طريقة الاعتقال، والتي وقع الساعة 5:30 مساءً في حي سكني، بينما كانت متوجهة لحضور إفطار رمضاني مع أصدقائها.
وكانت أوزتورك مسجلة في برنامج دكتوراه بجامعة تافتس بتأشيرة F-1 سارية، والتي تسمح للطلاب الدوليين بمتابعة دراساتهم الأكاديمية بدوام كامل، وفقًا لمحاميتها، ماهسا خانباباي.
وفي مارس 2024، شاركت أوزتورك في كتابة مقال رأي في صحيفة الجامعة انتقدت فيه رد فعل الجامعة على الحركة المؤيدة للفلسطينيين، في حين صرح مسئولو جامعة تافتس بأن الجامعة لم تكن على علم مسبق بالاعتقال.
• موقف جامعة تافتس
وقالت رئيسة جامعة تافتس، سونيل كومار في بيان مكتوب: "لم تُطلع الجامعة السلطات الفيدرالية على أي معلومات قبل وقوع الحادثة، وأن المكان الذي وقعت فيه الحادثة ليس تابعًا لجامعة تافتس.. بناءً على ما أُبلغنا به لاحقًا، تم إلغاء تأشيرة الطالبة، ونسعى إلى التأكد من صحة هذه المعلومات"، بحسب شبكة "سي.إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وفي بيان أخر، مساء أمس الأول، تضمّن إرشادات إضافية للطلاب الدوليين الآخرين، قالت كومار، إنها تُشاطر المدعية العامة لولاية ماساتشوستس، أندريا جوي كامبل، مخاوفها في وصف فيديو اعتقال أوزتورك بأنه "مُقلق".
وأشارت إلى أن الجامعة على تواصل مع المسئولين المنتخبين على المستويات المحلية والولائية والفيدرالية، و"تأمل أن تُتاح لروميسا فرصة الاستفادة من حقوقها في الإجراءات القانونية الواجبة".
وتُعد أوزتورك واحدة من بين العديد من الأجانب المنتسبين إلى جامعات أمريكية مرموقة الذين تم اعتقالهم في عهد إدارة ترامب بزعم أنشطتهم المتعلقة بالمنظمات الإرهابية، بمن فيهم محمود خليل، الناشط الفلسطيني البارز.