على مدار أكثر من نصف قرن من الإبداع، قدمت فاتن حمامة شخصيات تنتمي لشرائح وطبقات اجتماعية متباينة، فكانت لسان حال الفقيرات، وابنة الطبقة المتوسطة، وسيدة الطبقة الراقية، دون أن تفقد مصداقيتها أو تأثيرها الفني.
وفي ذكرى ميلادها التي توافق 27 مايو، نسلط الضوء في هذا التقرير على بعض أفلامها التي عكست من خلالها همومًا وتجارب مأخوذة من عمق المجتمع المصري، ومن بيئات اجتماعية مختلفة.
آمنة بين الصحراء والمدينة
في فيلم دعاء الكروان (1959)، أدت فاتن حمامة دور "آمنة"، الفتاة البدوية الفقيرة التي تهرب من قريتها إلى المدينة، لتعمل خادمة برفقة شقيقتها. لكن المسار يتحول إلى مأساة بعد مقتل أختها، ما يُظهر قسوة التقاليد والظروف الاجتماعية التي تحكم هذه البيئات.
ابنة الإقطاع التي تمردت على طبقتها
في صراع في الوادي (1954)، لعبت دور "آمال"، ابنة باشا من صعيد مصر، تمثل الطبقة الإقطاعية. لكنها سرعان ما تتمرد على سلطة الأب والنظام الطبقي، لتقدم أداءً يعكس صراعًا داخليًا بين إرث اجتماعي وضمير إنساني. الفيلم يكشف الفوارق الطبقية التي تعرقل العلاقات الإنسانية، وتفرض قرارات لا تراعي المشاعر.
معاناة عمال التراحيل
في الحرام (1965)، جسدت شخصية "عزيزة"، فلاحة فقيرة من عمال التراحيل، تعيش في ظروف صحية ومعيشية بالغة القسوة. زوجها مريض وهي المعيلة الوحيدة، ما يحول الفيلم إلى مرآة تعكس مأساة أسرة تعاني الفقر والجوع والحرمان، وسط نظام اجتماعي لا يرحم.
تحديات الشباب في الطبقة المتوسطة بين القيم والحرية
في الباب المفتوح (1963)، جسدت شخصية "ليلى"، شابة تعيش صراعًا داخليًا في ظل واقع مضطرب عقب الحروب. الفيلم يعكس الأزمة التي تواجهها الطبقة المتوسطة، حيث يتمسك الآباء بقيم الماضي، بينما يسعى الأبناء للتعبير عن ذواتهم وسط عالم متغير، مليء بالتحديات الفكرية والاجتماعية.
ريف مكتظ وفقير
في أفواه وأرانب (1977)، قدمت دور "نعمة"، شابة ريفية تواجه واقعًا معيشيا مريرًا وسط أسرة كبيرة العدد. يسلط الفيلم الضوء على الفقر ونقص الخدمات، ويبرز كيف تتحول الحياة اليومية إلى صراع مستمر من أجل البقاء، في ظل أحلام بسيطة لأفراد يسعون إلى كسر حلقة المعاناة.
بساطة الطبقة الشعبية
في أيامنا الحلوة (1955)، قدمت شخصية "هدى"، الفتاة المريضة التي تعيش في حي شعبي. الفيلم يبرز مظاهر التكافل والعلاقات الإنسانية الحميمية في هذه البيئة، حيث تمنح البساطة والقيم الاجتماعية شعورًا بالأمان رغم قسوة الحياة، في صورة واقعية عن التضامن الشعبي.