من داخل سرادق العزاء الجماعي بقرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، روت زميلات 9 من الفتيات اللاتي لقين مصرعهن في حادث الطريق الإقليمي، تفاصيل موجعة عن الأيام الأخيرة، وواقع العمل الذي جمعهن، وحجم الفاجعة التي لم تفارق وجوههن ودموعهن.
قالت إحدى زميلات الضحايا، لـ«الشروق»: "اللي ماتوا دول كانوا أصحابنا وأخواتنا.. كلهم كانوا في الثانوية، وبيشتغلوا جنب الدراسة علشان يساعدوا أهلهم.. كانوا شاطرين جدًا، وبيصحوا بدري يركبوا عربياتنا ويروحوا الشغل.. ومحدش رجع.”
وأضافت أخرى: "إحنا 3 عربيات بنطلع يوميًا للطريق ده، وكل مرة بنبقى خايفين، لأن الطريق صعب جدًا والعربيات ماشية قريبة من بعض، وإحنا بنسميه طريق الرعب. هو معمول علشان يخلص علينا مش يوصلنا شغلنا!”
ووصفت إحداهن المشهد قائلة: "اللي حصل مأساة.. فيه بيوت فيها 3 بنات ماتوا، وكانوا كلهم معانا في الشغل.. دول أصحابنا اللي كنا بنصحى نشوفهم وننام على صوتهم، صورهم قدامنا طول الوقت ومش قادرين نصدق إنهم مش معانا.”
وتابعت أخرى وهي تبكي: "قبلها بيوم كانت واحدة من صحبتي حضناني جامد، وكأنها كانت بتودعني.. ولسه بنقول فرحهم كمان شهرين، بقينا بنمشي ورا نعشهم”.
وأكدت الفتيات أن العمل لم يكن رفاهية، بل ضرورة فرضتها ظروف الحياة القاسية، وقالت إحداهن: "إحنا بنشتغل علشان نجيب هدومنا، ولبسنا، وكتبنا، ونساعد أهلنا.. 200 ألف تعويض مش هيرجع اللي راحوا، إحنا محتاجين أصحابنا مش فلوس.”
يأتي هذا وسط غضب واسع في القرية ومطالبات متكررة من الأهالي بإصلاح الطريق الإقليمي أو إغلاقه لحين تأمينه، خاصة في ظل اعتماده من قبل المئات من العمالة اليومية والفتيات اللاتي لا يجدن وسيلة أخرى للرزق