بقلوب يعتصرها الألم ودموع لم تجف من أعين الأمهات، انطلقت قبل قليل الجنازة الجماعية لضحايا حادث الطريق الإقليمي من ساحة المسجد الكبير بقرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، وسط حضور آلاف المشيعين من أهالي القرية والقرى المجاورة.
مشهد مُهيب لم تعرفه القرية من قبل، النعوش مصطفة في صف واحد، والقلوب مكلومة لا تصدق أن بناتهن رحلن فجأة في غفلة من الزمن.. أصوات البكاء والأنين تملأ المكان، وأمهات يصرخن بأسماء بناتهن من خلف النعوش، وأطفال صغار لا يدركون لماذا لم تعد شقيقاتهم من العمل.
على ضوء المصابيح وعلى وقع الدعاء والتكبير، حمل الأهالي جثامين الفتيات واحدة تلو الأخرى، في جنازة لم تُفرق بين بيت وآخر، فقد غطى الحزن كل بيت في كفر السنابسة، التي ودعت فلذات أكبادها وسط دعوات بالرحمة والمغفرة، ومطالبات بالعدالة والمحاسبة، وقرأ المشيعون الفاتحة بصوت واحد في مشهد مؤلم رسم لوحة إنسانية من الحزن والوداع.
وكان الحادث قد وقع صباح اليوم الجمعة، نتيجة تصادم مروع بين سيارة نقل ثقيل وميكروباص يقل مجموعة من العاملات، وأسفر عن وفاة 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة من كفر السنابسة، وإصابة 4 آخرين.
وقد أعلن اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية حالة الحداد، موجها بسرعة صرف التعويضات وتقديم الرعاية والدعم لأسر الضحايا، بينما باشرت النيابة العامة التحقيق في أسباب الحادث.
ورغم هول الفاجعة، جسّد الأهالي في وداعهم لبناتهم مشهدًا من التضامن الكبير، وارتفعت أصوات الدعاء في لحظة الوداع الأخيرة، في جنازة ستبقى محفورة في ذاكرة القرية لسنوات طويلة.